ماذا حدث في ليبيا خلال الساعات الأخيرة؟

كتبت- رنا أسامة:

غارات جوية واشتباكات شهدتها منطقة الهلال النفطي، شرقي ليبيا، على مدى اليومين الماضيين، ما زاد من حالة الفوضى والارتباك السائدة في البلد الشمال أفريقي، منذ الإطاحة بزعيمها الديكتاتور الراحل معمّر القذافي في 2011.

وتشهد ليبيا فوضى وانقسامات منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 ، وتتنافس فيها سلطتان هما حكومة وفاق في طرابلس تحظى بدعم المجتمع الدولي وأخرى في الشرق لا تعترف بها ويتبعها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

غارات جوية

شهد أمس الجمعة اشتباكات ضارية بمنطقة النوفلية بين "سرايا الدفاع عن بنغازي"، وهو تكتّل لمجموعات إسلامية مُسلّحة، و"الجيش الليبي" الذي يقوده اللواء خليفة حفتر، مع تضارب الأنباء حول حقيقة الوضع بالمنطقة بعد إعلان كل طرف انتصاره.

وأوضحت تقارير إعلامية أن مسلحين تابعين للسرايا شنّوا هجومًا مُسلّحًا على النوفلية بهدف التقدم نحو الهلال النفطي، فيما شنت طائرات تابعة لـ"قوات الكرامة" غارات جوية على مواقع يُعتقد دخول السرايا لها.

وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن الاشتباكات الدائرة خلّفت عدة قتلى بين الجانبين، ووصل عدد القتلى بين صفوف حفتر إلى خمسة إضافة إلى 12 جريحًا، بسحب ما أعلنه اليش الليبي على الصفحة الرسمية له على موقع فيسبوك، فيما تجاوزت الخسائر البشرية لقوات السرايا 10 قتلى.

ونقلت "سي إن إن" عن السرايا قولها إن العملية لا تهدف إلى السيطرة على منطقة الهلال النفطي، بل لإرجاع أهالي بنغازي المهجرين إلى مدينتهم ورفع الظلم عن المظلومين.

على الجانب الآخر، أعلنت القوات المسلحة الليبية عن استعادة سيطرتها على مطار راس لانوف وفرار المسلّحين منه، وقال الناطق باسم قيادة الجيش، العقيد أحمد المسماري، إن الجيش الليبي وصل مطار راس لانوف، وإن سلاح الجو الليبي قام بضربات جوية دمرت 40 بالمئة من آليات قوات السرايا.

ردود الفِعل

على الجانب الآخر، نفى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، المدعوم من الأمم المتحدة، ضلوعه فيما يجري بمنطقة الهلال النفطي، مؤكدًا على عدم غصداره أية تعليمات لأيّ قوة بالتحرك نحو المنطقة.

واكّد رئيس الوفاق الوطني، فايز السرّاج على أن "الوضع العسكري تحت السيطرة العامة" في منطقة الهلال النفطي، مشيرا إلى أن "المعركة مستمرة، وتجري بتوجيهات من قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر."، بحسب ما أوردته شبكة سكاي نيوز الإخبارية.

أما المتحدث باسم الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، العقيد أحمد المسماري، فقد أبلغ عن وصول قوات "سرايا الدفاع عن بنغازي" إلى مطار راس لانوف الرئيسي، وأشار إلى تزويد القوات المهاجمة بمدرعات حديثة ورادار للتشويش على الدفاع الجوي.

وتقع مِنطقة النوفلية على بعد حوالي 50 كيلومترًا إلى الغرب من ميناء السدر، وعلى بُعد 75 كيلومترًا إلى الغرب من ميناء رأس لانوف، أما ميناء السدر فيقع تحت سلطة حرس المنشآت النفطية، وفقًا لمسؤولين في رأس لانوف.