لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل نجحت تركيا في إشعال الخلافات بين الأكراد؟

05:40 م السبت 04 مارس 2017

الخلافات بين الأكراد و تركيا

كتبت – إيمان محمود

سلسلة من الخلافات التاريخية بين الأكراد، والتي تستغلها تركيا للقضاء على حزب العمال الكردستاني، الذي تدرجه على قائمة المنظمات الإرهابية، وتعتبره مصدرًا خطيرًا على أمنها القومي.

ووصلت الخلافات الكردية إلى اندلاع اشتباكات –للمرة الأولى- بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين قوات البشمركة والتشكيلات المسلحة التابعة لحزب العمال الكردستاني قرب الحدود السورية، في المناطق التي تسيطر عليها تلك التشكيلات داخل الأراضي السورية.

وتأتي الاشتباكات بعد إرسال حكومة الإقليم المئات من عناصر البشمركة إلى منطقة "سنوني" الحدودية، ضمن محافظة نينوي، وتم إرسال هذه العناصر في محاولة لطرد عناصر حزب العمال الكردستاني المتواجدة هناك منذ 3 سنوات، ومعظمهم من الإيزيديين المتطوعين، ومن أبناء المنطقة.

وتوالت التصريحات المنددة بالاشتباكات العسكرية التي وقعت في سنجار، كما ازداد الاستياء العام وتجدد الدعوات لمغادرة العمال الكردستاني للمنطقة، بينما كان رد "العمال الكردستاني" أن قوات البشمركة هي المتسببة في القتال حينما حاولت الاستيلاء على مواقع في بلدة خانصور، مطالبة قوات بيشمركة بالانسحاب من قضاء سنجار؛ تجنبًا لحدوث المزيد من التوترات.

ويعتبر الجدل حول الأكراد وأصلهم وحقهم في وطن مستقل، من أكبر الجدالات التي استمرت على مر التاريخ، وازادت حدتها في الآونة الأخيرة نظرًا للأحداث والتغيرات في المنطقة.

وقد استطاع الأكراد الوصول للاستقلال والحكم الذاتي في العراق بعد الغزو الأمريكي وتشكيل الولايات المتحدة لمنطقة حظر الطيران، إلا أن المسألة الكردية حتى في الدول التي استطاع الأكراد الحصول على اعتراف بأراضيهم فيها، تعد من أعقد المسائل وأكثرها اضطرابًا.

وحاولت تركيا في عام 2011 منع حزب العمال الكردستاني من التقدم ونشر نفوذه في سوريا على حدودها باستخدام علاقتها بإربيل في العراق، فقررت دعم أحزاب المجلس الوطني الكردي في سوريا المقرب من الحزب الديمقراطي الكردستاني في إقليم كردستان العراق، والاعتراف به كالممثل الشرعي الوحيد للكرد السوريين، ورفض التعامل بشكل مباشر مع حزب الاتحاد الديمقراطي.

ووسط الاتهامات المتبادلة بين هذا وذاك، يحاول الإعلام الكردي تهدئة الأوضاع بين الكتلتين، والتأكيد على أن تركيا هي المستفيدة من هذه التوترات، حيث أعاد موقع قناة "nrt" الكردية العربية، نشر تقرير مركز "ستراتفور" الشهير، الذي رصد الاتجاهات المتوقعة للسياسات الاقليمية في المنطقة خلال الفترة الأخيرة.

وأكد تقرير "ستراتفور" أنه في الوقت الذي تسعى فيه تركيا لإقحام نفسها في معركة الموصل على غير هوى من بغداد، فإنها ستعتمد بشكل كبير على علاقتها مع الحزب الديمقراطي الكردستاني في شمال العراق، وستسعى إلى اختراق حكومة إقليم كردستان في إطار مساعيها لاحتواء التهديد المتزايد للحركات المعارضة الكردية لها داخل حدودها.

وخلال الأسبوع الماضي، حل رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، ضيفًا على أنقرة، في زيارة استمرت يومين، وتعد الثانية خلال أقل من ستة أشهر، وذلك في إطار جولة وصفها العديد من المراقبين بأنها "محاولة للبحث عن الدولة الكردستانية".

وخلال زيارة بارزاني لتركيا، اجتمع برئيس المخابرات المكلف بملف حزب العمال الكردستاني، وهو ما أثار الشكوك حول استخدام تركيا للحزب الكردي، من أجل محاربة حزب العمال الكردستاني، وانفصال الإقليم عن العراق.

ولعل الزيارات المتكررة بين الطرفين "الكردستاني والتركي"، تأتي في إطار محاولات أنقرة الضغط على العراق واستفزازها، في الوقت الذي تتوتر فيه العلاقات بين الطرفين منذ أشهر، على خلفية نشر قوات عسكرية تركية في معسكر بعشيقة الواقع قرب الموصل في مطلع ديسمبر الماضي، الأمر الذي سبب خلافا دبلوماسيا بين بغداد وأنقرة، حيث ادعت الأخيرة أن مهام قواتها هناك تدريبية وليست قتالية.

ورغم الزيارات الودية والتصريحات الدافئة بين الطرفين، إلا أن العديد من السياسيين رأوا أن العلاقات بين الطرفين لاتزال تفتقد للثقة، فهي علاقات مصالح بحته، حيث تحتاج تركيا للإقليم وزعيمه وحزبه "الديمقراطي الكردستاني" في حربها على الحزب الكردي "العمال الكردستاني"، الذي تعتبره أنقرة تنظيمًا إرهابيًا، كما تحتاج إلى النفط الذي يتمتع به الإقليم الكردي في حربها ضد حزب العمال وعملياتها في سوريا المتمثلة في "درع الفرات"، فيما يحتاج الإقليم لأنقرة التي تعطي له شرعية واعتراف بالإقليم كجهة مستقلة عن بغداد.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان