في ذكرى اغتيال مؤسس حماس.. مَن هو الشيخ أحمد ياسين؟
كتبت - إيمان محمود:
لم يخطر ببال الشيخ القعيد الذي زادت سنوات عمره عن الستين أن يتم اغتياله أثناء أدائه صلاة الفجر، ورغم محاولة مساعديه دفعه بكرسيه المتحرك بسرعة لسيارته قبل الحادث بلحظات، إلا أن صواريخ مروحيات الأباتشي الإسرائيلية كانت أسرع منهم.
كان الشيخ أحمد ياسين في العاشرة من عمره عندما أتى اليهود من كل بقاع الأرض إلى أرض فلسطين، وليؤسسوا بالقوة "إسرائيل" في عام 1948.
تحديدا في عام 1936 وُلد "ياسين" في قرية "الجورة" من قضاء مدينة المجدل عسقلان، ومع حلول النكبة هاجر مع أسرته الفقيرة إلى قطاع غزة، والتي تعرض فيها عام 1952، لحادث وهو يمارس الرياضة على شاطئ غزة، ما أدى إلى شلل شبة كامل في جسده، تطوّر لاحقًا إلى شلل كامل، بحسب موقع "رام الله".
رغم "الشلل" واصل تعليمه، وأصبح مدرسا للغة العربية والتربية الإسلامية في مدارس وكالة الغوث بقطاع غزة، وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته، ثم عمل خطيبًا ومدرسًا في مساجد غزة، وأصبح في ظل الاحتلال من أشهر خطباء قطاع غزة.
مع بلوغه العشرين، بدأ أحمد ياسين نشاطه السياسي بالمشاركة في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجًا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956، حينها أظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة.
لمعان نجمه وسط دعاة غزة أدى إلى اعتقاله للمرة الأولى عام 1954، وظل حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة شهر، ثم أُفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين.
وبعد هزيمة 1967 التي احتلت فيها إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية، بما فيها قطاع غزة، استمر " ياسين" في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه، محرضًا على مقاومة الاحتلال، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين، ثم عمل بعد ذلك رئيسا للمجمع الإسلامي في غزة.
اتفق أحمد ياسين مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة، عام 1987، على تكوين تنظيم إسلامي بغية تحرير فلسطين أطلقوا عليه اسم "حركة المقاومة الإسلامية" المعروفة اختصارًا باسم "حماس"، والتي كان لها دورًا بارزًا في الانتفاضة الفلسطينية الأولى أو "انتفاضة المساجد".
ولكن بعد ازدياد أعمال الانتفاضة الأولى، بدأت السلطات الإسرائيلية التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط أحمد ياسين فداهمت بيته وهددته بنفيه إلى لبنان، وعند ازدياد عمليات قتل الجنود الإسرائيليين وتصفية المتعاونين مع المحتل الصهيوني، اعتقلته سلطات الاحتلال عام 1989 مع المئات من أعضاء وكوادر وقيادات حركة حماس، وصدر حكم يقضي بسجن ياسين مدى الحياة.
وحاولت مجموعة فدائية تابعة لكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحماس- الإفراج عن ياسين ومجموعة من المعتقلين في السجون الإسرائيلية، فخطفت جنديا إسرائيليا قرب القدس، وعرضت على إسرائيل مبادلته نظير الإفراج عن هؤلاء المعتقلين، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت العرض وشنت هجوما على مكان احتجاز الجندي، ما أدى لمصرعه ومصرع قائد الوحدة الإسرائيلية المهاجمة وقائد مجموعة الفدائيين.
في أكتوبر عام 1997، أُطلق سراح ياسين وتم إبعاده إلى الأردن بعد 8 أعوام ونصف من الاعتقال، بتدخل شخصي من العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال، بحسب "شبكة فلسطين للحوار".
وكثيرًا ما كانت تلجأ السلطة الفلسطينية للضغط على حماس للحد من أعمالها، وفي هذا السياق فرضت السلطة الفلسطينية أكثر من مرة الإقامة الجبرية على الشيخ القعيد.
عام 2003، قامت السلطات الإسرائيلية بمحاولة لاغتيال الشيخ، ولم تحقق المراد، لكن المحاولة نجحت في العام التالي، 22 مارس عام 2004، بعملية أشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون.
فيديو قد يعجبك: