ساسة ألمان يدعون إلى وقف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي
برلين - (د ب أ):
عقب موافقة الأتراك بغالبية ضئيلة على التعديلات الدستورية في تركيا، دعا ساسة بارزون في الأحزاب الألمانية إلى وقف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
وقال نائب رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري مانفريد فيبر في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف) إن حصول تركيا على عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي لم يعد هدفا ممكنا.
ووصف فيبر فرص انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بأنها "وهم كبير" يتعين الاستفاقة منه، مطالبا قادة دول الاتحاد بإعادة تقييم علاقتهم مع تركيا خلال قمتهم المقرر عقدها في غضون أسبوعين.
ومن جانبه، اعتبر الأمين العام للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الذي يكوّن مع حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي ما يعرف باسم (التحالف المسيحي)، أن تركيا قطعت بنفسها مفاوضات انضمامها للاتحاد الأوروبي عبر هذا الاستفتاء.
وقال الأمين العام أندرياس شوير في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم: "أردوغان قسم الأتراك في تركيا وأوروبا.. مستبد البوسفور يريد نظام متقادم ورجعي للدولة".
وفي المقابل أكد شوير ضرورة احترام نتائج الاستفتاء، التي أيدت بنسبة ضئيلة تعديلات دستورية تمنح سلطات موسعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مضيفا أن تركيا قررت مستقبلها وتتحرك الآن في اتجاه الحكم الاستبدادي.
تجدر الإشارة إلى أن 1ر63% من أفراد الجالية التركية في ألمانيا الذين يحق لهم الانتخاب صوتوا لصالح التعديلات الدستورية، بينما صوت لصالح هذه التعديلات في تركيا 2ر51% من الأتراك.
ومن جانبها، أعربت يوليا كلوكنر، نائبة المستشارة ميركل في رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي، عن اعتقادها بأنه لم تعد هناك فرص أمام تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد الاستفتاء الذي أجري أمس الأحد وانتهى بتأييد التحول للنظام الرئاسي.
وفي مقال للكتاب الضيوف في صحيفة "هافينجتون بوست"، كتبت كلوكنر مساء أمس إن " باب الانضمام أوصد الآن بشكل نهائي، والمساعدات المالية لمرحلة ما قبل الانضمام، تعد الآنفي حكم الملغاة".
وتابعت كلوكنر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "سينفذ الآن تغيرا في النظام في بلاده يؤدي إلى نظام حكم الشخص الواحد أي إلى نظام ديكتاتوري"، معربة عن تخوفها أن يكون من نتيجة ذلك أيضا تطبيق عقوبة الإعدام.
يذكر أن مفاوضات الانضمام بين تركيا والاتحاد الأوروبي قد بدأت رسميا في 2005.
ومن جانبه، دعا النائب الألماني في البرلمان الأوروبي إلمار بروك في مقابلة مع صحيفة "فيلت" الألمانية إلى وقف المفاوضات مع تركيا حال إعادة تطبيق عقوبة الإعدام هناك.
يذكر أن أردوغان قال عقب نجاح الاستفتاء إنه يرى أن من "مهامه الأولى" الآن طرح هذا الموضوع على جدول الأعمال.
كما طالب حزبا الخضر و"اليسار" بوقف التعاون العسكري مع تركيا، وسحب نحو 260 جنديا ألمانيا منتشرين في قاعدة "إنجرليك" الجوية التركية ووقف كافة واردات الأسلحة للدولة العضوة في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وفي سياق متصل، طالب رئيس حزب الخضر المعارض جيم أوزدمير الجالية التركية بإبداء المزيد من الولاء للدستور الألماني.
وقال السياسي الألماني من أصل تركي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) اليوم الاثنين: "يتعين استيعاب الصراع على قلب وعقل الجالية التركية... يتعين الإصرار في المستقبل على وقوف (الأتراك) المقيمين في ألمانيا على أرضية الدستور الألماني ليس فقط بأطراف أصابعهم بل بكلتا قدميهم".
وذكر أوزدمير أن نتائج الاستفتاء تظهر "بعدسة مكبرة" الإخفاقات في سياسة الاندماج في ألمانيا.
وتوقع أوزدمير أن تواجه تركيا، التي تعارض "الاستبداد الشرقي"، أوقاتا عصيبة، وقال: "المواطنون الذين يعملون من أجل الديمقراطية يحتاجون إلى دعمنا الآن".
وكان رئيس الجالية التركية في ألمانيا أعرب عن قلقه إزاء تصويت غالبية أفراد الجالية لصالح التعديلات المثيرة للجدل في الدستور التركي.
وقال رئيس الجالية جوكاي صوفو أوغلوفي تصريحات لصحيفتي "هايلبرونر شتيمه" و"مانهايمر مورجن" الألمانيتين الصادرتين اليوم الاثنين: " يتعين علينا - نحن الأحزاب والمؤسسات - تحليل النتيجة بدقة وإيجاد طرق للوصول بصورة أفضل لهؤلاء الأشخاص الذين يعيشون بحرية في ألمانيا، لكنهم يتمنون الحكم الاستبدادي للمواطنين في تركيا".
فيديو قد يعجبك: