إعلان

وزير اسرائيلي يدافع عن اقتراحه بناء جزيرة قرب قطاع غزة

10:47 ص الخميس 30 مارس 2017

صورة ارشيف بتاريخ 4 ايلول/سبتمبر 2016 للوزير اسرائ

(أ ف ب):

يسعى وزير اسرائيلي إلى حشد تأييد لاقتراح غريب يقول إنه يسهل حياة سكان قطاع غزة المحاصر، مع احتفاظ الدولة العبرية بسيطرتها الأمنية، ويقضي ببناء جزيرة قبالة القطاع.

وحظي اقتراح الوزير ببعض الدعم داخل المؤسسة الامنية الاسرائيلية، لكنه لا يقنع الجميع.

ويعتبر المدافعون عن حقوق الفلسطينيين أن هذا المقترح لا يعالج فعليا جذور المشكلة، بل من شأنه حتى أن يفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية- ما يجعل قيام دولة فلسطينية متماسكة جغرافيا أمرا غير قابل للتحقيق.

ويعتبر صاحب الاقتراح، وزير الاستخبارات والمواصلات الاسرائيلي إسرائيل كاتز، أن هذا أفضل خيار حتى الان، مشيرا إلى أن فكرة الجزيرة قابلة للتطبيق ويمكن التفاوض على وضعها الدائم.

وكاتز من مؤيدي هذه الفكرة منذ سنوات، لكنه ضاعف جهوده مؤخرا لحشد الدعم لها.

وتنص خطة كاتز على بناء جزيرة اصطناعية في البحر المتوسط تبعد قرابة خمسة كيلومترات عن ساحل غزة الذي يخضع لحصار اسرائيلي مشدد منذ عشر سنوات.

وتكون الجزيرة صغيرة الحجم، وتمتد على مساحة 534 هكتارا، وهي نسبة ضئيلة من مساحة جزيرة مالطا على سبيل المثال.

وتقام على الجزيرة البنى التحتية اللازمة لتزويد قطاع غزة الفقير بالخدمات الاساسية التي يفتقر لها حاليا، بما في ذلك محطة لتوليد الكهرباء ومحطات لتحلية مياه البحر.

ويتم انشاء ميناء للشحن ومساحة لتخزين الحاويات على الجزيرة التي يرى كاتز أنها ستساعد في تنمية اقتصاد غزة وربطه بالعالم الخارجي.

ويتم ربط الجزيرة بالقطاع عبر جسر سيكون جزء منه عبارة عن جسر متحرك، على أن يتم النظر في بناء مطار في مرحلة لاحقة.

ويدعو كاتز ايضا إلى نشر قوة شرطة دولية على الجزيرة.

وتقدر كلفة هذه الخطة بقرابة خمسة مليارات دولار يرى كاتز أنه يمكن للشركات الخاصة التي ستنتقل إلى الجزيرة تغطيتها.

وقال كاتز لوكالة فرانس برس مؤخرا في مقابلة أجريت في مكتبه في تل أبيب "علينا أن نعثر على طريقة لردع حماس من جهة، لكن في الوقت نفسه جعل السكان الفلسطينيين، يعيشون حياتهم".

في المكتب، علق كاتز على الحائط نموذجا لفكرته مؤكدا "أننا نقدم على مجازفة هنا، ولكنني اعتقد انها مجازفة قابلة للتطبيق".

وقد شهد قطاع غزة المحاصر ثلاث حروب مدمرة بين العامين 2008 و2014 بين الجيش الاسرائيلي والفصائل الفلسطينية منذ سيطرة حماس على القطاع العام 2007.

وتم تشديد الحصار البري والبحري والجوي الذي فرض في يونيو 2006 على القطاع اثر خطف جندي اسرائيلي، في يونيو 2007 بعد سيطرة حركة حماس على القطاع.

وتغلق مصر معبر رفح، المتنفس الوحيد للقطاع الذي يعاني من أزمة إنسانية وركود اقتصادي.

ويعتمد أكثر من ثلثي سكان القطاع المحاصر والفقير والبالغ عددهم نحو مليوني شخص على المساعدات الانسانية.

ويعاني عدد كبير من سكان قطاع غزة من ظروف معيشية صعبة نتيجة هذا الحصار. كما يدعو كثيرون إلى تخفيف الحصار عن القطاع المحاصر.

وتقول وكالة الأمم المتحدة للتنمية أن القطاع قد يصبح غير قابل للسكن بحلول 2020، بينما يحذر الاخرون من أن حالة الاحباط السائدة في القطاع ستؤدي إلى اندلاع اعمال عنف جديدة.

ودعا مسؤولون امميون إلى رفع الحصار عن القطاع، إلا أن الدولة العبرية تصر على أنه ضروري لمنع حركة حماس من الحصول على اسلحة أو مواد لصنعها.

ويقول جلعاد شير الذي شغل منصب كبير مفاوضي الحكومة الاسرائيلية في السابق مع الفلسطينيين أن هناك حاجة إلى ميناء من نوع ما في القطاع.

ويرى شير أن نوع الميناء "لا يهم حقا اذا تم اخذ الاعتبارات وجميع مكونات اتخاذ القرارات اطار أكثر شمولية من سياسات اسرائيل".

لكنه اشار أنه يتوجب على اسرائيل الحفاظ على السيطرة الامنية في الوقت الحالي، وان على حركة حماس الاقتناع بالفكرة.

في المقابل، يشكك اخرون في الاهداف وراء بناء الجزيرة.

وترى تانيا هاري، مديرة منظمة جيشا مسلك الاسرائيلية غير الحكومية التي تنادي بحرية التنقل للفلسطينيين، أن خطوات أصغر مثل ازالة القيود المفروضة على البضائع التي يصدرها الغزيون الى اسرائيل والضفة الغربية قد تؤدي الى تحسين فوري في الحياة هناك.

وتقول "اعتقد ان مقترح كاتز يثير تساؤلات حول الهدف الحقيقي خلفه" متسائلة ان كان جزء منه يتضمن "عزل قطاع غزة".

ويقول راجي الصوارني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في قطاع غزة "لا نريد شيئا منهم" في اشارة إلى إسرائيل.

ويؤكد الصوراني أن "كل ما نرغب به هو أن يرحلوا عنا" متحدثا عن الحصار والاحتلال الاسرائيلي المستمر منذ خمسين عاما تقريبا.

وأضاف "نريد أن نكون بشرا طبيعيين".

بينما اعتبر الخبير الاقتصادي في غزة عمر شعبان في حديث لفرانس برس أن الفكرة قابلة للتحقيق، ولكن يجب أن تتضمن نوعا من الرقابة الخارجية.

وأوضح شعبان أن "اسرائيل تسعى للحفاظ على أمنها، لكن الامن يصب ايضا في مصلحة الفلسطينيين والمنطقة بأكملها".

ولم ترد حركة حماس التي تسيطر على القطاع على طلب وكالة فرانس برس التعليق.

ولا يبدو واضحا أن كان كاتز، العضو في حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، سيمضي قدما في خطته.

ولا يخفي الرجل رغبته في أن يصبح رئيسا للوزراء يوما ما، ويصر على أن اقتراحه يستحق النظر فيه.

وأضاف "نحن مستعدون لمنحهم بوابة للعالم-- اقتصادية وانسانية".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان