إعلان

الانتخابات الهولندية تعكس فشل "اليمين المتطرف" في أوروبا

12:23 م الخميس 16 مارس 2017

كتبت- رنا أسامة:
تقول شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن الانتخابات التشريعية التي جرت أمس في هولندا كان يُنظر إليها، على نحو واسع، باعتبارها اختبارًا لقياس حجم المشاعر اليمينية الشعبوية في أوروبا، قبل الانتخابات الفرنسية في أبريل والتصويت الوطني الألماني في سبتمبر المُقبل.

وكانت النتائج الأولية للتشريعات الهولندية، التي أُجريت أمس الأربعاء، أظهرت تقدّم حزب "الشعب للحرية والديمقراطية" بزعامة رئيس الوزراء مارك روتيه، واستحواذه على أكبر عدد من مقاعد البرلمان، وفقا لنتائج استطلاع لرأي المصوتين.

1

وبحسب نتائج استطلاع رأي المصوتين، الذي أجراه معهد "إبسوس"، فإن "حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" (اليمين) حصل على 31 من أصل 150 مقعدًا في البرلمان. فيما نال "حزب الحرية" الذي يتزعمه اليميني المتطرّف خيرت فيلدرز (أقصى اليمين) 19 مقعدًا، وهي الحصة نفسها التي حصل عليها كل من حزبي "الدعوة المسيحية الديمقراطية" و"الديمقراطيون-66".

وأشارت "سي إن إن" إلى النتائج الأولية للانتخابات تعكس فشل اليمين المتطرف في اجتياز أول اختبار له في أوروبا هذا العام، بعد سحب زعيم حزب الوزراء البُساط من اليميني المتشدّد الكارِه للإسلام والمعروف بعدائه الشديد للهجرة الجماعية والاتحاد الأوروبي "فيلدرز"، الذي ألقى خطابًا، مساء الأربعاء، زعم خلاله أنه "واحد من الفائزين".

ارتياح أوروبي

ألقت النتائج الأولية للتشريعات الهولندية بظلالها على أوروبا، إذ شهدت حالة من النشوة والارتياح في أوساط الدوائر الأوروبية، ففي فرنسا أصدر الرئيس فرانسوا هولاند بيانًا، صباح اليوم الخميس، وصفها بأنها "انتصار واضح ضد التطرّف".
وقال هولاند في بيانه: "قيم الانفتاح واحترام الآخرين والثقة في مستقبل أوروبا أبلغ رد على رياح القومية والانعزالية التي تهز العالم."

أما وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، فكتب تغريدة على حسابه على تويتر، يُعرب فيها عن تهانيه لهولندا على عدم صعود اليمين المتطرّف، وأضاف: "على استعداد للمُضيّ قُدُمًا لجعل أوروبا أكثر قوة."

2

فيما قال وزير الخارجية الألماني إن رفض الغالبية العُظمى من الناخبين الهولنديين للسياسات المُناهضة لأوروبا يُعد "خبرًا جيدًا".

وكتب وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيليوني، تغريدة على تويتر، ذكر فيها خسارة اليمين المتطرّف المناهض للاتحاد الأوروبي في هولندا، قائلًا: ""معًا للتغيير وإحياء الاتحاد (الأوروبي)."

على الجانب الآخر، لم يظهر رد من جانب حلفاء فيلدرز المُناهضين للاتحاد الأوروبي عبر القارة، بما في ذلك اليمين المتطرف للمُرشّحة للانتخابات الفرنسية مارين لوبان.

ائتلاف متعدد الأحزاب

ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أن المشهد السياسي في هولندا يبدو مُعقدًا إلى حد بعيد.

مع وجود أكثر من 28 حزبًا يشاركون في عملية التصويت، وبدون أن يفوز أي حزب بأغلب المقاعد، سيتعيّن تشكيل ائتلاف حاكم متعدد الأحزاب.

ومن غير المُتوقّع الكشف عن النتائج النهائية للانتخابات حتى يوم الجمعة، بحسب ما قالته رئيس الدائرة الانتخابية للشرطة الوطنية الأنغولية مارك ويسترهوف.

بمجرد أن يُكشف النقاب رسميًا عن النتائج، فمن المُقرّر أن يبدأ "روتيه" المفاوضات لتشكيل حكومة، بمعاونة شركاء مُحتملين، بينهم حزب اليسار الأخضر (غرونلينكس) والحزب الشعبوي.

ويتكون مجلس النواب للبرلمان الهولندي، المنتخب لمدة أربع سنوات، من 150 مقعدًا، ويعود له حق المبادرة في طرح مشاريع قوانين، وإدخال تعديلات قانونية. ويجري تشكيل حكومة البلاد على أساس الأغلبية البرلمانية.

وبحسب "إبسوس" فقد بلغت نسبة الإقبال في الانتخابات التشريعية الأخيرة 81% من الناخبين المسجلين.

تنامي شعبية التيارات اليمينية

وتوجّه الناخبون الهولنديون إلى صناديق الاقتراع، صباح أمس الأربعاء، وسط تنامي شعبية التيارات اليمينية على خلفية اندلاع أزمة دبلوماسية بين هولندا وتركيا، بسبب منع الحكومة الهولندية إجراء تجمع للأتراك في مدينة روتردام؛ تأييدًا لتعديل الدستور التركي وكذلك منع مشاركة وصول وزيري الخارجية والأسرة التركيين للمشاركة في هذا التجمع. ويُرجّح مراقبون أن تصب هذه الأزمة في مصلحة اليمينيين المتشددين في البلاد.

election

فيديو قد يعجبك: