أمريكا: اسقاط الأسد لم يعد من أولويتها
(أ ف ب):
أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة لم يعد أولويتها، وأنها تسعى إلى استراتيجية جديدة في النزاع الدائر في سوريا.
وكانت واشنطن قد خفّفت في السابق من إصرارها على طرد الأسد من السلطة، غير أنّ الموقف الأمريكي بات الآن جليّاً.
وقالت السفيرة الأمريكي لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، الخميس، إن واشنطن ستعمل مع دول مثل تركيا وروسيا سعيا للتوصل إلى حل سياسي طويل الأمد للنزاع السوري بدلاً من التركيز على مصير الرئيس السوري.
وصرحت هالي لمجموعة من الصحفيين في نيويورك "يختار المرء المعركة التي يريد خوضها، عندما ننظر إلى الوضع، يجب أن نغيّر أولوياتنا، وأولويّتنا لم تعد الجلوس هنا والتركيز على إخراج الأسد" من السلطة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أشار في وقت سابق إلى تغيير في الموقف الأمريكي، بإقراره الخميس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو في أنقرة بأنّ "مصير الرئيس الأسد، على المدى
البعيد، يُقرّره الشعب السوري".
وعبّرت المعارضة السورية التي سيكون تعاونها ضرورياً لأيّ حل سياسي، عن استنكارها الشديد لهذا الموقف.
وقال منذر ماخوس أحد المتحدثين باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية الخميس في جنيف "لا يمكن أن تقبل المعارضة أي دور لبشار الأسد في أي مرحلة من المراحل المقبلة، وليس هناك
أي تغيير في موقفنا".
وجعلت إدارة باراك أوباما من رحيل الأسد هدفاً رئيسياً لسياستها في سوريا، بينما يفضّل الرئيس الجديد دونالد ترامب التركيز على الحرب ضد تنظيم داعش.
و"خيار الشعب السوري" الذي أشار إليه تيلرسون، هو مصطلح استخدمته منذ فترة طويلة موسكو التي تسعى إدارة ترامب إلى التقرب منها في محاولة للحصول على دعم روسيا في التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا.
وفي تصريحها في البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، قالت هايلي "أولويتنا هي حقاً دراسة كيف يمكننا التوصل إلى نتائج، ومع من يجب أن نعمل لكي نحدث فارقاً حقيقياً بالنسبة إلى الناس في سوريا".
وأضافت "لا يمكننا أن نركز بالضرورة على الأسد كما كانت الإدارة السابقة تفعل. هل نعتقد أنه يشكل عائقاً؟ نعم. هل سنجلس ونركز على إطاحته؟ كلا".
ورغم أن الإدارة الأمريكية تريد التخفيف من أهمية هذه الانعطافة، فإن الخبراء يرون في تغيير اللهجة هذا تحولاً كبيراً.
وقال جوزيف باحوط الباحث في مؤسسة كارنيجي "أعتقد أن هذا الإعلان مهمّ، على الأقلّ لأنه أول إعلان شبه رسمي بشأن هذه المسألة، وعلى هذا المستوى في الإدارة".
واعتبر أن "الروس يجب أن يكونوا مسرورين جدّاً" لأن الموقف الذي عبّر عنه تيلرسون يُلاقي الخط الذي تدافع عنه موسكو إحدى الحلفاء الرئيسيين للأسد.
وأضاف باحوط لوكالة فرانس برس أن "استخدام عبارة +على المدى البعيد+ يشير إلى أن رحيل الأسد لم يعد على جدول الأعمال الفوري".
ومن المفترض أن يتوجه تيلرسون إلى موسكو الشهر المقبل للاجتماع مع القادة الروس.
وقد ركّزت زيارته إلى تركيا بشكل كبير على سوريا، وذلك في أعقاب إعلان أنقرة انتهاء عمليتها العسكرية التي بدأتها في أغسطس في شمال سوريا من أجل طرد جهاديي داعش والميليشيات الكردية السورية.
وتعبّر تركيا بانتظام عن إدانتها للدعم الذي تقدمه واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية في مكافحة داعش.
أما أنقرة التي تدعم من جهتها مجموعات مسلحة أخرى منضوية في "الجيش السوري الحر"، فتعتبر أن وحدات حماية الشعب مجموعة إرهابية تابعة لحزب العمال الكردستاني.
ووصف تيلرسون تركيا بـ"الحليف الرئيسي" في القتال ضد الجهاديين، قائلاً "لا يوجد خلاف بين تركيا والولايات المتحدة في التزامنا بهزيمة داعش".
وكان الرئيس ترامب قال سابقاً إن على القوى الإقليمية العمل معا لهزيمة الجهاديين.
وأشارت تركيا إلى رغبتها في الانضمام إلى أيّ عملية للسيطرة على الرقة، لكن من دون مشاركة الميليشيات الكردية.
واكتفى تيلرسون بالقول "ما ناقشناه اليوم هو الخيارات المتوافرة لنا، ولكي أكون صريحاً فإنّ الأمر يتعلق بخيارات صعبة".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: