غوتيريس في مصر.. من هو الأمين العام للأمم المتحدة؟
كتبت -هدى الشيمي:
يصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، 67 عاما، إلى القاهرة، غدًا الأربعاء، في أول زيارة له لمصر بعد توليه منصبه رسميا خلفا للأمين العام السابق بان كي مون في مطلع يناير الماضي، من أجل إجراء لقاءات مع المسؤولين المصريين، على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وُلد غوتيريس في العاصمة البرتغالية، لشبونة عام 1949، وقضى طفولته مع أقاربه في الريف. هناك عرف كيف يحيا الفقراء في ظل الحكم الديكتاتوري والظلم، ثم تطوع فيما بعد للعمل في مشروعات اجتماعية في العاصمة، وأجاد اللغة الفرنسية، والإسبانية، والإنجليزية إلى جانب لغته الأم، البرتغالية.
خصص غوتيريس بعضا من وقته للفقراء والمهمشين في البرتغال. كان يذهب أكثر من مرة في الأسبوع إلى الأحياء والمناطق المتطرفة في لشبونة ويعطي دروس خاصة في الرياضيات للأطفال الفقراء.
في 1967، عمل غوتيريس محاضرا جامعيا. في نفس الوقت بدأ مسيرته السياسية؛ إذ فاز في انتخابات الاتحاد الاشتراكي. وتميز بقدرته على الاقناع بالحجج المنطقية والأسلوب سلس في مخاطبة الجماهير.
في 1992، تبوأ غوتيريس أعلى منصب للحزب الاشتراكي. وبات رئيسا للوزراء في 1995، ودعا خلال حملته الانتخابية إلى مزيد من الإنسانية والسياسة الاجتماعية.
ظل غوتيريس رئيسا لوزراء البرتغال حتى 2002. حينها قدم استقالته بعد أنه شعر بتخبط حكومته المؤلفة من أقليات برلمانية وخروجها عن مسارها الذي حدده لها.
يصفه أنطونيو فيتورينو، نائب رئيس الوزراء السابق ووزير الدفاع خلال فترة تولي غوتيريس رئاسة الحكومة البرتغالية، بأنه "شخص موهوب. ذكي جدا. يحاول فهم وجهات النظر الأخرى وينصب تركيزه على إيجاد حلول،" بحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية.
لم تكن حياة غوتيريس مستقرة على الدوام؛ فزوجته وأم ابنيه، لويزا اميليا، التي كانت متخصصة في العلاج النفسي، أصيبت بمرض السرطان ولم تشف منه حتى تركته ورحلت في عاصمة الضباب لندن، حيث كانت تتلقى العلاج، وتوفت عام 1998.
يقول فيتورينو إن مرحلة مرض لويزا كانت الأصعب على غوتيريس وكان لها تأثيرا كبيرا على حياته السياسية، لأنه كان يسافر إلى لندن صباح الجمعة من كل أسبوع، لقضائه مع زوجته، ثم يعود إلى لشبونة صباح الاثنين لممارسة عمله.
شغل غوتيريس منصب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين طيلة عشرة أعوام، بدأت في 2005 وانتهت في 2015، وهي الفترة التي شهدت تفاقم أزمة اللاجئين والمهاجرين من سوريا والعراق وأفغانستان وأفريقيا.
خلال تلك الفترة عمل غوتيريس على تواجد أكبر عدد ممكن من العاملين في المفوضية في المناطق التي تضربها أزمات اللجوء والهجرة، الأمر الذي ساهم في تحسين أداء المنظمة.
وانتقد تعامل البلدان الغنية مع أزمة اللاجئين السوريين، قائلاً في تصريحات صحفية: "للأسف لا يلاحظ الأغنياء وجود الفقراء إلا بعد أن يدخل الفقراء باحات الأغنياء".
ودعا غوتيريس الدول الأكثر ثراء عدة مرات إلى عمل المزيد من أجل مساعدة اللاجئين، والنازحين المُجبرين على ترك أوطانهم بسبب الحروب والكوارث الطبيعية.
طرح اسم غوتيريس مرشحا لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة مع عشرة مرشحين اخرين في مارس 2016.
ورغم أن هناك من كانوا يأملون في أن تتولى امرأة هذا المنصب لتكون أول امرأة تشغله منذ نشأة الأمم المتحدة قبل عقود.
في 13 أكتوبر الماضي، اختاره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ليخلف بان كي مون في رئاسة الأمانة العامة للأمم المتحدة. حصل غوتيريس على 13 صوتا من أصوات مجلس الأمن الخمسة عشر، في حين رفض الصوتان الاخران التصويت.
تولى غوتيريس منصبه رسميا في الأول من يناير الماضي.
اعتبرته صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير نشر في يناير الماضي "أفضل أمين عام للأمم المتحدة منذ سنوات طوال."
فيديو قد يعجبك: