مبعوث الأمم المتحدة لجنوب السودان: أزمة الجوع الحالية من صنع الإنسان
جوبا - (د ب أ):
يواجه مئة ألف شخص المجاعة في جنوب السودان فيما يقف مليون آخرون على شفا المجاعة في البلد الذي مزقته الحرب، وفق ما ذكرت الأمم المتحدة.
قال ديفيد شيرر، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى جنوب السودان، إن أزمة الجوع الحالية من صنع الإنسان تمامًا ويمكن أن يتسع نطاقها، وذلك في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية
وبسؤاله عن أكثر أمر ضروري لمحاربة أزمة الجوع في جنوب السودان، قال شيرر: "أولا وقبل كل شيء، هذه الأزمة من صنع الإنسان تماما، باستثناء منطقة صغيرة جدا في البلاد تعاني من الجفاف. بقية الوقت، الأزمة ناتجة عن الصراع. وما يتعين علينا فعله الآن هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار لكي يتوقف الصراع".
وأضاف "الشيء الثاني: نحن بحاجة إلى حرية الوصول، والوصول دون عوائق إلى المناطق. والشيء الثالث الذي نحتاج إليه بوضوح هو المال، للحصول على الغذاء على وجه الخصوص، والقدرة على الوصول إلى المجتمعات المتأثرة بالمجاعة".
وحول اعتقاده بإمكانية الحصول على الأموال المطلوبة، قال شيرر: "حتى الآن، الأمور بطيئة بعض الشيء. إننا فقط أعلنا النداء من أجل الحصول على تمويل لهذا البلد. نحن بحاجة إلى 1.6 مليار دولار أمريكي.
وهذا أكثر مما كنا قد طلبنا العام الماضي لأن الوضع أسوأ بكثير. ما نحاول القيام به الآن هو تشجيع الحكومات في جميع أنحاء العالم على مساعدتنا في الوصول إلى هؤلاء الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة".
وتابع قائلا: "نعلم أنه عندما نتمكن بالفعل من جمع المال، لدينا بنية تحتية والخدمات اللوجستية التي تمكننا من الحصول على الغذاء للشعب، ولكن من الواضح أننا بحاجة إلى التمويل لنستطيع شراء المواد الغذائية".
ولدى سؤاله هل تتوقع الأمم المتحدة انتشار المجاعة إلى مناطق أخرى من جنوب السودان، قال شيرر: "نعم، لقد عدت مؤخرا من بحر الغزال في شمال غربي البلاد. أنا قلق جدا بشأن ما أسمعه. الجميع يقولون الشيء ذاته - مسؤولو الحكومة، المنظمات غير الحكومية، الأمم المتحدة. أسعار المواد الغذائية ارتفعت بسرعة كبيرة جدا جدا. ولم يعد الأشخاص قادرين على شراء الطعام من الأسواق. نحتاج إلى أن نتمكن من توفير هذا الغذاء".
ولفت المبعوث الأممي إلى أنه "في الوقت ذاته، تحاول عدد من الوكالات المعنية مساعدة الأسر والمجتمعات المحلية في الزراعة. وستحدث زراعتهم خلال وقت قصير في مايو المقبل، ولكن بعد ذلك من مايو حتى حوالي يوليو، فهذه حقا هي الفترة الحرجة، حين تكون الطرق مغلقة بسبب موسم الأمطار. لذلك بالنسبة لنا، في تلك المنطقة، هناك مخاوف حقيقية حول قدرة الأشخاص على التعامل. ولن أفاجأ إذا تم إعلان أن هذه المنطقة منطقة مجاعة هي الأخرى.
وبشأن تقديرات عدد الأشخاص الذين توفوا بالفعل بسبب المجاعة في المناطق المتضررة، بين شيرر أنه لا توجد تقديرات كهذه حتى الآن، قائلا "لحسن الحظ، نحن لا ننظر إلى ذلك الآن. ما نحاول القيام به هو القول إن الأمر حرج للغاية في ولاية الوحدة. في أماكن أخرى، كبحر الغزال في الشمال، هناك مشكلة حقيقية. نحن بحاجة إلى التحرك".
وختم حديثه قائلا: "لسوء الحظ، في الوقت الذي نعلن المجاعة، في معظم أنحاء العالم التي كنت قد عملت فيها، يكون قد فات الأوان تقريبا بالنسبة لعدد من الأشخاص.
فيديو قد يعجبك: