لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

6 سنوات تحت النار.. كيف يعمل الصليب الأحمر في سوريا؟

04:55 م الثلاثاء 14 مارس 2017

لا يستطيع الصليب الأحمر تقديم مساعداته في الأراضي

كتبت- هدى الشيمي ومحمد الصباغ:

على مدى 6 سنوات مضت، لم تتوقف آلة القتل والتدمير في سوريا، والتي أدت وفق تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان، لسقوط ما يزيد عن 320 ألف قتيل بينهم 96 ألف مدني، ووسط هذه الظروف تتزايد الأعباء على لجنة الصليب الأحمر العاملة في سوريا، لتوفير المساعدات الإنسانية والطبية لأكبر قدر ممكن من المحتاجين.

 وتعمل منظمة الصليب الأحمر الدولية في سوريا، منذ حوالي 50 عاما، وتخصص مكتبها في دمشق مساعدة أهالي هضبة الجولان المُحتلة. تقول إنجي صدقي، المُتحدثة باسم لجنة الصليب الأحمر في سوريا، في اتصال عبر الإنترنت مع مصراوي، إن الصليب الأحمر ساعد المزارعين على بيع وتوصيل محاصيلهم للداخل السوري، وساعد الطلاب على عبور الحدود من أجل الوصول لمدارسهم وجامعاتهم، كما ساعد الشباب والفتيات الذين يرغبون في الزواج.

ومع تصاعد حدة الحرب واتساع رقعتها، ارتفع عدد فريق عمل الصليب الأحمر في سوريا، ليصل للمئات، بعدما كان يتراوح بين 20 و30 شخصا فقط حتى عام 2011، وتؤكد "صدقي" أن العملية التي تجريها اللجنة في سوريا هي أكبر عمليات الصليب الأحمر على مستوى العالم، مشيرة إلى أن اللجنة باتت تمتلك 4 مكاتب، في محافظات دمشق، وحلب، وطرطوس، وحمص.

3

"التعمير"

ولا تتوقف مهمة اللجنة الدولية في توفير المساعدات الإنسانية والطبية، وتوزيع سلال الغذاء والأدوية، على المحتاجين، فهناك مهندسون يعملون ضمن صفوفها لإعادة بناء وتصليح المنشآت، خصوصا مع تضرر البنية التحتية في سوريا جراء القصف المتواصل، واستهداف المباني الحيوية مثل المستشفيات والمدارس.

1

وقدمت اللجنة المساعدات الغذائية لـ 10 ملايين شخص العام الماضي فقط، ووفرت مياه الشرب لأشخاص يفوقون هذا العدد. ونفذت خلال العام الماضي فقط 57 عملية مساعدة على خطوط المواجهة السورية.

 

ورغم شدة القصف وخطورة الأوضاع في سوريا، خاصة في منطقتي حلب وحمص، إلا أن مكاتب الصليب الأحمر لا تزال تعمل هناك. تقول إنجي صدقي: إن مكتب حمص له أهمية كبيرة، إذ يشرف على توصيل المساعدات الإنسانية لعدة بؤر تمر بظروف قاسية، منها حماة.

ويُشار إلى أن حماة أول المناطق التي تظاهرت ضد الأسد، وشهدت عدة مجازر إنسانية، وتعرضت للقصف أكثر من مرة.

 

"الزيادة"

تزداد احتياجات السوريين يوميا، وتقول صدقي إن ما تردد عن انتشار الهدوء وتناقص الاحتياجات خاصة بعد إجلاء المدنيين من حلب ليس صحيحا، فهناك عائلات تعيش في مراكز الإيواء تحتاج المياه والطعام، والدواء وسبل التدفئة، وهناك أكثر من 80 ألف نازح داخل المدينة.

كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر شاركت في عملية إجلاء المدنيين والمقاتلين في ديسمبر الماضي، ووفرت جنبا إلى جنب مع الهلال العربي السوري ممرا آمنا حوالي 35 ألف شخص انتقلوا من الجانب الشرقي إلى المناطق الريفية في غربي المحافظة.

2

كما وفر الصليب الأحمر وجبات ساخنة لـ6100 عائلة عائدة في حلب الشرقية، بمن فيهم أهالي مساكن هنانو، وطريق الباب، والقاطرجي، والمشاطية، وبستان القصر، والكلاسة، وقدم أغذية مُعلبة وبطانيات وفُرش لـ 12.237 عائلة. واستفاد حوالي 60 ألف شخص من تركيب اللجنة 150 خزان مياه في 7 أحياء في حلب الشرقية، و9 أحياء في شمال حلب.

"التأمين"

وفي ظل الأوضاع الخطرة التي تعمل خلالها اللجنة، لا يستخدم العاملون في الصليب الأحمر الأسلحة للدفاع عن أنفسهم، ويكتفون بوضع شارتهم "صليب أحمر" على ملابسهم، أو شارة "الهلال الأحمر السوري".

ويلجأ المسؤولون في اللجنة إلى الحوار مع كافة الأطياف سواء الحكومة أو المعارضة، لتأمين العاملين والمسؤولين عن القوافل وتوصيل المساعدات الإنسانية، وتؤكد المنظمة للجميع أنها تعمل بصفتها منظمة إنسانية غير متحيزة، ومحايدة ومستقلة.

4

ومع ذلك لم تسلم قوافل المساعدات من الهجمات، فقد استولى مسلحون مجهولون على المساعدات الانسانية، والتي كان من المقرر تسليمها إلى سكان حي الوعر، في 20 فبراير الماضي.

وفي سبتمبر العام الماضي، قُتل ما لا يقل عن 20 مدنيا، وأحد موظفي الهلال الأحمر السوري جراء هجوم استهدف قافلة المساعدات الإنسانية في بلدة أورم الكبرى قرب حلب.

"داعش"

 

ورغم الجهود الحثيثة للوصول إلى كافة المناطق في سوريا، إلا أنهم لا يستطيعون الوصول إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش، تقول "صدقي" إن الوصول إلى مدينة الرقة، عاصمة خلافة داعش، مستحيل، وتوصيل المساعدات برا إلى دير الزور غير ممكن. 

وتتابع : "ولكننا نحاول توصيل المساعدات جوا بالتعاون مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري، ولكنها محدودة جدا ولا تكفي الجميع".

ووسط الفظائع التي يتعرض لها السوريون في الحرب، صدرت تقارير منذ فترة تؤكد استخدام بعض الفصائل للأسلحة الكيميائية في سوريا، كان من بينها تقريرا أصدرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق.

وقالت إنجي صدقي إن الصليب الأحمر في سوريا، لا يستطيع التأكد من صحة هذه التقارير، لأن الأطقم الخاصة به لم تكن متواجدة على الأرض، على عكس العراق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان