إعلان

إثيوبيا.. وجهة كبيرة جديدة لصناعة النسيج

11:54 ص الخميس 27 أبريل 2017

وجهة كبيرة جديدة لصناعة النسيج

أديس أبابا - (د ب أ):

نظرا لزيادة تكاليف الإنتاج في المراكز التقليدية لصناعة النسيج، تحوِّل الشركات المصنعة أنظارها إلى بلدان أكثر فقرا لتوفير المال. وتعد إثيوبيا أحدث بلد يتم استهدافه في هذا المجال.

ومنذ فترة طويلة، لاقت دول آسيوية مثل الهند وبنجلاديش وسريلانكا الإشادة كمواقع انتاج فائقة التوفير للنفقات لصناعة الغزل والنسيج.

ولكن في السنوات الأخيرة، بدأت حتى بلدان أقل في الأجور في الدخول إلى السوق – مثل هاييتي وكمبوديا وميانمار، والآن إثيوبيا.

وأصبح للعديد من شركات أسواق النسيج "القديمة" قواعد أيضا في هذه البلدان المنافسة الجديدة.

وانتقلت شركات صينية وتركية، على سبيل المثال، بالفعل إلى إثيوبيا، بالإضافة إلى شركات غزل ونسيج من الهند وبنجلاديش توجه منتجاتها إلى أوروبا.

ومن بين هذه الشركات شركة "جاي جاي" الهندية التي توظف نحو 70 ألف عامل في مواقع الإنتاج القديمة الخاصة بها في جنوب الهند وسريلانكا وبنجلاديش.

وتعمل جاي جاي منذ عامين في إثيوبيا، حيث يتقاضى العامل المدرَّب راتبا قدره 55 دولارا شهريا تقريبا - وهو أقل من الرواتب في بنجلاديش. وتوظف الشركة نحو 1800 شخص في إثيوبيا، وهذا العدد في ازدياد .

يقع مصنع جاي جاي في المنطقة الصناعية "بول ليمي" الملاصقة للعاصمة أديس أبابا. وتمتلئ قاعة الإنتاج الحديثة بصخب يصم الآذان، من قعقعة الآلات وأوامر رؤساء العمال الذين يحاولون رفع أصواتهم فيها حتى يتم سماعها.

ويدق الجرس لإعلان بدء وقت الراحة التي تتخلل ساعات العمل. وفي مطبخ المصنع، ها هي الأرض قد تم مسحها بعناية وطغت على الهواء روائح الخضار والصلصة الحارة والخبز المخمَّر. حان الوقت لتتناول عاملات الحياكة والتفصيل وجباتهن المجانية.

وتعمل أكثر من 300 امرأة في الدوام الواحد في المصنع، وتقف العاملات على طاولات مرتفعة. ولمدة ثماني ساعات يوميا، يفصلن ملابس وسراويل صغيرة للأطفال مصنوعة من القطن . وسوف يتم شحن معظم ملابس الأطفال التي يتم إنتاجها في هذا المصنع إلى الولايات المتحدة وأوروبا.

وتحمل بطاقة اسم مدير المصنع اسم "اس. بالاسوبرامانيام"- وهو اسم يتعذر على العاملات الإثيوبيات نطقه .

يبلغ عدد سكان إثيوبيا نحو 100 مليون نسمة، وهي مصنفة من بين أفقر البلدان في العالم. وبالإضافة إلى 50 ألف موظف حاليين فى قطاع صناعة الغزل والنسيج، تأمل الحكومة في خلق 350 ألف وظيفة أخرى خلال الأعوام الأربعة القادمة.

وجدير بالذكر أن إثيوبيا دولة حبيسة لاتملك منفذا على أي بحر، ولكن ذلك أيضا يوفر لها مستوى معين من الاستقرار السياسي مقارنة بمعظم جيرانها في منطقة القرن الأفريقي.

ويقول مدير المصنع: "نرسل منتجاتنا المخصصة للتصدير إلى ميناء جيبوتي".

ومن بين عملاء الشركة، التي تأسست في عام 1971 في ولاية تاميل نادو في الهند، أيضا عملاقة الملابس السويدية "اتش آند إم".

وتستورد "اتش آند إم" بضائع أخرى من إثيوبيا عبر موردين آخرين، مثل شركة "دي.بي.إل جروب" البنجلاديشية.

وترتبط صناعة الغزل والنسيج في بنجلاديش ليس فقط بالأجور المنخفضة، بل أيضا بظروف العمل الوحشية والحرائق، وقبل كل شيء بحادث انهيار مصنع النسيج "رنا بلازا" في عام 2013، والذي أدى إلى مقتل 1138 عاملا.

وكانت الكارثة عاملا محفزا لمبادرات مختلفة رامية إلى حماية العاملين في قطاع النسيج. وكان من بينها مبادرة وزير مساعدات التنمية الألماني جيرد مولر لإنشاء تحالف لصناعة الغزل والنسيج يركز على المعايير الاجتماعية وحماية البيئة.

ويقول توبياس فيشر ، مدير "إم آند اتش" في إثيوبيا :"لقد تعلمنا في بنجلاديش درسا مروعا ، يجب علينا ألا نكرره".

وتساهم شركته في تحقيق أهداف تحالف المنسوجات الألماني، والتي تشمل تحسين الظروف في البلدان المنتجة بشكل مشترك. ويضيف فيشر أنه من بين الأهداف أيضا تحسين مؤهلات عاملات الحياكة والمديرين ورؤساء العمال.

وتقول الاثيوبية ينيوارك تسفا 22 عاما، التي ربطت شعرها بقطعة قماش ملون وارتدت قلادة علقت فيها صليبا فضي اللون، إنها سعيدة لحصولها على عمل في جاي جاي، رغم اعترافها بأن "المال ليس كافيا".

ويتمثل حلم تسفا في أن يكون لها متجر صغير خاص بها. وقالت إنه حتى يأتي هذا اليوم، وهو احتمال قائم، سوف تستمر في حياكة ملابس الأطفال من القطن الهندي للأطفال الصغار في أوروبا وأمريكا.

فيديو قد يعجبك: