هجوم باكستان: عشرات القتلى والمصابين وتوتر جديد مع أفغانستان
كتبت- إيمان محمود:
هز انفجار عنيف مدينة باراتشينار الواقعة في المنطقة القبلية، أقصى شمال غرب باكستان، اليوم الجمعة، ما أسفر عن مقتل 22 شخصًا وإصابة 70 آخرين بجروح، من بينهم نساء وأطفال، حسبما افادت وكالات أنباء دولية.
وذكرت شبكة "إيه بي سي" الأمريكية، أن التفجير وقع قرب مسجد للشيعة بمدينة باراتشينار القبلية والقريبة من الحدود الأفغانية، مضيفة أن عمليات نقل الجرحى لا زالت مستمرة ، فيما تم إعلان حالة الطوارئ بجميع مستشفيات المدينة.
وتعد مدينة بارتشينار، كبرى مدن إقليم كرام، منطقة قبلية تقع على حدود باكستان مع أفغانستان، وعادة ما تنشب بها العديد من الحوادث وأعمال العنف، بالإضافة إلى أن بارتشينار كانت مركزا أساسيا لطالبان والميليشيات الشيعية، وعلى الرغم من أن الجيش الباكستاني أعن أن المدينة باتت خالية من عناصر طلبان وأتباعهم، إلا أن أعمال العنف ما زالت مستمرة هناك.
وكان علي خان، مسؤول باكستاني محلي صرح لوكالة فرانس برس "إن سيارة مفخخة كانت مركونة في السوق لكن لم يتضح في هذه المرحلة ما إذا كان الأمر يتعلق بهجوم انتحاري".
وعقب هذه التصريحات أعلنت "جماعة الأحرار" المنشقة عن جماعة "طالبان" مسؤوليتها عن الهجوم، ولم تعلن السلطات عن ضبط أي مشتبهين على خلفية الحادث حتى الآن.
وشهدت مدينة باراشينار أول اعتداء على نطاق واسع في باكستان في العام 2017 عندما قُتِل 24 شخصا في تفجير في سوق أخرى في يناير الماضي، وفي فبراير، حصدت موجة جديدة من الاعتداءات 130 قتيلا في مختلف انحاء البلاد.
وأعلنت حركة طالبان باكستان و تنظيم "داعش" مسؤوليتهما عن غالبية هذه الهجمات، حيث يعد إقليم كرام هو أحد الأقاليم القبلية السبعة التي تحظى بحكم شبه ذاتي في شمال غرب البلاد.
وتنديدًا بتلك الهجمات الإرهابية، تجمع عدد من السكان الغاضبين ورددوا هتافات مناهضة للحكومة، ما دفع قوات الأمن إلى ضرب طلقات نارية في الهواء لتفريق الحشود، بحسب شبكة "إيه بي سي" الأمريكية".
وتعاني الدولة الباكستانية من هجمات متكررة من حركة طالبان التي الأفغانية، إلى حد جعلها تشرع الأسبوع المضي في بناء سياج على طول الحدود مع أفغانستان، وذلك بعد أن شن مسلحون عدة هجمات على مواقع أمنية خلال الأسابيع الأخيرة.
وتأزمت العلاقات بين البلدين في الشهور الماضية وتبادلا الاتهامات بعدم بذل ما يكفي من الجهود للتصدي للمتشددين. ويتهم الجيش والحكومة الباكستانية أفغانستان بإيواء من يقفون وراء الهجمات الإرهابية التي تحدث في البلاد، بل ودعم الحركة المتشددة.
وقال الجنرال قمر جاويد باجوا قائد الجيش الباكستاني، الأحد الماضي، إن بناء سياج في المناطق التي تمثل تهديدًا كبيرًا يصب في مصلحة البلدين، وذلك خلال زيارته للمناطق القبلية الواقعة على طول الحدود بين الجانبين.
وتتقاسم الدولتان حدودًا يبلغ طولها 2400 كيلومتر تعرف باسم خط "دوراند" الذي تم رسمه خلال فترة الاستعمار ولم تعترف به الحكومة الأفغانية.
فيديو قد يعجبك: