مظاهرات مؤيدة ومعارضة للاتحاد الأوروبي في الذكرى الستين لتأسيسه
روما - (د ب أ):
خرج آلاف الأشخاص إلى شوارع روما أمس السبت، واحتشدوا رافعين أعلام غلب عليها اللون الأحمر للإعراب عن استيائهم إزاء الاتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية وحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وبدأت المسيرة بعد قليل من تعهد قادة الاتحاد الأوروبي بتعزيز وحدتهم وتضامنهم داخل التكتل، في إعلان بمناسبة الذكرى السنوية الستين لتأسيس الاتحاد الأوروبي.
وقال المحتج فرانشيسكو ،الذي فضّل عدم ذكر اسم عائلته، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) :"الاتحاد الأوروبي هو أداة للسوق المالية. إنه يدمر مستقبل الشباب".
وكانت هذه الكلمات لازمة مشتركة بين المحتجين. ويزداد السخط في الدول الأعضاء في الوقت الذي تتسارع فيه الحركات القومية على خلفية أزمة اللاجئين ومغادرة بريطانيا التي تلوح في الأفق للاتحاد الأوروبي.
ونبه الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا قادة الاتحاد الأوروبي خلال القمة إلى أن "أوروبا قد وصلت إلى هذا الموعد مع العالم بعد الكثير من التأخيرات.. لابد أن نعيد التفكير في الهيكلة الحالية للاتحاد الأوروبي".
ولاقت هذه الكلمات أصداء غضب في الشوارع.
وقال منظمو الاحتجاج عبر مكبرات صوت إنه بعيدا عن ضمان الرخاء ، خلفت سياسات التقشف في الاتحاد الأوروبي الكثير من الفقراء والمحرومين.
واجتمعت الحشود خلف لافتات كتب عليها "لا لأوروبا البنوك والرؤساء والحرب" و"حروبكم ، قتلانا" و"لا لليورو ، لا للاتحاد الأوروبي، لا للناتو".
وقال أحد المنظمين :"إذا كانوا لم ينجحوا في التغيير في 60 عاما، فمتى إذن يغيرون؟".
وأوضح محتج متوسط العمر لقناة "كوريري" التليفزيونية: "منذ 20 عاما، كان من الطبيعي أن يصبح المرء مستقلا ماليا عندما يبلغ سن الخامسة والعشرين.. الآن يمكنه بالكاد كسب عيشه في سن الخمسين ، وبدون وظيفة مضمونة".
ووفقا لتقديرات الشرطة، شارك إجمالي ثلاثة آلاف شخص في المسيرة، التي كان من المتوقع أن تجذب ثمانية آلاف مشارك.
وبدأت المسيرة في وقت متأخر، حيث تدفق المتظاهرون ببطء عبر حي تيستاسيو للطبقة العاملة في روما، والذي أغلق أصحاب المتاجر به محلاتهم خوفا من التخريب.
وفصلت شرطة مكافحة الشغب المدعومة بسيارات فان مؤخرة المسيرة عن باقي المتظاهرين . وتم إنهاء الموقف دون حوادث.
وتحسبا للاحتجاج، الذى كان متوقعا أن يتحول إلى عنف، صادرت شرطة روما هراوات وقضبانا معدنية وأقنعة غاز ومخدرات وسكاكين وخوذات وقنابل دخان ودروعا محلية الصنع .
كما استوقفت الشرطة 1500 شخص للتحري عن هويتهم قبل المسيرة.
وأفادت الشرطة بأنها منعت عشرات المتظاهرين الذين توجهوا إلى روما على متن حافلتين من تجاوز حدود المدينة بسبب اعتبارهم يشكلون خطر تكدير السلم .
وتم نشر إجمالي 5 آلاف رجل شرطة بأنحاء العاصمة لضمان الأمن للفعاليات الرسمية وأيضا للمظاهرات.
وفي وقت سابق للاحتجاج أمس السبت، شارك آلاف في مسيرة لدعم الاتحاد الأوروبي رافعين أعلام غلب عليها اللون الأزرق ولافتات ، مع تشغيل سيمفونية "أود تو جوي" لبيتهوفن .
وانضم الكثير من المهاجرين أيضا للمتظاهرين، ورفع عدد منهم لافتة كتب عليها "أوروبا للجميع".
وكتبت منظمة "أطباء بلا حدود" في تغريدة على تويتر: "لقد احتشد المتظاهرون في روما للمطالبة بأوروبا أكثر إنسانية وترحيبا بهؤلاء الذين يفرون من الحروب والاضطهاد والفقر".
ومن ناحية أخرى، أطلقت منظمات حقوقية من بينها "العفو الدولية" مظاهرة موازية على ضفاف نهر التيبر في إيطاليا، حيث رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا للجدران، لا للحواجز، لا للاتفاقيات غير الآدمية".
واحتشد الآلاف في لندن تحت شعار "الوحدة لأوروبا" قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفي إدنبره عاصمة اسكتلندا التي تسعى لإجراء استفتاء ثاني حول الانفصال عن بريطانيا حتى تتمكن من البقاء في الاتحاد الأوروبي.
وأعربت حشود أيضا عن دعمها للاتحاد الأوروبي في مدن من بينها برلين وباريس ووارسو وبوخارست ودوسلدورف.
فيديو قد يعجبك: