إعلان

الانتخابات الفرنسية: ماكرون الشاب "الصادم" ذو الحظوظ الكبيرة

01:17 م الخميس 20 أبريل 2017

كتب – محمد مكاوي:

قرارات مفاجئة وتصريحات صادمة، هكذا اعتاد الفرنسيون من المرشح إلى الانتخابات الرئاسية إيمانويل ماكرون، فهو الطفل ذو الخامسة عشر من عمره وأحب وتزوج معلمته التي تكبره بنحو 20 عاما، هو الوزير الذي استقال وترك الحكومة من أجل الترشح للرئاسة هو أيضَا الذي خرج بتصريح صادم عن "جرائم فرنسية" إبان احتلال الجزائر.

لم يعبأ المرشح الذي لم يبرح عقده الرابع بعد - 39 عامًا - بالانتقادات التي وجهها إليه منافسوه ومنها على سبيل المثال زعيمة اليمين المتطرف ومرشحة الرئاسة مارين لوبن والتي وصفت تصريحه بـ"العار"، تمسك ماكرون يتصريحاته وأصر عليها وقال في حديث إذاعي إن "الاستعمار ليس جزءًا من الحضارة".

منذ صغره ويسعى ماكرون إلى الوصول لأعلى المناصب، فمن يتابع مسيرته التعليمية والتي بدأها في أبرز المدراس والمعاهد الفرنسية وهي معهد "هنري 4" بباريس ثم معهد العلوم السياسية بباريس (2001) والمدرسة العليا للإدارة بمدينة ستراسبورج (2002-2004) إضافة إلى مؤسسات تربوية عريقة أخرى، بحسب موقع فرانس 24.

"التعليم أولوية"

يقول ماكرون إنه يضع التعليم في صلب أولوياته، فقد تعهد بتقليص حجم الصفوف في المدارس وبوضع القراءة والكتابة والرياضيات في قلب سياسته التعليمية.

ويصف ماكرون نظام التعليم المعمول به في فرنسا بأنه "يفتقر إلى المرونة"، ويقول إنه ينبغي منح السلطات المحلية قدرا أكبر من السيطرة على النظم التعليمية المتبعة في مناطقها.

بعد تخرجه عمل مفتشا عاما للمالية لمدة ثلاث سنوات، قبل أن يلتحق ببنك "روتشيلد" ليكتشف أسرار البنوك والمالية.

وفي حوار مع صحيفة "لوموند"، علق ماكرون على خبرته البنكية، قائلا: "لقد تعلمت مهنة، واكتشفت كيف يسير عالم المال والاقتصاد".

تقشف واستثمار

خلفيته الاقتصادية في مجالي المالية والبنوك رشحته إلى العمل مع الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند كمستشار اقتصادي قبل أن يختاره وزيرًا للاقتصاد في 2014.

أما عن برنامجه الاقتصادي فيقول إنه يجمع بين التقشف والاستثمار، ويقترح تمييزا إيجابيا لتوظيف سكان الضواحي، مع إنشاء 10 آلاف وظيفة جديدة في الشرطة والدرك لتعزيز الأمن، بالإضافة إلى توفير 15 ألف مكان إضافي في السجون.

أما الضريبة على المسكن، فيرى المرشح الرئاسي أنها تشكل عبئا كبير على الفرنسيين، ووعد بالعمل على تخفيضها.

وبالنسبة للمساعدات البديلة عن البطالة، قال ماكرون إنه سيمنعها عن العاطلين عن العمل في حال رفضوا وظيفتين متتاليتين.

"أوروبا قوية"

على عكس منافسته مارين لوبن، يدعو ماكرون إلى بذل جهود لإعادة الحياة إلى منطقة اليورو وإلى تعزيز السوق الأوروبية الموحدة وضرورة الدفاع عنها في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وفي الأزمة الأخيرة التي نشبت بين أنقرة وعواصم أوروبية، دعا ماكرون الإدارة الفرنسية إلى دعم "شركائها في الاتحاد الأوروبي" في الأزمة مع تركيا.

ونقلت وكالة فرانس برس وقتئذٍ قوله إن "الحكومة التركية أدلت بتصريحات غير مقبولة، معرضة للخطر الجدي القيم الأوروبية وشركاءنا المقربين"، مشيرا إلى أن الحديث يدور عن "هجمات لا يمكن إظهار الضعف في وجهها".

"لا يمين ولا يسار"

حتى الآن لم يظهر المرشح الرئاسي ذو الحظوظ الكبيرة بحسب أحدث استطلاعات الرأي إيمانويل ماكرون انتماءه السياسي، فعلى الرغم من إنه كان وزيرًا للاقتصاد في حكومة اشتراكية يسارية إلا أنه لم يعلن ولو مرة واحدة أنه يدعم التوجه اليساري أو الحزب الاشتراكي.

بعد استقالته أسس ماكرون حركة "إلى الأمام" لجذب الشباب ورجال الثقافة وحتى بعض السياسيين الذين أعلنوا مساندتهم لماكرون في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويقول موقع فرانس 24 إنه رغم النداءات التي وجهها له الحزب الاشتراكي لكي يشارك في الانتخابات التمهيدية مثل باقي المرشحين في صفه، رفض ماكرون الاستجابة لها بحجة أنه رجل حر لا يمكن وضعه في خانة سياسية ما.

مكافحة الإرهاب

يقترح ماكرون لمكافحة الإرهاب زيادة الإنفاق إلى 2 في المئة من الناتج الوطني الإجمالي، وهو مطلب ملح للولايات المتحدة من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

كما يطالب بوضع "خارطة طريق دولية" لمحاربة ما وصفه بـ"الإسلام المتطرف"، ووصف افريقيا بأنها منطقة فيها "كل المخاطر وكل الفرص" لفرنسا.

فيديو قد يعجبك: