هل استخدم تنظيم داعش أسلحة كيميائية في الموصل؟
كتبت - رنا أسامة:
أعلنت القوات العراقية، الشهر الماضي، اكتشافها معملا لإنتاج غاز الخردل ومستودعا لصواريخ أرض-أرض يشتبه في تبعيتهما لتنظيم داعش، شرق مدينة الموصل المُحرّرة حديثًا، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
ويأتي هذا وسط التحذيرات المستمرة التي يُطلقها المسؤولون الأمريكيون والعراقيون، من جهود تنظيم الدولة الإسلامية- المعروف إعلاميًا بـ "داعش"- لتطوير الأسلحة الكيميائية.
ونقلت أسوشيتد برس عن حيدر فاضل، اللواء في القوات العراقية الخاصة، قوله إن: "خبراء فرنسيين أجروا تحليلات كيميائية للمادة التي تم العثور عليها في معمل لداعش وأكدوا أنها غاز الخردل".
وأضاف أن مُسلّحي داعش كانوا يستخدمون هذا الموقع لإجراء تجارب لإنتاج الأسلحة الكيميائية، مشيرًا إلى تحويلهم هذه المعامل إلى مُختبرات لتصنيع الأسلحة بدائية الصُنع.
كما لفت إلى عثور القوات على مستودع يحتوي على أكثر من 12 صاروخًا أرض- أرض، قيل إنها تحمل "علامات روسية"، كان المسلحون يحاولون تسليحها بغاز الخردل.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أكدت، 13 يناير الجاري، أن مسلحي "داعش" و"جبهة فتح الشام" (النصرة سابقًا) والفصائل المنضوية تحتهما يتسخدمون الأسلحة الكيميائية، كغاز الخردل وغاز السارين، بالإضافة إلى عن المواد الكيميائية الصناعية السامة، مثل غاز الكلور، في سوريا والعراق.
البداية
وفقًا لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فقد بدأ استخدام العراق للأسلحة الكيميائية في نوفمبر 1980 مع اندلاع الحرب مع إيران، كما استخدمت العراق غاز الخردل والأعصاب ضد سكان حلبجة الكردية في شمال العراق عام 1988.
وبعد حرب الخليج الثانية (1990-1991)، وُضِعت العراق تحت المراقبة الدولية وأُجبِرت على تفكيك أسلحة الدمار الشامل.
"خسائر أمريكية سرية"
وفي تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قبل ثلاثة أعوام، كشفت خلاله ما أخفاه المسؤولون العسكريون الأمريكيون لسنوات، وأفادت بعثور القوات الأمريكية على أسلحة كيميائية أثناء خدمتها في العراق بعد غزو البلاد في 2003.
شهدت الفترة ما بين 2004 و2010، بحسب الصحيفة، عمليات اكتشاف القوات الامريكية لآلاف الذخائر الصدئة المتآكلة في كافة أرجاء العراق، يرجع تصنيعها إلى العام 1991.
"لا دليل"
بدوره، قال سفير العراق لدى منظمة الأمم المتحدة، محمد علي الحكيم، إنه "لا يوجد دليل" على استخدام داعش أسلحة كيميائية في مدينة الموصل، بحسب شبكة بي بي سي البريطانية.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت، السبت الماضي إن 12 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، تلقوا علاجًا من تعرّض محتمل لأسلحة كيميائية في الموصل منذ الأول من مارس الجاري.
ونقلت "بي بي سي" عن روبرت مارديني، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن الأعراض التي ظهرت على الضحايا تشير إلى تعرضهم إلى "عامل كيميائي يتسبب بتقرحات"، لافتًا إلى أن الأعراض اشتملت على تقرحات، وإحمرارًا في العينين، وتهيّجات في الجلد، وتقيّؤ، وسُعال.
يذكر أن ثمة شكوك تلوح في الأفق حول احتمالية وقوف داعش وراء هجمات، يُشتبه بأنها كيميائية، على قوات كردية في شمال العراق.
ووفقًا لتقرير نشره مركز الرصد "IHS Conflict" ومقره بريطانيا، في نوفمبر الماضي، تُثار شكوك حول استخدام تنظيم الدولة الإسلامية أسلحة كيميائية في 53 حادثة على الأقل منذ عام 2014، وقع ثُلثها في مناطق حول الموصل.
استياء روسي
أبدت روسيا اندهاشها من تجاهل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية استخدام "داعش" أسلحة كيميائية في الموصل، في الوقت الذي نفى فيه سفير العراق بالأمم المتحدة وجود أدلة على استخدم التنظيم أسلحة كيمائية هناك.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال ايغور كوناشنكوف، عن استغرابه للموقف "البارد" من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن استخدام إرهابيي داعش الأسلحة الكيميائية خلال المعارك الدائرة في الموصل بالعراق، بحسب شبكة سكاي نيوز الإخبارية.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في وقت سابق، استخدام متشددي داعش، خلال مواجهتهم مع القوات العراقية في الموصل، غاز الخردل الذي يعتبر من الأسلحة الكيميائية، ما أدى لسقوط عدد من الضحايا بين صفوف المدنيين.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) أعد رسما بيانيا عن الهجمات بالأسلحة الكيميائية المستخدمة في سوريا سواء عن طريق النظام السوري أو تنظيم داعش في الفترة بين عامي 2014 و2015.
فيديو قد يعجبك: