جنيف 5: المفاوضات السورية تراوح مكانها.. والاتهامات متبادلة كالعادة
كتبت - إيمان محمود:
بعد نحو أسبوع من انطلاق جولة المفاوضات الخامسة في جنيف، اقتصر التقدم الذي أحرزه المتفاوضون على التوصل لمناقشة السلال الأربع بـ"التوازي"، وهي "الحكم والانتخابات والدستور ومكافحة الارهاب"، في وقت تستمر فيه الخلافات بين الحكومة السورية وقوى المعارضة المشاركة في المفاوضات.
وانطلقت الجولة الخامسة من محادثات جنيف حول الأزمة السورية، الخميس الماضي، في غياب للمبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا والذي أعرب لاحقًا عن عدم تفاؤله بتلك الجولة.
ويتبادل طرفا النزاع الاتهامات بعدم اظهار الجدية اللازمة لإحراز تقدم في العملية السياسية، رغم قناعتهما بصعوبة تحقيق أي اختراق حقيقي.
وقال عضو مفاوض في وفد الهيئة العليا للمفاوضات عن المعارضة السورية، لـ"فرانس برس" إن "المحادثات أشبه بلعب في الوقت الضائع.. يدرك الطرفان أن الجولة الحالية ستنتهي كما بدأت، لكن أحدا لا يريد حزم حقائبه والمغادرة، وبالتالي تحمل تبعات انهيار المفاوضات".
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط لفرانس برس "ما يجري حالياً هو تهيئة للحل وليس حلاً"، مضيفاً "ننتظر ان يكون للدول صاحبة القرار دور هنا، لان حسم النزاع في سوريا يحتاج إلى جهود دولية، ولا بد من أن تتحمل واشنطن مسؤولياتها في هذا السياق".
من ناحيته، قال رئيس تحرير صحيفة "الوطن" السورية، وضاح عبد ربه إن "ما يحدث في جنيف لا يؤسس لأي شيء من أجل مستقبل سوريا. كل ما يتم انجازه عبارة عن تبادل أوراق مع الأمم المتحدة، وللاسف المحادثات حتى الآن فارغة من أي مضمون".
والتقى نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، وفدي النظام والمعارضة، أمس الأربعاء، مؤكدًا على ضرورة مناقشة سلال جنيف الأربع بالتوازي، وأهمية مواصلة المحادثات.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إنه تم خلال الاجتماع "تبادل وجهات النظر بشأن سير الحوار السوري والاتفاق على مواصلة التشاور بما يساعد في تحقيق تقدم في المحادثات".
وسبق هذا اللقاء، اجتماع بين وفد المعارضة بالمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لبحث مسألة الانتخابات ودور هيئة الحكم الانتقالي في العملية الانتخابية، وذلك في وقت من المقرر أن يلتقي فيه دي ميستورا بعد ظهر اليوم وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري ضمن أعمال مفاوضات جنيف.
ولم تظهر نتائج لقاءات نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف مع أطراف الأزمة السورية في "جنيف-5" مباشرة، كما حدث في الجولة الماضية، التي انتهت بتفاهم على جدول أعمال يتضمن السلات الأربع للمناقشة في هذه الجولة.
أما المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، فقد فضل الاستجابة إلى رغبة الطرفين الأساسيين، وفدي الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات، من خلال مناقشة أولوياتهما خلال جلسات الأيام الأولى.
وشهدت بداية المفاوضات خلافًا حول ترتيب نقاش السلال الأربع، حيث طلب وفد النظام السوري بمناقشة سلة مكافحة الإرهاب، بينما طلبت المعارضة مناقشة سلة الحكم.
في المقابل، أكد وفد الهيئة العليا للمفاوضات بعد لقائه غاتيلوف في مقر الأمم المتحدة على موقفه حيال تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، ومن دون أي دور للرئيس السوري بشار الأسد، لا في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا.
ويأتي ذلك رداً على تسريبات نشرتها وسائل إعلام، قبل أن تتراجع عنها، أشارت إلى أن رئيس وفد الهيئة العليا نصر الحريري أعلن قبول إشراك الأسد في المرحلة الانتقالية.
وفي سياق متصل، قال كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا لمفاوضات جنيف محمد صبرا إنهم ليس لديهم شريك حتى الآن في المفاوضات الجارية، وإن مباحثاتهم لا تزال منحصرة في فريق الأمم المتحدة.
وأضاف صبرا في تصريحات نشرها موقع الهيئة العليا للمفاوضات أن "العملية السياسية لا تزال متوقفة لأسباب أساسية وهي عدم رغبة النظام في الانخراط بشكل جدي في المفاوضات وبالتأكيد لن تتم عملية الانتقال السياسي بيننا وبين الأمم المتحدة. هدفنا طرف آخر يمسك بسلطة أمر واقع في دمشق".
فيديو قد يعجبك: