فنزويلا ترد على ترامب بتوجيه ضربة قاسية للمعارضة
كراكاس - (أ ف ب):
أصدر القضاء الفنزويلي حكمًا نهائيًا، أمس الخميس، بسجن ليوبولدو لوبيز، أحد قادة المعارضة، 14 عامًا، في رد قاس على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طلب الإفراج عنه قبل يومين.
ويشكل هذا القرار فصلًا جديدًا خلال أسبوع من التوتر الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وفنزويلا، في أول أزمة بين البلدين منذ وصول الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير.
وقال خوان كارلوس جوتيريز، محامي لوبيز، لوكالة فرانس برس إن محكمة النقض ردت طلب الاستئناف.
ووصف الحكم بأنه عمل جائر ضد موكله الذي أدين بالتحريض على العنف خلال التظاهرات المناهضة للحكومة التي أسفرت عن سقوط 43 قتيلًا في 2014.
وأوضح المحامي أنه لا يمكن التقدم بأي طلب استئناف جديد إلى القضاء في فنزويلا، لكن لوبيز مؤسس حزب الإرادة الشعبية المعارض يمكنه اللجوء إلى القضاء الدولي إذا رغب في ذلك.
وكان الرئيس الأمريكي دعا بعد لقائه زوجة لوبيز في البيت الأبيض، الأربعاء، الحكومة الفنزويلية إلى الإفراج فورًا عن هذا السياسي الذي أصبح رمزًا لمناهضة التيار التشافي.
وقال في تغريدة على "تويتر": "يجب على فنزويلا أن تسمح لليوبولدو لوبيز، السجين السياسي وزوج ليليان تينتوري التي التقيها لتوي مع ماركو روبيو، بالخروج من السجن فورا". وارفق تغريدته بصورة يظهر فيها رافعًا ابهامه وبجانبه ليليان تينتوري ونائب الرئيس مايك بنس والسناتور الجمهوري ماركو روبيو.
وجاء استقبال ترامب لزوجة لوبيز بعد تعليق الحكومة الفنزويلية، الأربعاء، بث شبكة "سي إن إن" الناطقة بالإسبانية على أراضيها، مبررة قرارها بأن الشبكة الإخبارية الأولى في أمريكا اللاتينية تبث "دعاية حربية".
من جهتها، أعادت زوجة لوبيز نشر تغريدة ترامب للتعبير عن تقديرها لوقوفه مع الشعب الفنزويلي وتطلعاته لاستعادة الديموقراطية"، وقالت: "تحدثتم عن الأزمة الإنسانية التي نعيشها في فنزويلا وعن سجنائنا السياسيين"، معربة عن إدانتها للحكم الديكتاتوري في فنزويلا.
وكان تدخل الرئيس الأمريكي جاء بعد أيام من التوتر بين واشنطن وكراكاس؛ فقد حذر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الأربعاء، ترامب من أن بلاده سترد بحزم على أي عدوان يستهدفها من جانب الولايات المتحدة، وقال في خطاب خلال مناسبة عامة "إذا حاولت الولايات المتحدة أن تعتدي علينا فنحن لن نقف مكتوفي الأيدي. مضيفًا: "فنزويلا سترد بحزم ومن يطرق بابنا سيلقى الرد المناسب"، من دون مزيد من التوضيح.
وعلقت كراكاس بث شبكة "سي إن إن" الأمريكية بعد يومين من فرض الولايات المتحدة عقوبات على نائب الرئيس الفنزويلي طارق العيسمي، 42 عاما، بتهمة تجارة المخدرات.
وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية، الإثنين الماضي، اسمي طارق العيسمي وحليفه رجل الأعمال سامارك خوسيه لوبيز بيللو على قائمتها لمهربي المخدرات وفرضت عليهما عقوبات اقتصادية.
وتظاهر عشرات الصحفيين والموظفين في كراكاس، أمس الخميس، أمام مقر إدارة الإشراف على وسائل الإعلام، ضد "الرقابة" التي تستهدف "سي إن إن".
وتشهد العلاقات بين واشنطن وكراكاس توترا منذ 1999 مع وصول هوجو تشافيز المعروف بخطبه المعادية للأمريكيين، إلى السلطة، وتزايد التوتر مع انتخاب سلفه نيكولاس مادورو الذي يكن العداء نفسه للولايات المتحدة، رئيسا للبلاد في 2013.
ولا يتبادل البلدان السفراء منذ 2010، وقال المؤرخ اجسوستين بلانكو إن هذا التوتر لا يمكن أن يدفع معسكر تشافيز إلا الى التشدد.
وأضاف: "لا إعلان وزارة الخزانة الأمريكية ضد العيسمي ولا ريبورتاجات السي إن إن تدفع الحكومة إلى الاحتضار لأنها تعتمد على جهاز عسكري وقضائي".
وتابع أن ذلك سيؤدي على العكس إلى زيادة قناعتها وخطابها المعاديين للرأسمالية".
وأكد المحلل لويس فيسنتي ليون أن النتيجة ستكون تشددًا سياسيا أكبر في فنزويلا، مشيرًا إلى أن هذا الأمر حتمي ويؤدي إلى الإسراع بهذه العملية التي ستكون تدريجية".
ولفت إلى أن دعوة ترامب لإطلاق سراح لوبيز يمكن أن تستخدمها الحكومة للحديث مجددًا عن تدخل خارجي والمساعدة على تعزيز التيار التشافي بينما تراجعت شعبية نيكولاس مادورو إلى حد كبير في البلاد التي تشهد في الوقت نفسه أزمة اقتصادية حادة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: