عامان على انطلاقها .. هل حققت "عاصفة الحزم" أهدافها في اليمن؟
كتبت – إيمان محمود:
تحل اليوم الذكرى الثانية لإعلان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بدء عملية "عاصفة الحزم" ضد جماعة الحوثي في اليمن، استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لمساعدة الجيش اليمني الذي فشل وحده في محاربة ميليشيات الحوثيين، ولتأمين الحدود الجنوبية للمملكة من التمدد الإيراني.
ومع إعلان بدء العملية العسكرية في 26 مارس 2015، حددت السعودية عدة أهداف لأول تحرك عسكري إقليمي للمملكة وهي حماية دول الجوار من الإرهاب الحوثي، وإعادة الشرعية لليمن، ووقف التمدد الإيراني، وتأمين الحدود الجنوبية للمملكة، وحاز التحرك السعودي على دعم دولي وإقليمي انتهى إلى تشكيل تحالف عربي يساند شرعية الحكم في اليمن بقيادة السعودية.
وفور إطلاق العملية، أعلنت أجواء اليمن "منطقة محظورة"، وحذر التحالف العربي من الاقتراب للموانئ اليمنية، وقصف عددًا من القواعد العسكرية ومواقع الدفاع الجوي التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثيين، ودمر الكثير من المواقع العسكرية والآليات التي استولت عليها الميليشيات، بحسب صحيفة "عكاظ".
وبدأت العملية بمشاركة 10 دول، من بينها دول مجلس التعاون الست، في حين رحبت مصر والأردن والمغرب وباكستان والسودان بالمشاركة في العملية.
وفي 21 أبريل 2015، أعلنت السعودية انتهاء "عاصفة الحزم" والبدء في عملية عسكرية جديدة أسمتها "إعادة الأمل" تهدف إعادة بناء الدولة اليمنية ومساعدة الشعب اليمني إنسانيا، مؤكدة تدمير الصواريخ الباليستية والأسلحة الثقيلة للحوثيين والتي كانت تشكل تهديدًا لأمن المملكة، بحسب موقع "الخليج أونلاين".
وخلال عامين من الحرب، قُتل أكثر 4773 مدنيا وأُصيب 8272 آخرين، وقالت الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الجمعة، إن أغلب المدنيين لقوا حتفهم بسبب الضربات الجوية التي تشنها طائرات التحالف العربي في اليمن.
الحرب أيضًا دفعت ما يقرب من 7 مليون شخص إلى حافة المجاعة، حيث حذرت الأمم المتحدة من أن ثلث محافظات اليمن الـ 22 على شفير المجاعة، وقالت إن 60% من سكان البلد الغارق في الحرب يعانون من الجوع.
ورغم نجاح السعودية في تدمير مخازن الصواريخ التي استولى عليها الحوثيون من النظام اليمني والتي ساعدتهم على القيام بالانقلاب وتقليص قدرات الحوثيين العسكرية، إلا أن تلك الميليشيات لم تتوان عن القيام بهجمات متكررة على السعودية، والتي كان أبرزها محاولتهم استهداف مطار جدة بصاروخ باليستي من طارز "بركان-1"، في أكتوبر الماضي، قبل أن تعترضه المملكة وتؤكد عدم الحاقه بأضرار.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، في فبراير الماضي أن قذائف الحوثيين أصابت 700 مدني من المواطنين والمقيمين جنوب السعودية، وأدت لاستشهاد 80 شخصا بينهم 20 طفلا وتسع نساء.
واستهدف الحوثيون من داخل الأراضي اليمنية عدة أهداف مدنية من بينها المساكن والمدارس والأماكن العامة خصوصاً في منطقتي نجران وجازان، وهو ما دعا دول العالم والدول العربية والإسلامية إلى الوقوف مع المملكة وتأييدها في التصدي للتهديدات التي تواجهها.
وبالتزامن مع العمليات العسكرية، قادت الأمم المتحدة عملية تفاوضية للوصول إلى حل سياسي ينهي الحرب التي خلفت ظروفًا إنسانية صعبة، واحتضنت الكويت مفاوضات الطرفين، التي انتهت عمليًا في يونيو 2016؛ بعدما أعلن الحوثيون تشكيل مجلس سياسي لإدارة البلاد، ضاربين بالجهود الدولية والإقليمية عرض الحائط، ما دفع الحكومة للانسحاب من المفاوضات.
وفي تصريحاته حول إنجازات التحالف العربي، قال المتحدث باسم التحالف اللواء أحمد عسيري، لوكالة "سبوتنيك" الروسية الخميس الماضي، إن أبرز ما حققه التحالف من نتائج هو "تأسيس دولة يمنية من الصفر".
إلا أن الحكومة الشرعية برئاسة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لا تزال تدير البلاد من العاصمة المؤقتة "عدن"، ومع تواصل النزاع على السلطة بين حكومة الإنقاذ الحوثية والحكومة الشرعية برئاسة "هادي"، أعلنت جماعة "الحوثي"، الخميس الماضي، لأول مرة، استعدادها للجلوس مع الحكومة الشرعية لمعالجة أزمة رواتب موظفي الدولة المتوقفة منذ ستة أشهر.
وفي تبدل لموقفه، يتولى عبد العزيز بن حبتور، الذي عينه هادي محافظا لعدن في وقت سابق، رئاسة حكومة "حكومة الإنقاذ" التابعة للحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح "غير المعترف بها دوليًّا".
"عسيري" أكد للوكالة الروسية، أن تأسيس جيش يمني منظم تمكن من استعادة العديد من المدن ويطرق حاليًا أبواب العاصمة، هو أحد أهم إنجازات التحالف، فضلاً عن وجود رئيس وحكومة تعمل بشكل منتظم من العاصمة المؤقتة عدن، كما أنه أكد استمرار عمليات التحالف إلى "حين إخضاع الانقلابيين الذين لا يفهمون إلا لغة القوة لحل سياسي".
ورغم أن القوات اليمنية تمكنت -بدعم من التحالف- استعادة السيطرة على عدة مدن من أيدي الحوثيين، إلا أنها فشلت في تحرير العاصمة صنعاء، والتي تعد السيطرة إنجازًا سياسيًا وعسكريًا هامًا لهذا البلد.
فيديو قد يعجبك: