إعلان

هجوم دوسلدورف: إسلاموفوبيا وعنصرية ونظريات مؤامرة

01:26 م السبت 11 مارس 2017

هجوم دوسلدورف إسلاموفوبيا وعنصرية ونظريات مؤامرة

برلين (دويشته فيله)
رغم أن هجوم دوسلدورف ليس الأول من نوعه في ألمانيا ورغم تأكيد الشرطة على عدم وجود دوافع إرهابية وراءه، إلا أن الجدل الذي أشعله الموضوع في مواقع التواصل الاجتماعي لم يهدأ. جدل مليء بالعنصرية ونظريات المؤامرة.

بمجرد الإعلان عن هجوم دوسلدورف، الذي قام فيه رجل يبلغ من العمر 36 سنة بالاعتداء بفأس على سبعة أشخاص في محطة القطارات بالمدينة، بدأ التفاعل بشكل كبير مع الموضوع والتخمينات حوله على مواقع التواصل الاجتماعي في ألمانيا.

وبينما ركز السياسيون الألمان على استخدام المواقع الاجتماعية لطمأنة الناس وتأكيد تعاطفهم مع الضحايا وأهاليهم، اندلعت حرب افتراضية بين المستخدمين العاديين وانقسمت التعليقات والآراء بين من خمنوا منذ الوهلة الأولى بأنه هجوم إرهابي ومرتكبه بالضرورة شخص ذو خلفية مسلمة أو عربية دون انتظار تصريحات واضحة بهذا الخصوص من الشرطة، بينما عبر آخرون عن رفضهم الربط بين الإسلام والهجوم.

المستخدمون العرب اختلفت أيضاً مواقفهم من الموضوع. أما البعض الآخر فقد عبّر عن سعادته بسبب عدم تورط شخص عربي أو مسلم في الهجوم، فيما انتقد آخرون عدم تصنيف الشرطة للهجوم على أنه إرهابي واعتبروه نابعاً فقط من كون الشخص المتورط ليس عربياً.

هذا النقاش الحامي يشتد أكثر في ظل عدم تمكن الشرطة بعد من تحديد الدوافع الحقيقية وراء الهجوم، لكون الشخص في حالة صحية لا تسمع بأخذ استجوابات منه بسبب تعرضه لإصابات بالغة وهو يحاول الفرار بعد الحادث، بيد أنها أشارت إلى أنه يعاني على ما يبدو من اضطرابات نفسية.

تعليقات عنصرية
حتى بعد إعلان الشرطة عن أن الفاعل ينحدر من كوسوفو وأنه تحرك بشكل فردي وليس مع أشخاص آخرين كما اعتقد في البداية، مع التأكيد على أنه لا توجد مؤشرات على أن العمل وراءه دوافع إرهابية، إلا أن كل هذا لم يوقف سيل التعليقات والعبارات التي نسبت الهجوم للمسلمين، حتى أن بعض المعلقين قاموا بانتقاد الشرطة بسبب تصريحها أن الفاعل يعاني من اضطرابات نفسية وليس بالضرورة إرهابياً. في هذا السياق علق مستخدم باسم Aggressor في تغريدة له على تويتر بالقول: "مرحباً باللاجئين، مرحبا بالقتلة".

مستخدم في تويتر يحمل اسم Systemerror علق بالألمانية يقول إن "الفاعل من يوغوسلافيا السابقة. وطبعاً أن تكون الديانة السائدة هناك هي الإسلام مجرد صدفة".

يشار إلى أن ألمانيا تشهد حالة من التأهب بسبب تزايد وتيرة الهجمات الإرهابية في البلاد، لاسيما منذ الاعتداء بشاحنة على سوق لأعياد الميلاد في برلين، كان قد أوقع 12 قتيلاً في ديسمبر الماضي وتبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وبالإضافة إلى هذا الهجوم، تبنى التنظيم اعتداءات سابقة منها هجوم بالفأس كان قد تسبب في إصابة خمسة أشخاص. كما شهدت ألمانيا هجوماً آخر بالفأس أيضاً في قطار لكن السلطات قالت إن الفاعل يعاني من اضطرابات عقلية.

في الوقت الذي يخلق فيه موضوع اللاجئين في ألمانيا أجواءاً متوترة وتنامياً لمشاعر العداء ضد الأجانب والمسلمين تحديداً، تقدّر الاستخبارات الداخلية عدد الإسلاميين المتطرفين في البلاد بعشرة الآف، بينهم 1600 يُعتقد أنهم قد ينتقلون إلى تنفيذ أعمال عنف.

البعض ربط أيضاً بين هجوم دوسلدورف ورفض مجلس الولايات الألمانية تصنيف كل من المغرب والجزائر وتونس دولاً آمنة، وهو مشروع قانون كانت تقدمت به الحكومة الألمانية ليصبح ممكناً ترحيل اللاجئين القادمين من هذه البلدان إليها.

ومن هؤلاء المعلقين Alter Schwede، الذي نشر تغريدة على "تويتر" يقول فيها: "في اليوم التالي لهجوم دوسلدورف، وضع الحزب الاشتراكي الديمقراطي مصالح المهاجرين فوق مصلحة السكان الأصليين". يشار إلى أن الحزب المذكور هو الذي يحكم ولاية شمال الراين وستفاليا، الذي تعدّ دوسلدورف عاصمتها.

"تعليقات الكراهية أكثر من تلك المتضامنة مع الضحايا"!
بالمقابل، دعا مغردون ألمان إلى تفادي الأحكام الجاهزة والعنصرية في تناول حادثة دوسلدورف، وبعد إعلان الشرطة عن هوية الفاعل، علق غيدو كلاينهايلمان على الموضوع بطريقته الخاصة، إذ وضع رقم 0 أمام عدد الوقائع حول الموضوع، ورقم 120 أمام "نظريات المؤامرة الجديدة" كما أسماها، ورقماً كبيراً أمام عدد التصريحات العنصرية الجديدة، للمقارنة بين ما جرى في الواقع وما يدور حول الموضوع في وسائل التواصل الاجتماعي. وقد لقيت هذه التغريدة تفاعلاً كبيراً، إذ عبر أكثر من 900 شخص عن إعجابهم بها وتمت إعادة تغريدها أكثر من 200 مرة.

من جهته، علق مغرد ألماني باسم Franz-Josef Strauß على "تويتر" وهو يتساءل: "المعتدي بالفأس يعاني من اضطرابات نفسية. لماذا تؤكدون على هذه النقطة طوال الوقت؟ هل يمكن أن يكون هناك من يعتدي بفأس وهو في كامل صحته النفسية؟"

بينما انتقد معلق ألماني آخر باسم Menschenrechtsfreund‏ انتشار تعليقات كراهية وعنصرية أكثر من تعليقات التضامن مع الضحايا. من جهته، غرد مستخدم يحمل اسم علي، باللغة الألمانية يقول: "يوم سيء لكارهي الإسلام في ألمانيا: المعتدي بالفأس في دوسلدورف هو "مجرد" مريض نفسي وليست له دوافع إرهابية".

نظريات مؤامرة في كل الاتجاهات
تصنيف الشرطة الفاعل كشخص مضطرب نفسياً لم يتلق انتقادات من فئة من المعلقين الألمان فحسب، بل من العرب كذلك. عادل الدمخي علق حول الموضوع واستعمل هاشتاغ #قصة_قصيرة، وكتب: إذا كان المعتدي مسلم = إرهابي إسلامي يجب محاربته وإذا كان المعتدي غربي = يعاني من اضطرابات نفسية.

وفي نفس الاتجاه علق حمزة مصلح على فيسبوك يقول: "لأنه مسيحي وجدوا له أعذاراً لكن لوكان مسلماً يعاني من مرض نفسي واضطرابات عقلية وخرج للتو من مستشفى للمجانين لن يقال عنه سوى انه إرهابي ودينه إرهابي".

أما لؤي الخميس فعلق يقول: "أجمل ما في أوروبا أن حتى المختل عقلياً يعرف كيف وأين يقتل ... مادام الفاعل مختلاً عقلياً، لماذا لم يوضع في مصحة نفسية، أم أن أوروبا تفتقر لهذا؟"

العودي عمار بدوره كتب على فيسبوك يقول: "وكأنه لا يوجد مسلم مختل عقلياً، وكأنه لا يوجد أوروبي واحد إرهابي!"

ورغم أن الكثير من التعليقات العربية على كل من "فيسبوك" و"تويتر" صبت في هذا الاتجاه، إلا أن هناك أصواتاً تبنت موقفا مغايراً.

من بين هؤلاء زياد صلح الذي علق على "فيسبوك" يقول إن "سبب اتهام المسلم بعد تنفيذه لهجوم ما بأنه هجوم ارهابي هو لأن بعد الهجوم يتم بث فيديو للمنفذ قبل التنفيذ وهو يتوعد بالهجوم ويربط أسباب هجومه بالدين الإسلامي. لذلك ليس من حقنا معاتبة الأوروبيين والغرب بهذا الوصف لأن التنظيمات الإرهابية حقاً شوهوا سمعة الإسلام وعليكم انتقاد السبب الرئيسي وهو التنظيمات الإرهابية ذات الفكر المتشدد".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان