هل تكون "سلال جنيف الأربعة" بداية لحل الأزمة السورية؟
كتبت- هدى الشيمي:
رغم تصاعد حدة التوترات بين الأطراف الممثلة للمعارضة السورية على طاولة مفاوضات جنيف، وعدم القدرة على الوصول إلى حلول ترضي الطرفين (المعارضة والحكومة السورية)، إلا أن المبعوث الأممي لدى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أكد أن الجولة الرابعة من المفاوضات صعبة لكنها بناءّة.
توصل دي ميستورا" ووفود المعارضة الثلاثة والوفد الحكومي السورية إلى أربعة سلال تشكل المحاور الأساسية للتفاوض، من المقرر أن يتم مناقشتها مرة أخرى في جولة خمسة دعا دي ميستورا لإقامتها في 20 مارس الجاري.
تلك السلال تمثل خطوطا عريضة لحل سياسي ينهي الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ست سنوات وقتل فيها نحو نصف مليون شخص.
حكومة جديدة
تشكيل حكومة جديدة غير طائفية إحدى السلال التي اتفقت عليها الأطراف المتفاوضة.
كما طرح دي ميستورا وثيقة غير رسمية، توصي بإعادة تشكيل جيش سوري موحد.
ويتفق هذا المقترح مع رغبة المعارضة السورية في تحقيق عملية الانتقال السياسي، والذي يأتي على رأس قائمة أولوياتها، من أجل تحقيق السلام في سوريا.
وأكد رئيس وفد المعارضة السوري نصر الحريري أن المفاوضات الأخيرة كانت الأولى التي يتم فيها مناقشة مستقبل الانتقال السياسي في سوريا بعمق.
وأكد الحريري في مؤتمر صحفي عُقد في جنيف يوم الجمعة أن المعارضة مُستعدة للانخراط بأي وقت في هذه المفاوضات، حتى تعود سوريا لسابق عهدها.
الدستور
كما توصلت المفاوضات إلى ضرورة إعادة صياغة الدستور السوري.
وشدد دي ميستورا في تصريحات سبقت المفاوضات، على ضرورة أن تشمل هذه العملية كافة أطياف الشعب السوري.
كانت روسيا قد وزعت على الوفود المشاركة في محادثات استانة الشهر الماضي، مشروع دستور مقترح لسوريا.
مشروع الدستور الجديد قلّص من صلاحيات الرئيس لصالح البرلمان الذي تنتجه انتخابات تعقد بعد الاتفاق على حل سياسي للحرب الأهلية.
منحت المسودة أيضا بعض الحقوق للأكراد السوريين، مثل اعتبار اللغة العربية والكردية لغتين متساويتين، بالإضافة إلى التأكيد على أن الأراضي السورية غير قابلة للمساس، ولا يجوز تغيير حدودها.
الانتخابات
وأشار دي ميستورا إلى أن ثالث مقترح توصلت إليه المفاوضات هو ضرورة إقامة انتخابات في سوريا خلال 18 شهرا بإشراف الأمم المتحدة.
كما لفت المبعوث الأممي في وثيقته غير الرسمية على ضرورة تحديد الشعب السوري لمستقبل بلاده بالوسائل الديمقراطية، وعبر صناديق الاقتراع، وأن يكون له الحق الحصري في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي دون ضغط أو تدخل خارجي.
غير أن بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية أكد في مؤتمر صحفي عقد اليوم السبت، أنهم لم يتطرقوا إلى هذه المسألة على.
الإرهاب
وكانت "محاربة الإرهاب" عنوانا رئيسيا بين السلال الأربعة في المفاوضات الأخيرة، إذ قال دي ميستورا في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المحادثات، إنهم سيعملون على محاربة الإرهاب، وبناء الثقة بين الطرفين.
يُشار إلى أن مُحاربة الإرهاب يعد المطلب الأبرز والأهم لدى الحكومة السورية، والتي شددت على ضرورة القضاء عليه بكافة السبل الممكنة.
وقال الجعفري إنهم ركزوا بشكل كبير على هذه المسألة بالتحديد خلال المحادثات.
وهاجم الجعفري على الهيئة العُليا للمفاوضات لرفضها إدراج موضوع الإرهاب في جدول الأعمال، وحمّلها مسؤولية فشل المفاوضات في جنيف.
وقال الجعفري "حوار جنيف لا يجب أن يكون رهينة لمنصة الرياض، التي رفضت تشكيل وفد موحد للمعارضة".
ومن جانبه، قال رئيس بعثة الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف، يحيى قضماني، إنهم يرفضون إضافة سلة الإرهاب إلى السلال المطروحة.
وأكد قضماني أنهم لن يتعاملوا معها وأن وضعها دي ميستورا في أي وقت، لأن وضع الإرهاب على اللائحة مرفوض كليا حتى هذه اللحظة، وغرضه الأساسي إبعاد الأنظار عن مسألة الانتقال السلمي للسلطة وإقامة انتخابات.
ومن جانبه، أشار دي ميستورا إلى أن هناك جماعتين إرهابيتين فقط في سوريا بمعايير الأمم المتحدة، وهما جبهة النُصرة، فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، وتنظيم داعش.
فيديو قد يعجبك: