لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وجوه الشعبوية الأوروبية: فيلدرز.. ''ترامب هولندا'' الكاره للإسلام (2)

06:53 م الإثنين 13 مارس 2017

فيلدرز وترامب

كتبت- رنا أسامة:

يومان يفصلانا عن موعد الانتخابات التشريعية في هولندا، وفي هذه الأثناء يُكثّف السياسي اليميني المُتطرف خيرت فيلدرز، حملته الانتخابية بتنظيمه وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة التركية في لاهاي، شارك فيها العشرات للمطالبة بمنع إجراء تجمّع في روتردام مؤيد لتعزيز سلطات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ويُعد الأشقر اليميني المتطرف أحد اللاعبين الرئيسيين في الانتخابات الهولندية، وواحدًا من أبرز القادة الشعبويين المثيرين للجدل في أوروبا.

حياته

وُلِد "فيلدرز" 1963 في بلدية فينلو الفقيرة، الواقعة بمقاطعة ليمبورخ الهولندية، على الحدود مع ألمانيا. وشبّ مع أخ وأختين هو أصغرهم، لعائلة من الكاثوليك الرومان، في تناغم مع المجتمع المحافِظ المحيط بهم، وفقًا لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية.

والده كان يعمل في مكتب للطباعة والنسخ في فينلو، أما والدته فكانت يهودية من أصل إندونيسي، ولدت زمن الاستعمار الهولندي لإندونيسيا في مدينة تبعُد مائة متر عن العاصمة جاكرتا، وعَملت كربة منزل ترعى "خيرت" وأشقائه الثلاثة. وبحسب موقع "دوتش نيوز" الهولندي الإخباري فإن جدته من أمه، تُدعى Johanna Ording-Meijer، وهي إندونيسية من أصل يهودي هي الأخرى.

جدة-فيلدرز

يُتقن "فيلدرز" اللغة الليمبورجية، التي تجمع ما بين الألمانية والهولندية، وتُشير "بوليتيكو" إلى إتقانه إيّاها بفضل تواجده مع زُمرة من أصدقائه والمُقرّبين له من ليمبوج، يتحدّثون اللهجتين معًا، من بينهم أحد اصدقاء طفولته الذي جعله ينتقل من حيّه القديم إلى لاهاي.

كان "خيرت" دائم الإشارة إلى نفسه باعتباره "متمرّد". وفي مقابلة أجرتها مجلة "دير شبيجل" الألمانية مع شقيقه بول، قال فيها إن ويلدرز كان "مروّعًا، أنانيًا، وعدوانيًا".

بدايته السياسية

ظهرت بوادر التحوّل السياسي للشاب الأشقر ذوي الميول المتطرّفة في أوائل العشرينات من عمره، بعد إنهاء خدمته العسكرية ودراسته في الجامعة المفتوحة وقضائه فترة في إسرائيل، بدأ خيرت العمل الحكومي وانتقل إلى وسط مدينة أوترخت؛ إذ وجد فرصة للعمل في إدارة الضمان الاجتماعي، وصُدِم حينئذٍ بما يكتنف المجال من خلل وظيفي.

وفي 1989 التحق بحزب "الشعب للحرية والديمقراطية" VVD- حزب منافسه الحالي، رئيس الوزراء مارك روته، وصولًا إلى تأسيسه حزب "من أجل الحرية"، PVV، اليميني المتطرف عام 2006؛ بُغية "خفض أعداد المسلمين في هولندا".

وبدأ العمل 1990 كمُساعد برلماني بالحزب، يقدم المشورة لأصحاب التيار الليبرالي حول سبل خفض إعانات البطالة التي كانت في غاية السخاء في هولندا حينذاك. وفي 1998 انتُخِب عضوًا في البرلمان نفسه.

ويتذكر زملاؤه أنه كان يتصرف كخبير يتمتع بتمكن سياسي مُحنّك من تخصصه الفني وليس لديه الوقت للمناسبات الاجتماعية. وبدأ حزبه بداية مماثلة في مسار تكنوقراطي مؤيد لقطاع الأعمال.

ألقاب

حصل فيلدرز ذو الـ 63 عامًا، على ألقاب عدة، بينها "موزارت"؛ بسبب شعره الأشقر المنتفخ ذي اللون البلاتيني الذي أصبح  بمثابة علامة تجارية مُرتبطة ببداية حظر السفر من بريطانيا.

موزارت

كما لُقِب بـ "ترامب هولندا"، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليس بسبب كونهما شقراوين ذي تسريحة شعر غريبة، ولكن – وكما تقول بوليتيكو- لأنهما يمتلكان الموهبة نفسها في استغلال حالة الجدل المُثارة حولهما للهيمنة على وسائل الإعلام وجذب الأنظار بما يصُب في صالح الأجندة الخاصة بكليهما.

كما عُرِف فيلدرز بأنه يُعاني "فوبيا" من الإسلام والمُسلمين، فبحسب صحيفة "التليجراف" البريطانية، فقد شبّه القرآن الكريم بالسيرة الذاتية للنازي أدولف هتلر، التي تحمل اسم "كفاحي".

مواقفه السياسية

وقف فيلدرز موقف المُناهِض لقضية الهجرة، على مدى أكثر من عِقد من الزمان، وارتفعت وتيرة هذا الموقف في ظل أزمة اللاجئين في أوروبا.

كما تعهّد السياسي الهولندي  بفرض حظر على هجرة المسلمين إلى هولندا، وحظر استخدام القرآن، وغلق كافة المساجد ومراكز اللجوء، وسحب هولندا من الاتحاد الأوروبي، حال فوزه برئاسة الوزراء.

كما ذكرت "بي بي سي" أن فيلدرز اشترك في إنتاج فيلم سابق هاجم النبي محمد والدين الإسلامي كله.

وفي 2010، طالب فيلدرز الحكومة الهولندية الجديدة وكذلك الاتحاد الأوروبي ودول العالم بإلغاء الاعتراف بالأردن، وإطلاق اسم فلسطين عليها. وقال فيلدرز إن "الأردن هي فلسطين وتسمية الأردن بفلسطين من شأنها أن تنهي أزمة السلام فى الشرق الأوسط بإيجاد وطن بديل للفلسطينين".

فيلدرز-في-حزب-الشعب-للحرية-والديمقراطية

لم يقتصر الأمر على مواقفه المُناهضة للهجرة والمُعادية للإسلام والمسلمين وحسب، بل امتدت لتوجيه السُباب لبعض الدول، كما المغرب، بعد سبّه الجالية المغربية، ووصف أغلب شبابها بأنهم "حُثالة".

وقال فيلدرز: "هناك الكثير من حثالة المغاربة في هولندا، وهم الذين يجعلون شوارعها غير آمنة".

وأضاف: "إذا أردتم أن تستعيدوا بلادكم، وتجعلوا هولندا للهولنديين، يمكنكم أن تصوتوا لحزب واحد فقط"، لكنه أكد أنه لا يستطيع تعميم صفة "حثالة" على جميع المغاربة، بحسب شبكة بي بي سي الأمريكية.

وتأتي هذه التصريحات المثيرة للجدل بعد شهرين فقط من اتهامه بالترويج للكراهية في أعقاب إطلاقه وعودًا بتقليل عدد المغاربة في هولندا.

إلى جانب ذلك، تشير "بوليتيكو" إلى إدراج فيلدرز ضمن قوائم أهداف طالبان وتنظيم القاعدة.

"مشاغبات قانونية"

واجه فيلدرز مشكلات قانونية متكررة في هولندا، في ظل ما تفرضه من قوانين خطابة تُعد اكثر صرامة من المُطبّقة في الولايات المتحدة، طبقًا لما أوردته شبكة "إن بي سي" الأمريكية.

في 2014، أعلن القضاء الهولندي إحالة فيلدرز لاتهامه بنشر افكار للتحريض ضد المغاربة خلال حملته الانتخابية في مارس.

ووجهت الاتهامات لفيلدرز بعد خطاب ألقاه خلال حملته الانتخابية في لاهاي، حيث شن هجومًا حادًا على المغاربة المقيمين في البلاد ثم سال أنصاره "هل تريدون مغاربة أقل أو أكثر في هولندا؟" فرددوا قائلين "أقل ..أقل".

فيما برئت ساحة فيلدرز في عام 2011 من تهمة التحريض بعد اتهاماه بالتشجيع على كراهية المسلمين.

ماذا عن شعره الأشقر؟

يشير الموقع الهولندي إلى توافر بعض الصور الفوتوغرافية التي يظهر فيها "خيرت" بشعر أسود مُجعّد، لافتة إلى تحويله إيّاه للون الأشقر في منتصف التسعينات. ويُعتقد أن إقدمع على تغيير لون شعره كان بدافع طمس جذوره الإندونيسية.

هل يمكن أن يُصبح رئيسًا للوزراء؟

تشير التليجراف إلى تصدّر فيلدرز في نتائج استطلاعات الرأي العام الماضي، غير أنه بدأ الآن يفقد شعبيته بين أوساط الديمقراطيين القبطيين المحافظين واشتراكيي اليمين المتطرف، مع اقتراب موعد الانتخابات.

وتقول الصحيفة، إن ثم احتمالات قليلة تُرجّح بأن فيلدرز سيصبح قائدًا، وسط توقعات بفوز حزبه بـ 27 مقعدًا في البرلمان، بواقع 76 في حاجة إلى شغلهم لتشكيل حكومة.

الشعر-الاشقر

وعلى نحو قاطع، رفضت الأحزاب أخرى تشكيل ائتلاف مع فيلدرز، ما رفع بدوره من احتمالية أن يُمنع زعيم أكبر الأحزاب الهولندية في البرلمان من تولّى إدارة البلاد للمرة الأولى منذ 1977.

وبدلًا من ذلك، يتوقّع محللون بقاء فيلدرز في موقفه المُعارض، بينما يُشكّل الائتلاف المكوّن من أربعة أو أكثر من الـ 28 حزب لحكومة.


اقرأ أيضا:

وجوه الشعبوية الأوروبية: مارين لوبان.. الأوفر حظا لرئاسة فرنسا؟ (1)

وجوه الشعبوية الأوروبية: "أدولفينا" القرن الـ21 المعادية للإسلام (3)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان