بعد الحفر أسفل أساساته .. التقسيم الزماني والمكاني خطر جديد يتهدد المسجد الأقصى
رام الله - (أ ش أ):
تعيد فكرة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك مأساة ما حدث منذ مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل قبل 23 عاما مضت ، إلى الواجهة مرة أخرى عندما قررت إسرائيل اقتطاع أكثر من نصف المسجد وتخصيصه
للمستوطنين مع إغلاقه تماما أمام المسلمين أثناء الأعياد اليهودية.
وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين - في تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في رام الله - "إن إسرائيل تشن حملة شرسة على القدس بشكل عام والأقصى بشكل خاص من خلال التصريحات السياسية والرسمية
والمحاكم عندما قالت محكمة الصلح الإسرائيلية أن المسجد هو مكان مقدس لليهود".
وأضاف "إن إسرائيل تشجع على الاقتحامات شبه اليومية وبخاصة في الفترة الصباحية في محاولة لفرض واقع جديد وهو ما أطلق عليه بالتقسيم الزماني كتمهيد للتقسيم المكاني لينافسوا المسلمين بل يمنعونهم في كثير من الأوقات وبخاصة
الشباب وبعض الأخوات من النساء أن يدخلوا إلى المسجد في الفترة الصباحية"..مؤكدا أن ذلك يعد منعا لصاحب الحق (المسلمون) أن يصل إلى مكان عبادته في الوقت الذي يستباح للمتطرفين والمستوطنين وهم لا حق لهم.
والتقسيم الزماني للأقصى هو فكرة طرحها اليمين الإسرائيلي بقيادة حزب الليكود تمهيدا لتهويده عبر تكرار اقتحامه والاعتداء على المرابطين داخله، وفرض تقسيم ساحاته زمانيا بين الفلسطينيين والمحتلين الإسرائيليين في غير أوقات الصلاة كمرحلة
أولية يتبعها تقسيم مكاني عبر اقتطاع مساحات تصبح أشبه بكنيس توراتي داخل الأقصى ثم السيطرة الكاملة عليه لاحقا وتغيير هويته.
وأكد مفتي القدس والديار الفلسطينية على أن الأقصى مسجد إسلامي وكل ما يتم من محاولات إسرائيلية لفرض واقع جديد عليه لن تفلح في تهويد المدينة المقدسة ولن يثبت لهم حقا.
وبخصوص إدخال بعض الأدوات كالغرف الزجاجية أو غير ذلك إلى الأقصى..قال الشيخ حسين "إن كل هذا يصب في خانة العدوان والاعتداء على الأقصى وهو مرفوض جملة وتفصيلا" ، مشيرا إلى أن كل ما يتم من اقتحامات هي اعتداءات موجهة
للمسجد الأقصى وضد كل مسلم في العالم".
وكان مصلو وحراس المسجد الأقصى قد تصدّوا لمحاولات شرطة الاحتلال إدخال غرفة متنقّلة إلى الأقصى من باب المغاربة، وأغلق المصلون والحراس أبواب المسجد لمنع إدخالها..والغرف المتنقّلة هي مظلات تستخدمها شرطة الاحتلال للحماية من
الأمطار في الشتاء ومراقبة الأوضاع والمترددين على الأقصى.
وطالب المفتي كل المسلمين دولا وحكومات وشعوبا أن يأخذوا مسؤولياتهم في الدفاع عن الأقصى والقدس لأنه جزء من عقيدة كل مسلم ولا يجوز التخلي عن الأقصى وتركه لهؤلاء المستبيحين لباحاته، مشددا على ضرورة توحيد كلمة العرب
والمسلمين واتخاذ موقف وفعل رادع لما يحدث.
ومن جانبه .. قال وزير شؤون القدس عدنان الحسيني لـ "أ ش أ" بخصوص قضية التقسيم الزماني والمكاني للأقصى إنه كان في الماضي برنامجان في المسجد المبارك ، الأول للمسلمين وهي أوقات الصلاة وبرنامج آخر للسائحين وهي عادة ما تكون فترة
الصباح ما بين السابعة إلى الحادية عشرة وبين الظهر والعصر فقط .. وكان السائحون يأتون من كل العالم بنظام ويدفعون تذكرة على الباب مع مراعاة الاحتشام في الملابس وكانت الأمور طبيعية.
وتابع الوزير "إلا أن إسرائيل استغلت هذا البرنامج بعد عام 1967 فأصبحت تدس مستوطنين وسط السائحين .. وطبعا فإن المستوطنين لا يدخلون من أجل السياحة خصوصا أنهم يدخلون أكثر من مرة في اليوم الواحد، وهو ليس سلوك سائح
وإنما له غرض آخر كنوع من التمهيد لتغيير وضع قائم.. وتم اكتشاف الأمر".
وأضاف "عندما وقعت الانتفاضة تم إغلاقه أمام الكل لمدة 3 سنوات ونصف وبعدها جاءت حكومات إسرائيلية جديدة وقالت أنها ستفتح الأبواب للسائحين..سواء شئنا أم أبينا .. وبالفعل كل السياح الداخلين حاليا هم خارج ترتيبات الأوقاف
الفلسطينية وبمعرفة الجانب الإسرائيلي بلغة القوة وليس بموافقتنا نحن المسلمين وطبعا يدخل معهم مستوطنون.. وهو ما أكد ما كنا توقعناه منذ عام 2000 وبدأت خططهم تظهر بوضوح .. وهو الوضع الحالي حتى الآن".
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك خطوات للرد على التصعيد الإسرائيلي بحق الأقصى .. قال الحسيني "إن الرد يجب أن يكون من خلال ال57 دولة مسلمة خصوصا أنه ما من شيء يحدث إلا نعلنه ولا نداري شيئا".
وشدد على أن على الإعلام دورا كبيرا في إيصال الصورة للعالم أجمع ونشر وفضح كل ما يقوم به الاحتلال حتى لا يأتي أي مسلم ويقول "إننا لا نعلم بما يجري .. لا .. الجميع يعلم كل شيء ويستطيع عمل شيء".. مناشدا العرب والمسلمين أن
ينصروا الأقصى بعد مرور 70 عاما على احتلاله "ونحن والمنطقة ندفع الثمن".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: