لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

شبهات شعبوية تحيط بحزب المهاجرين "دينك" الهولندي

10:55 م الخميس 16 مارس 2017

شبهات شعبوية تحيط بحزب المهاجرين "دينك" الهولندي

برلين (دويتشه فيله)
ضمن حزب "دينك" -الذي يقوده أتراك هولنديون- أول نجاح انتخابي له بالحصول على ثلاثة مقاعد في البرلمان الجديد. ويسود جدل حول هوية هذا الحزب الجديد وموقعه في المشهد السياسي الهولندي في ظل تنامي المد الشعبوي المعادي للأجانب.

تزامن الاختراق النسبي -الذي قام به حزب "دينك" في المشهد السياسي الهولندي- مع زوبعة أثارها حزب خِيرت فيلدرز في المشهد السياسي الهولندي.

وتعني كلمة "دينك" بالهولندية "فكر" وبالتركية "عدالة".

ويسعى الحزب إلى مواجهة اليمين المتطرف وإعطاء الهولنديين من أصول أجنبية صوتا يشارك بفعالية في الحياة السياسية للبلاد.

غير أن الحزب قد يسقط في نفس فخ الشعبوية التي يسعى لمحاربتها في حال استسلم لاستعمال نفس أسلحتها.

ورغم أن حزب "دينك" يسعى نظريا لاستقطاب كل الهولنديين إلا أنه يتموقع عمليا في المشهد السياسي كحزب للهولنديين من أصول أجنبية.

وقد تم تأسيس الحزب في نوفمبر 2014 من قِبَل كل من طونهان كوز وَ سلجوق أوزوتورك وهما نائبان هولنديان من أصل تركي، بعدما غادرا حزب العمل الهولندي ونشرا بيانا أعلنا فيه تأسيس "دينك" كحركة للمهاجرين تسعى لمجتمع متضامن.

وهناك من منتقدي الحزب من يشتبه في خلفياته الإسلامية.

ففي حين كتب بيتر ألتماير رئيس مكتب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في تغريدة على موقع تويتر باللغة الهولندية: "هولندا... يا هولندا أنت بطلة! أهنئك على هذه النتيجة العظيمة".

وكتب باحث سياسي تركي في ألمانيا: "اليوم تنتصر أوروبا مرتين: على العنصرين وضد الإسلاميين مثل إردوغان"، ردَّ عليهما أحد الهولنديين بالألمانية: "هذا ليس صحيحاً تماماً فلدينا في هولندا على ما يبدو حزب جديد اسمه "دينك" وقد فاز بثلاثة مقاعد" في الانتخابات.

غير أن فريد أزرقان القيادي في "دينك" نفى جملة وتفصيلا هذا الأمر في حوار مع DW بقوله "حزب "دِينْك" ليس حزباً إسلامياً بل حزبا لكل الشعب الهولندي، إنه ليس حزباً إسلامياً بالتأكيد".

حزب أقليات لمحاربة العنصرية؟
وفي حوار مع DW يرى المحلل السياسي الهولندي بيرتوس هيندريكس أن "حزب دينك لا يعتبر نفسه إسلاميا ولكن حزبا لأقليات ترى أن مصالحها لم تعد ممثلة من قبل الأحزاب التقليدية. إن الحزب ليس إسلاميا والدليل أن من بين أعضائه سيدة غير مسلمة من سورينام (المستعمرة الهولندية السابقة)".

ويسعى الحزب لمحاربة ما يسميه بـ "العنصرية المؤسساتية" بإنشاء سجل وطني للتصريحات العنصرية، في إشارة واضحة إلى الزعيم الشعبوي خِيرت فيلدرز.

وأوضح الحزب أن هدفه هو "التسامح والرد على الكراهية بالقبول المتبادل".

ويضع الحزب الاندماج في مقدمة أولوياته، وبهذا الصدد أوضح فريد أزرقان قائلا "توجد نقاشات عديدة عن الاندماج. وقد قام معهد التخطيط الاجتماعي الهولندي بنشر نتائج تحليلاته مشيراً إلى نتائج جيدة فيما يتعلق بالاندماج. لكن نقاشات الاندماج يتم إساءة استخدامها من قبل سياسيي اليمين المتطرف للتأثير بشكل غير عادل على الناس".

ويسعى الحزب كذلك لتعويض مفهوم "الاندماج" بمفهوم أوسع وهو "القبول المتبادل".

الشعبوية سيف دو حدين
يرى بعض المراقبين في هولندا تشابها في نشأة وآليات عمل حزب "الحرية" الذي يتزعمه خيرت فيلدرز وحزب "دينك"، حيث يتهم الإعلام الهولندي الحزبين بالعمل على خلق استقطابات في المجتمع الهولندي.

وكما "الحرية" فإن "دينك" يهاجم وسائل الإعلام ولا يتردد في استعمال عبارات استفزازية أحيانا لإثارة انتباه الرأي العام.

كما أن الحزب لا يتردد في مواجهة خصومه وبعث رسائل قوية، كما فعل أحد مؤسسي الحزب حينما رفض أمام الكاميرات السلام على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو.

غير أن استعمال "دينك لبعض الأساليب الشعبوية لا يعني بالضرورة أنه أصبح شعبويا.

وبهذا الصدد يوضح هيندريكس قائلا: "لاحظت في أول تصريح لزعيم حزب دينك (أمام مناصريه بعد الانتخابات)، أنه ركز كثيرا على موضوعات هولندية وطنية محضة تتعلق بالاندماج.

وقال ما معناه: نحن هنا لضمان أن تكون هولندا لنا جميعا". ويرى الخبير الهولندي أن تصريحات الحزب الرسمية لحد الآن معقولة ومقبولة من الناحية السياسية ولكن يجب انتظار ما سيقوم به عمليا في المستقبل.

مخاوف من تأثير أردوغان
من بين أهم الانتقادات التي توجهها الصحافة الهولندية لـ"دينك" تلك التي تتهمه بكونه أداة في يد الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، خصوصا بعدما صوت ضد توصية في البرلمان الهولندي حول الإبادة الجماعية في حق الأرمن.

ومثلاً هنا يصف أحد مستخدمي تويتر باللغة الألمانية حزب "دينك" الذي حاز على 7.5% من الأصوات الانتخابية بأنه حزب أردوغان ويعارض إعطاء حق الانتخاب للأجانب في الولايات الألمانية:
لكن الحزب يرى أن تلك المأساة يحزن لها الأتراك كما الأرمن على حد سواء. ودعا الحزب إلى تحقيق دولي مستقل في تلك المأساة، مؤكدا أنه ليس هناك إجماع حول ما إذا كان الأمر يتعلق بإبادة جماعية.

وبهذا الصدد يوضح هيندريكس أن "الأزمة التي اندلعت بين الحكومة الهولندية وأردوغان ساهمت في ترسيخ فكرة لدى الكثير من الناس، وهي أن هناك ولاءً مزدوجاً لدى الهولنديين من أصول أجنبية".

غير فريد أزرقان نفى بقوة أي تأثير خارجي على الحزب "أنا عضو في هذا الحزب منذ عام كامل تقريباً. ولم أرَ أي مؤشر على أي تأثير من غير أعضائنا في هولندا. وقد أكدنا كحزب في البرلمان لبقية الأحزاب الهولندية بأننا لا نقبل أي دعم مالي أجنبي وقد تفاجأنا للغاية أن كل الأحزاب الهولندية الأخرى صوتت ضد ذلك، ولا أعرف سبب ذلك".

من جهته أكد الخبير الهولندي بيرتوس هيندريكس أن "أردوغان سيحاول التأثير على هذا النوع من الأحزاب، وهو الذي دعا، بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، الأتراك المقيمين في هولندا للوشاية بالمنتمين لحركة غولِن (...) ولكن لا يمكن التنبؤ بما إذا كان سينجح في ذلك".

ثم إن هناك اختلافات كبيرة في انتماءات الأتراك المقيمين في هولندا، يضيف هيندريكس، هناك منهم من يرفض الاعتماد على الأساس العرقي (..) وهناك أتراك من العلويين ومن الأكراد مثلا لا يناصرون أردوغان، لأن رفاقهم في تركيا يتعرضون للاضطهاد، وبالتالي لا يجب تصور أن كل الأتراك في هولندا يناصرون أردوغان".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان