معركة الموصل- معارك تشتد والمدنيون أول الضحايا
برلين (دويشته فيله)
بصعوبة راح شهاب عايد وعدد آخر من الرجال يدفعون عربة تحمل جثتي ابنه وزوجته الملفوفتين في بطانية عبر خندق موحل على بعد ثلاثة كيلومترات من بيت الأسرة المتهدم في الموصل. وخلفهم أربع عربات محملة بجثث أخرى.
وأوضح عايد أن هذه الجثث تعود لمجموعة من أقاربهم وجيرانهم في منطقة يسيطر عليها مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ "داعش".
وسحب عايد البالغ من العمر 40 عاما البطانية فظهر ابنه الوحيد أحمد -الذي مات وعمره ثلاثة أعوام ونصف العام-، جثة هامدة مغمضة العينين وبالخد الأيمن فتحة كبيرة.
وقال "الغارات دمرت ثلاثة بيوت"، مضيفا: "مقاتلو الدولة الإسلامية كانوا يطلقون النار من بيتنا ومن الطريق في الخارج وكنا نختبئ في الداخل. وبعد 15 دقيقة وقعت الغارات".
أصحاب هذه الجثث هم أحدث ضحايا يسقطون عرضا في المعركة المتصاعدة بين القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة ومقاتلي تنظيم "داعش" المتحصنين في وسط الموصل آخر معاقلهم الكبرى في العراق.
وقد أبدت جماعات حقوقية قلقها لتصاعد أعداد القتلى في صفوف المدنيين إذ يقاتل مسلحو التنظيم من البيوت والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية ويرد الجيش العراقي المدعوم من قبل قوات التحالف باستخدام أسلحة ثقيلة لدعم القوات على الأرض.
وتحدثت أسر هاربة من الموصل في الأسابيع الأخيرة عن ارتفاع أعداد القتلى من المدنيين في الغارات الجوية وقالت إن مقاتلي التنظيم يفرون في كثير من الحالات قبل أن تسقط القنابل.
ومن الأساليب التي لجأ إليها التنظيم منذ بدء الهجوم على الموصل في أكتوبر الماضي استخدام السيارات الملغومة والقناصة وإمطار القوات والسكان على السواء بالقذائف والاحتماء بين السكان المدنيين.
ولم يتضح عدد القتلى من المدنيين سواء على أيدي التنظيم بما في ذلك الإعدامات التي ينفذها بحقهم، أو بنيران القوات العراقية والتحالف، في وقت تتباين فيه تقديرات السكان ومؤسسات الرقابة والجيش.
وكان الجيش الأمريكي قد أقر في وقت سابق بأن العدد الإجمالي الذي قتلته نيران التحالف منذ بداية العمليات ضد التنظيم عام 2014 في العراق وسوريا يبلغ 220 مدنيا.
سياسيا، يزور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الولايات المتحدة هذا الأسبوع لتفعيل "الاتفاقية الإطارية" بين البلدين، التي تسعى بغداد إلى إعادة النظر في بعض بنودها.
ووفقا لما نقلته صحيفة "الحياة" اللندنية في عددها الصادر اليوم الأحد، فإنه من المتوقع أن يناقش العبادي مع الرئيس دونالد ترامب مستقبل الموصل وإعادة إعمار المدن المدمرة ومكافحة الإرهاب، والتعاون العسكري بين البلدين.
ونقلت الصحيفة عن عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي النائب عباس البياتي القول إن زيارة العبادي إلى الولايات المتحدة تكتسب أهمية كبيرة وتأتي في توقيت مهم مع اقتراب العراق من القضاء نهائياً على تنظيم "داعش".
فيديو قد يعجبك: