سوريا: المعارضة تعلق مشاركتها في محادثات أستانة.. وحصيلة جديدة لقتلى الحرب
كتبت- هدى الشيمي:
أعلن وفد الفصائل السورية المسلحة عدم مشاركته في محادثات أستانة عاصمة كازاخستان برعاية روسية، المُقرر عقدها في 14، و15 من مارس الجاري، في ظل غارات جوية مكثفة خلال الأيام الماضية تشنها طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على مدينة الرقة، عاصمة الأمر الواقع للخلافة المزعومة لتنظيم داعش.
وأرجع وفد المعارضة المسلحة عدم مشاركته في المحادثات إلى عدم تنفيذ التعهدات الخاصة بوقف إطلاق النار، ورعاية روسيا لعملية التهجير والاستمرار في قصف الغوطة الشرقية، حسب قوله.
وكانت الفصائل المسلحة، طالبت بضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، في حي الوعر بحمص وبقية المناطق واستكمال مناقشة وثيقة آليات وقف إطلاق النار، الذي أعلنت روسيا وتركيا التوصل إليه أواخر ديسمبر الماضي.
وتسبب قصف قوات النظام السوري لحي الوعر إلى تأجيل توقيع الاتفاق المفترض أن يتم بين النظام السوري والمعارضة.
وبحسب شبكة "الدرر الشامية" المعارضة، فإن اللجنة المدنية المكلفة بالتفاوض مع النظام السوري في حي الوعر في حمص، توصلت إلى اتفاق بضمانة روسية.
وأشارت الشبكة السورية، يوم الاثنين، إلى أنه تضمن عدداً من البنود من بينها خروج الدفعة الأولى من المقاتلين وعائلاتهم الأسبوع المقبل.
وجاء في الاتفاق أن الخروج من المدينة لا يجب أن يكون إجباريا إنما اختياريا لمن يرغب، فضلًا عن فتح المعابر التجارية والإنسانية إلى حي الوعر، فيما لم يتم تحديد وجهة المهجرين من الحي.
وترجح "الدرر الشامية" أن تكون الوجهة إلى ريف إدلب أو مدينة جرابلس شمال حلب.
وفي هذا الإطار، قال أسامة أبو زيد، المستشار القانوني للمتمردين والمتحدث باسمهم، على حسابه على تويتر، إن "جرائم النظام وإيران وعمليات القصف الجوي لطائرات روسيا، ورعايتها لعمليات تهجير عرقي آخرا في الوعر أعدم كليا فرص مشاركة المعارضة في الاستانة."
تغريدة أسامة
وقال أبو زيد في تصريحات لقناة العربية الحدث من تركيا، الأحد، إن "قرار المقاطعة نهائي... أصبح لدينا قناعة كاملة بأنه لا فائدة من المشاركة في هذه المفاوضات لأنه من الواضح أن تصرفات روسيا تنبأ بأنه لا نتائج ستخرج بها المفاوضات."
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن القيادي في المعارضة السورية، أحمد رمضان، إن فصائل المعارضة المسلحة لن تذهب إلى المفاوضات المتفق عليها لان الحكومة السورية وروسيا تعملان عن تهجير الناس من حي الوعر، المنطقة الوحيدة الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حمص وسط البلاد.
حصيلة قتلى جديدة
إلى ذلك، أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين، حصيلة قتلى ست سنوات من الحرب الأهلية السورية. وقالت المرصد إنه وثق مقتل أكثر من 320 ألف شخص، بينهم أكثر من 96 ألف مدني.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن المرصد "تمكن من توثيق مقتل 321,358 شخصاً خلال ست سنوات من النزاع السوري".
وأوضح أن بين القتلى المدنيين 17 ألفاً و400 طفل ونحو 11 ألف امرأة.
وكانت الحصيلة الأخيرة للمرصد في 13 ديسمبر أفادت بمقتل 312 ألف شخص في الأقل بينهم أكثر من تسعين ألف مدني.
وأوضح عبد الرحمن أن "معدل القتلى تراجع منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار" في 30 ديسمبر بموجب اتفاق بين موسكو أبرز حلفاء دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة.
وأضاف "لم يتوقف القتل لكن تراجعت وتيرته" منذ بدء تطبيق الهدنة التي تعرضت لخروقات عدة.
اقرأ أيضا
المرصد: أكثر من 320 ألف قتيل حصيلة ست سنوات من النزاع السوري
وأحصى المرصد الاثنين مقتل نحو 114,474 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم 60,901 جندياً سورياً و1421 عنصرًا من حزب الله اللبناني.
في المقابل، قتل نحو 55 ألفًا من مقاتلي الفصائل المعارضة والإسلامية وقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية أبرز مكوناتها.
كما قتل نحو 56 ألف مقاتل من جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) وتنظيم داعش ومقاتلين أجانب من مجموعات أخرى.
قصف جوي على الرقة
في مدينة الرقة، لا يزال طيران التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، يشن غارات وهجمات على معاقل تنظيم داعش في المدينة الواقعة شمال سوريا، في الوقت الذي تستمر فيه المعارك بين التنظيم وقوات سوريا الديمقراطية التي تسعى لاستعادة المدينة، التي اتخذها داعش عاصمة له منذ ثلاثة أعوام.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، قد أفاد بمقتل حوالي 19 شخصا، بينهم ثمانية فروا من العنف في محافظة الرقة، بينما أشارت جماعة "الرقة تُذبح في صمت" الناشطة إلى مقتل 17 شخصا جراء الغارات.
وأشار المرصد إلى العثور على 4 جثامين لأشخاص قرب الحدود السورية التركية في الريف الشرقي لمدينة تل أبيض في محافظة الرقة، واتهم الأهالي، حرس الحدود التركي بقتلهم ورمي جثثهم عند الشريط الحدودي.
وفي الوقت ذاته، يواصل داعش هجومه على قوات سوريا الديمقراطية عند الضفاف الشمالية لنهر الفرات في ريف الرقة الشرقي، ويقول المرصد إن هناك اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلي التنظيم والمقاتلين الأكراد، ويأتي ذلك بعد سيطرتهم على قرية خس عجيل بالريف الشرقي أمس.
وذكر المرصد أن القوات الحكومية السورية استطاعت السيطرة على طريق رئيسي في جيب صغير لمقاتلي المعارضة بشمال شرق دمشق، في ساعات مُبكرة من صباح اليوم، الاثنين، رغم وقف إطلاق النار الساري في الغوطة الشرقية لدمشق منذ 7 مارس الجاري.
من ناحية أخرى، أفاد المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، بارتفاع حصيلة قتلى تفجيري دمشق قبل يومين إلى 75 شخصا، فيما قتل 29 شخصا في قصف جوي وبري في درعا.
صورة الحافلة – تفجير دمشق
وأشار المرصد لمقتل 4 أشخاص بينهم مقاتل من الفصائل الإسلامية خلال الاشتباكات مع قوات النظام والمسلحين في مدينة درعا.
وكانت جماعة فتح الشام السورية، (جبهة النصرة)، أعلنت مسؤوليتها عن التفجيرين الانتحاريين اللذين حدثا أول أمس في دمشق، في منطقة باب الصغير بينما كانت الحافلات تنقل الزوار إلى الأضرحة الشيعية في المنطقة.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن قنبلة زرعت على جانب الطريق انفجرت، بينما كانت الحافلة تقل الزوار الشيعة تمر عبر المنطقة في دمشق القديمة، قبل أن يفجر انتحاري نفسه.
فيديو قد يعجبك: