إعلان

"لينا حرة".. عميدة الأسيرات التي هزمت الاحتلال وسجونه (بروفايل)

02:19 م الأحد 16 أبريل 2017

سجون الاحتلال الإسرائيلي

كتبت- إيمان محمود:

طوال 15 سنة قضتها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لم تنس "لينا جربوني" عميدة الأسيرات الفلسطينيات القضية الفلسطينية، وأصرت على حمل لوائها حتى بين أسوار السجن، فخاضت العديد من المعارك لانتزاع حقوق الأسيرات التي كانت إدارة السجن تسحبها منهن، وبدأت في تعليمهن اللغة العبرية والتطريز والخياطة، حتى نجحت وهي المعتقلة في هزم إرادة الاحتلال الذي أفرج عنها اليوم بعد انتهاء مدة عقوبتها.

وحفرت "لينا" صاحبة أطول مدة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اسمها بأحرف من نور في سجل الحركة النسوية الفلسطينية، حتى حازت على لقب "امرأة فلسطين" لعام 2015، من بين 48 متسابقة في مسابقة نظمتها وزارة شئون المرأة في فلسطين.

ولينا ولدت عام 1974، لأسرة فلسطينية مناضلة في بلدة عرابة – البطوف، وهي إحدى القرى الفلسطينية القريبة من مدينة عكا الساحلية داخل الخط الأخضر "الأراضي المحتلة عام 1948".

والجربوني، هي الأخت الوسطى من بين تسع شقيقات وثمانية أشقاء وتلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس القرية، كما أنها أنهت دراسة الثانوية العامة في الفرع الأدبي عام 1992 غير أن وضع أسرتها المادي حال دون إكمالها دراستها الجامعية.

اعتقلت "لينا" في الثامن عشر من أبريل عام 2002 بتهمة الانتماء لحركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" ومساعدة مقاومين ينتمون لسرايا القدس الجناح العسكري للحركة في تنفيذ عملياتهم الفدائية وأنشطتهم ضد الاحتلال عقب انتفاضة الأقصى سبتمبر "2000-2004"، وصدر بحقها حكم بالسجن الفعلي لمدة 17 عامًا.

"لينا" صاحبة أطول فترة سجن لفلسطينية وعربية في تاريخ الثورة الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، واستثنتها كافة صفقات الإفراج عن الأسرى سواء التي عقدت مع المقاومة أو تلك التي أبرمت في إطار اتفاقيات التسوية.

وفي عام 2011، خلال صفقة "وفاء الأحرار" التي تم الإفراج بموجبها عن مئات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مقابل إطلاق سراح جلعاد شاليط، الجندي المختطف في فلسطين، لكن الإفراج لم يشمل "لينا" التي رفضت السلطات الإسرائيلية الإفراج عنها.

وتعاني الجربوني من العديد من الأمراض، جراء التعذيب المركز بحقها من قبل سلطات السجون التي وضعتها في ظروف غير إنسانية إضافة لقلة العلاج واستمرار سياسة الإهمال الطبي.

ولما كانت لينا تملك من قوة الشخصية الكثير، وقدرتها على تحمل المسؤولية كانت ولا تزال الناطقة باسم الأسيرات وممثلتهن لدى إدارة السجن، حيث خاضت العديد من المعارك لنزع حقوقهم التي كانت إدارة السجن سحبها منهن.

وطوال فترة اعتقالها، كانت عميدة الأسيرات الفلسطينيات، مدرسةً في العطاء وقوة الصبر بتحويل أقبية السجن لمسجد وقاعة تعليمية، فقد أقدمت على تعليم الأسيرات اللغة العبرية لأنها أمضت عمرا داخل الأراضي المحتلة 1948. وأبرزت مهاراتها أيضا بتعليم الأسيرات مهنة التطريز والخياطة، وكذلك إقامة دورات عديدة.

وبحسب مسؤولين وحقوقيين فلسطينيين، فإن "لينا" تشكل مدرسة في العطاء والتضحية وفي الصبر والصمود، وقدمت نموذجا يحتذى في سلوكها وتعاملها مع الأسيرات الأخريات القابعات معها في سجن "هشارون" بحكم تجربتها خلال سنوات اعتقالها الطويلة، بحسب "بي بي سي".

وأشاروا إلى أن "لينا" مجاهدة من فلسطين تعيش داخل حدود الدولة العبرية، وتحمل الهوية الإسرائيلية، لكنها ترفض الرحيل أو الاندماج في المجتمع الإسرائيلي وتصر على التمسك بجذورها الفلسطينية وهويتها العربية والقومية، وتتمسك بحقها في مقاومة الاحتلال.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان