كيف تسللت المجموعة المسلحة المتهمة بالهجوم على سد النهضة إلى إثيوبيا؟
كتب – محمد مكاوي:
أكد مصدر إثيوبي مطلع، الأنباء التي نشرت بشأن الهجوم المسلح الذي وقع على موقع سد النهضة وأحبطته قوات الأمن الإثيوبية.
وقال المصدر المطلع - الذي طلب من مصراوي عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام – الخميس، إن "مجموعة مسلحة تقدر بنحو 20 شخصًا تابعة للمعارضة الاثيوبية المتواجدة في إريتريا دخلت عبر الحدود بين إثيوبيا والسودان، حاولت أمس الأربعاء اقتحام موقع سد النهضة بالسلاح".
ويقع سد النهضة على بعد 45 كيلومترا من الحدود السودانية، وتبلغ السعة التخزينية للسد 74 مليار متر مكعب، وينتظر أن يولد طاقة كهربائية تصل إلى 6000 ميجاواط.
وبدأت إثيوبيا بتحويل مياه النيل في مايو 2013 لبناء السد الذي يتوقع الانتهاء من تشييده في 2017. وأعلنت أديس أبابا مطلع العام الجاري الانتهاء من بناء نحو 50% من جسم السد.
وأضاف المصدر الإثيوبي، أن "القوات الإثيوبية المكلفة بتأمين موقع السد اشتبكت مع المجموعة المسلحة ما أدى إلى مقتل عدد كبير منها وأسر من تبقى ومصادرة الأسلحة والمعدات المستخدمة".
وكانت وكالة الأناضول التركية، نقلت عن مصادر مصادر سياسية مطلعة في الحكومة الإثيوبية – لم تكشف عن هويتها – قولها إن " التحقيقات الأولية تفيد بأن المجموعة المسلحة تتبع حركة 7 مايو المعارضة والمحظورة التي تتهم إثيوبيا إرتيريا بإيوائها وهو ما دأبت أسمرا تنفيه".
وكانت الحكومة الإثيوبية نفذت بإجراءات أمنية مشددة حول المناطق القريبة من السد؛ واعتبرتها منطقة "محظورة" جواً وبراً – بحسب الأناضول.
وتصنّف السلطات الأثيوبية حركة 7 مايو بأنها حركة "إرهابية"، ضمن قائمة التنظيمات المحظورة، وتتهم السلطات الإثيوبية الحركة بالعمالة لإريتريا بهدف زعزعة الأمن والاستقرار الإثيوبي.
وحركة 7 مايو المعروفة محليا بـ"قبوت سبات"، تأسست عام 2008، ويترأسها حاليا أحد أبرز قادة المعارضة برهانو نقا، وهو من بقايا نظام الرئيس السابق منغستو هيلي ماريام، وأقام تحالفاً مع المعارضة التقليدية التي تتخذ من المنفى مقراً لها.
وتمتلك الحركة المعارضة، محطة تلفزيونية تبث من أمريكا باللغة الأمهرية، ويقول مراقبون إن للحركة نشاطاً سياسياً وعسكرياً في إريتريا التي تعد قاعدة متقدمة في مواجهة الحكومة الأثيوبية.
وقال المصدر الإثيوبي إن "الحكومة الإثيوبية لم تنشر أي بيان حول الواقعة. ولكنها سربت صور ومعلومات لبعض وسائل الإعلام القريبة منها"، مشيرًا إلى أن الواقعة لم تنشر بشكل واسع في الإعلام.
وفي أكتوبر الماضي، اتهمت الحكومة الإثيوبية مؤسسات مصرية وإريترية بتحريض المواطنين الإثيوبيين على التظاهر ضد الحكومة.
وقال وزير الإعلام الإثيوبي غيتاشو رضا إن هناك مجموعات إريترية ومصرية تساهم في إشعال الأمور في البلاد.
ولكن القاهرة نفت هذه الاتهامات بشكل رسمي عبر بيان صادر عن وزارة الخارجية أكد احترام مصر الكامل للسيادة الإثيوبية وعدم تدخلها في شؤونها الداخلية.
فيديو قد يعجبك: