لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في الشمال الفرنسي المتعثر.. جبهة لوبان تعمل جاهدة لترك بصمتها

11:25 ص الأربعاء 19 أبريل 2017

هينان بومونت، فرنسا (د ب أ)
"هنا، إنها الجبهة الوطنية" هذه هي الإجابة الأكثر شيوعا عندما تسأل الناس في هذه البلدة الصغيرة عن الانتخابات الرئاسية.

قد تكون بلدة هينان بومونت معقلا للجبهة الوطنية، إلا أن كثيرين هنا يبدون غاضبين وغير حاسمين قبل الجولة الأولى من الانتخابات المقررة بعد أيام.

تقول سيدة في منتصف العمر، بينما تقوم بغسل نوافذ سيارتها بأحد الشوارع الهادئة، إن الانتخابات "فوضى دموية".

إلا أنها كانت أكثر إيجابية عند سؤالها بشأن الإدارة المحلية للبلدة، التي تعد واحدة من بين عدد صغير من البلدات في أنحاء فرنسا يديرها الحزب اليميني المتشدد الذي تتزعمه المرشحة الرئاسية مارين لوبان.

وقالت :"إنها إدارة تفعل الكثير. إنها تحرك الأمور".

وعما إذا كان هذا يعني أن صوتها في الانتخابات الرئاسية سيذهب إلى لوبان في 23 أبريل، راوغت وقالت :"لا أعرف".

ومع اقتراب القطار من هينان بومونت، تظهر ثلاث تلال شديدة الانحدار وكأنها تقطع السهول الواسعة، وأراض جرداء داكنة اللون عليها عدد صغير من الأشجار.

كما تواجد أطلال لمناجم تم إغلاقها منذ سنوات طويلة، لتذكر على الدوام بمصدر الرخاء الذي شهدته المنطقة في إحدى فتراتها.

وقد تغيرت الأمور الآن، فقد تم أيضا إغلاق نصف المتاجر الموجودة في الشارع الذي يقود من محطة القطارات إلى وسط المدينة.

وتوجد في الشارع جمعية للمحاربين القدماء مزينة بألوان العلم الفرنسي الأزرق والأبيض والأحمر، وفي المقابل مقهى كوك لويس.

ورغم كون المقهى مفتوحا، فإن هناك لافتة تدعو الراغبين في شرائه إلى التواصل مع الإدارة.

ووفقا للبيانات الرسمية لعام 2013 فإن نسبة البطالة في البلدة بلغت 19 في المئة بينما وصلت معدلات الفقر إلى 9ر24 في المئة، وهي نسب تتجاوز بكثير المعدلات على مستوى الدولة التي بلغت 8ر9 في المئة و14 في المئة.

وخلال الفترة التي تم خلالها افتتاح المناجم والسنوات التي تلتها، كان معظم الناخبين هنا يصوتون للاشتراكيين. وخلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي تم تدريجيا إغلاق المناجم.

وعلى الصعيد السياسي، تغيرت الأمور أيضا.

فقد نجح التيار اليميني في الحصول على دعم واسع، مستفيدا من الفضيحة المالية التي طالت رئيس البلدية الاشتراكي السابق جيرارد دالونجيفيل.

وقد فاز رئيس البلدية الحالي ستيف بريوس بأغلبية ساحقة في مجلس البلدة من الجولة الأولى للتصويت، ليكون الأول من حزب الجبهة الوطنية.

ويسعى بريوس إلى ترك بصمته: فالأعمال مستمرة لتزيين المدخل الشمالي للبلدة، كما تجري عمليات تجديد شاملة لإحدى الحدائق.

وخلال العام الماضي، قام بتنظيم أول مهرجان محلي، مع رالي للسيارات وحفلات موسيقية.

وتصف فيرونيك، وهي تبحث عن عمل، الإدارة الحالية بأنها "رائعة"، دون أن تترد في القول إنها تصوت للجبهة الوطنية منذ فترة طويلة.

وعندما كان الاشتراكيون يتولون إدارة البلدة "لم تكن هناك زهور، ولم تكن هناك أضواء".

ولم يكن جزار محلي يرغب في الحديث عن السياسة، وقال :"ينبغي أن يكون المرء حذرا في ما يقول عندما يكون لديه مشروعه".

إلا أنه أوضح أن المجلس الذي تسيطر عليه الجبهة الوطنية "ليس كارثيا على الإطلاق. فالأمور تقريبا تسير كما كانت عليه من قبل. والبلدة أنظف، هذا ما أستطيع قوله".

يقول البقال عبد الله، وهو أصلا من المغرب، إنه لا وقت لديه للسياسيين. ويضيف :"جميعهم سواء. الجبهة الوطنية، الحزب الاشتراكي، إنهم سواء".

ولكن عبد الله لا يرى مشاكل مع مجلس البلدة، ويوضح :"أعيش في فرنسا منذ 30 عاما، ولم يسبق أن كان لدي أية مشكلات".

تقول أودري، وهي مصففة شعر في الثلاثينات من العمر، إنها ليست لديها فكرة لمن ستدلي بصوتها، رغم أن التعبير الذي ظهر على وجهها عندما تحدثت عن "الجبهة الوطنية" كشف أنها ليس من مؤيدي الحزب.

ولكن لماذا تعتقد هي أن الحزب قوي هنا؟

توضح :"إنه مكان حزين. قبل عشر سنوات، كان أكثر حيوية. الآن هناك كثيرون هنا لا تسير الأمور معهم على ما يرام، الناس محتاجون. وهذا ما قد يجعلهم يصوتون لصالح الجبهة الوطنية".

ويبدي كيفين، وهو شاب يعمل بستانيا وفي العشرينات من عمره، انزعاجا من كثرة عدد المرشحين للانتخابات وكذلك من نتائج استطلاعات الرأي، ولكنه حسم أمره: سيعطي صوته للوبان.

كيف يرى سياساتها بشأن الخروج من تكتل العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) واتفاقية شنجن التي تلغي الحدود بين دول أوروبية؟

يجيب :"لا أؤيد كثيرا الخروج من منطقة اليورو، ولكني أؤيد استعادة ضبط الحدود... يمكنك أن ترى، الإرهابي ن ينفذون هذه الهجمات، إنهم يأتون عبر الحدود".

ويختم بالقول :"ما ينبغي الاعتراف به هو أن عليك أن تهتم بشعبك أولا وليس بالآخرين".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان