"البوركيني" يتسبب في صدام بين مرشحين رئاسيين بارزين في فرنسا
لندن (بي بي سي)
تبادل اثنان من المرشحين البارزين انتقادات حادة في مناظرة تلفزيونية بين مرشحي الرئاسة الفرنسية، بدت ملتهبة في بعض الأحيان.
واصطدمت مرشحة أقصى اليمين، مارين لوبان، مع مرشح الوسط، إيمانويل ماكرون، بشأن "البوركيني"، لباس السباحة الذي يغطي كامل الجسد وترتديه بعض المسلمات.
وقالت لوبان إن التعددية الثقافية يجب أن تنتهي، لكن ماكرون اتهمها بصنع أعداء من المسلمين في فرنسا.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن لوبان قد تحصل على أغلبية الأصوات في جولة الاقتراع الأولى، لكن ماركون سيهزمها في جولة الاقتراع الثانية.
وشارك في مناظرة الاثنين أيضا ثلاثة مرشحين آخرين هم : مرشح يمين الوسط، فرانسوا فيون، والمرشحان اليساريان بونو أمون وجان لوك ميلونشون.
وهاجم المرشحون الخمسة بعضهم البعض في القضايا الكبرى التي تهم الفرنسيين، ومن بينها توفير الوظائف والإرهاب وموقع فرنسا في أوروبا.
وقال ماكرون في المناظرة إنه سيغير الانقسام السياسي التقليدي في البلاد، بينما قالت لوبان إنها تريد أن لا تكون فرنسا "منطقة غامضة" في الاتحاد الأوروبي، أو مجرد تابع للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ثم تعهدت بمنع الهجرة بشتى اشكالها.
وقال فيون إنه إذا انتخب فسيكون رئيسا لما سماه الاصلاح أو "التعافي الوطني".
وتقول مراسلة بي بي سي في باريس، لوسي ويليامسون، إن جماعات التقييم التي تعتمدها مراكز البحوث أشارت إلى أنه إذا كان ثمة فائز في هذه المناظرة فهو ماكرون.
وكان ماكرون حريصا على تحدي لوبان، مجادلا إياها بأن البوركيني كان قضية "شأن عام" وليست تحديا للتقليد العلماني الفرنسي، كما تصفه.
وقد منع عدد من المنتجعات في جنوبي فرنسا ملابس السباحة تلك، قبل أن تقرر المحكمة الإدارية العليا أن هذا المنع ينتهك الحريات الأساسية.
وانتقد ماكرون أيضا مرشح يمين الوسط فيون. إذ بعد اتهامه لوبان بالقذف والتشهير قال إن العدالة ستنتصر في النهاية كما هي الحال في حالة "مرشحين رئاسيين معينين"، في إشارة واضحة إلى التحقيق القضائي في مزاعم دفع فيون مئات الآلاف من اليوروات لزوجته عن عمل في البرلمان لم تقم به.
ونفي فيون هذه المزاعم رافضا الانسحاب من السباق الرئاسي، مشتكيا من أنه ضحية عملية "اغتيال سياسي".
واصطدم المرشحون فيما بينهم بشأن كيفية معالجة البطالة، التي ظلت نسبتها عند نحو 10 في المئة لوقت طويل.
ودعت لوبان، آملة في توسيع قاعدة تأييدها، إلى "اقتصاد وطني" وإلى إجراءات حمائية تعطي افضلية للشركات الفرنسية.
لكن فيون قال إن خططها ستتسبب في "فوضى اقتصادية".
ويأمل المرشح اليساري أمون تمييز نفسه عن زميله ميلونشون، الذي يريد جذب أصوات الناخبين الذين لم يحسموا اختيارهم بعد، داعيا إلى تقديم دخل اساسي عام، ووصفه بأنه الفكرة المبتكرة الوحيدة في الحملة الانتخابية.
وسيتوجه الناخبون الفرنسيون إلى مراكز الاقتراع في 23 أبريل، وإذا لم يحقق أي من المرشحين نسبة أكثر من 50 في المئة من أصوات الناخبين، سيعاد الاقتراع في جولة ثانية في السابع من مايو/أيار بين المرشحين اللذين حققا أعلى الأصوات في الجولة الاولى.
فيديو قد يعجبك: