لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حمص ستعود إلى سيطرة الدولة السورية

10:34 م الأحد 19 مارس 2017

حمص خالية من المسلحين

(مصراوي)

ستكون مدينة حمص الواقعة في وسط سوريا قريبًا خالية من أي وجود للمسلحين، لاسيما بعد أن بدأت الدفعة الأولى من المسلحين مع أسرهم بالخروج من آخر معقل لهم في المدينة يوم السبت بموجب اتفاق بين الحكومة السورية والمسلحين.

وقد اصطفت حافلات تابعة للدولة السورية منذ ساعات الصباح الباكر من أجل نقل المسلحين وأسرهم، عند مدخل حي الوعر بالجهة الغربية من مدينة حمص، مع عناصر الجيش السوري، ورجال الشرطة، وعدد من رجال الشرطة العسكرية الروسية، وكانت في حالة تأهب لتأمين عملية سلسة للإخلاء الذى يهدف إلى رؤية مدينة حمص خالية من أي وجود للمسلحين في غضون أيام، أو أسابيع، من حي الوعر الذي يعد آخر حي يسيطر عليها المسلحون في المدينة.

ما يصل إلى 423 متمردا و1065 من المدنيين، من أطفال ونساء يشكلون عائلات المسلحين، تم إجلاءهم من حي الوعر يوم السبت، مع أن العملية الجارية تهدف إلى إجلاء عشرة آلاف مسلح مع أسرهم من هذا الحي الكبير.

وقال مسؤولون حكوميون إن عملية الإخلاء ستكون للمسلحين الرافضين الانخراط في عملية "المصالحة" مع الحكومة السورية، مضيفين أنه سيتم نقلها إلى المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في مدينة جرابلس في الريف الشمالي لمحافظة حلب.

عملية الإخلاء التي جرت يوم السبت في الواقع ليست هي الأولى من حي الوعر، حيث تم التوصل إلى اتفاق سابق لإجلاء المسلحين في أواخر عام 2015، عندما غادرت الدفعة الأولى من المسلحين من هذا الحي. وفي عام 2016، خرجت دفعة ، وكان الاتفاق سينجز بالكامل غير أن التوتر وتجدد القصف استأنف وتم تعطيل الاتفاق.

والجدير بالذكر أن أول عمليتي إجلاء كانتا تجريان تحت إشراف الأمم المتحدة، ولكن تم التوصل مؤخرا إلى اتفاق جديد بوساطة روسيا، مع عدم وجود دور للأمم المتحدة في ذلك.

وقال محافظ حمص طلال البرازي لوكالة "شينخوا" إن أكثر من 40 ألف شخص مازالوا في الحي بعد عملية إخلاء .

من جانبه، قال عمار السباعي وهو مسؤول آخر في محافظة حمص أن أكثر من مائة ألف نازح من مخيم الوعر سيعودون إلى منازلهم بعد مغادرة المسلحين من الحي.

وقالت الإحصاءات السابقة إن حي الوعر كان يقطنه 300 ألف شخص قبل اندلاع الحرب المستمرة منذ ست سنوات في سوريا، والذي انخفض العدد إلى 75 الف الذين كانوا محاصرين من قبل القوات الحكومية منذ 2014.

بالنسبة للحكومة، فإن استعادة الحي ستجعلها في السيطرة الكاملة على مدينة حمص، وهي تقدم كبير، وحمص هي ثالث أكبر مدينة في سوريا. كما أنها قلب سوريا نظرا لموقعها في الجزء المركزي من المدينة.

وتعد حمص هي واحدة من أهم المراكز الصناعية في سوريا، وفيها أكبر مصفاة للنفط في البلاد وحقول النفط والغاز الرئيسية في الريف الشرقي.

والمدينة هي أيضا محور يربط المدن السورية الكبرى مع بعضها البعض، وانتزاع السيطرة الكاملة على المدينة ستكون خطوة هامة في دفع الحكومة إلى السيطرة الكاملة على خمس مدن سوريا الكبرى: دمشق وحمص واللاذقية وحلب وحماة.

من جانب آخر، فيعد فقدان معقلهم الأخير في حمص ضربة كبيرة للمسلحين، بعد الهزيمة الكبيرة التي تلقوها عندما استعادت القوات الحكومية المدينة بأكملها في حلب في ديسمبر من العام الماضي، في أعقاب إجلاء المتمردين من الجزء الشرقي من المدينة.

وكانت تسمى حمص بـ "عاصمة الثورة" من قبل المسلحين، كما أنها واحدة من أولى المدن التي انضمت إلى الحركة المناهضة للحكومة في سوريا في منتصف مارس 2011.

في أواخر عام 2014، وافق المسلحون في المدينة القديمة في حمص ضمن اتفاق مصالحة لإجلائهم من الجزء القديم من المدينة، والتي تم طمس معالمها إلى حد كبير بسبب الحملة العسكرية في ذلك الجزء من المدينة.

وفي عام 2015، تم التوصل إلى اتفاق لحي الوعر، مماثل لتلك التي حصلت في المدينة القديمة، قبل أن يتم تنشيطها في 14 مارس من هذا العام.

وقال طلال البرازي إن هذا الاتفاق سيكون مؤاتيا لاستعادة السلام والأمن في مدينة حمص بشكل عام، وحي الوعر على وجه الخصوص، لافتا إلى أن الأسابيع القليلة المقبلة ستشهد انسحابا كاملا من المتمردين من الحي وعودة الحياة الطبيعية إلى المدينة.

وأضاف البرازي أن هذا الاتفاق سيساعد في تحقيق اتفاقات مماثلة في الريف الشمالي من حمص.

وفي الوقت نفسه، قال ضابط روسي في موقع تنفيذ الاتفاق لوكالة "شينخوا" الصينية إن بلاده هي الضامنة لتنفيذ الاتفاق، مضيفا "لهذا السبب جاءت القوات الروسية إلى سوريا، لمساعدة أصدقائنا في استعادة الحياة الطبيعية إلى هذا البلد، والجانب الروسي هو الضامن لتنفيذ هذا الاتفاق في حي الوعر ، وستراقب تنفيذ الاتفاق" .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان