لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

100 يوم ترامب: أجواء فوضى خلال الأيام الأولى من الرئاسة

07:00 م السبت 29 أبريل 2017

الرئيس دونالد ترامب في حجيقة ساوث لين بالبيت الابي

 

واشنطن – (أ ف ب):

شهدت الأيام المئة الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب نكسات مدوية في الكونجرس وتقلبات في مواقفه السياسية في مختلف المجالات، إلا أنه تعلم الكثير خلال هذه الأيام.

ورغم أن ترامب أظهر قدرة على التغيير سواء في لهجته أو في مواقفه، إلا أنه لم يوفق في تقديم رؤية واضحة لسياسته الخارجية.

ومع فترة المئة يوم في السلطة التي تحمل مغزى رمزياً لأي رئيس أمريكي جديد، فإن رجل الأعمال الملياردير ترامب أدرك السبت حقيقة صعبة وقاسية بعد أن وعد الأمريكيين بأن يحقق الفوز لهم في كل المجالات.

في هذه المرحلة من رئاسته فإن ترامب هو أقل رئيس أمريكي شعبية في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر (حتى ولو أن أنصاره المتشددين لا زالوا يؤيدونه بقوة).

ولا يزال ترامب (70 عاما) الذي أثار فوزه في الانتخابات صدمة في العالم، متمسكا بسياسته غير المتوقعة وأسلوبه الارتجالي الذي جعل منه رجل أعمال ناجحا في قطاع العقارات ونجم تلفزيون الواقع.

ولكن يبدو أن هذا الرئيس الذي كان معاديا للمؤسسة السياسية أثناء ترشحه للرئاسة ووعد "بتجفيف المستنقع" في واشنطن، أدرك الآن أنه يتولى إحدى أصعب الوظائف في العالم.

فخلال أسابيعه الأولى في الرئاسة عانى من ضربات موجعة بعد أن علقت المحاكم الفيدرالية قراره بحظر السفر، كما لم يتمكن الكونجرس من التحرك بشأن إصلاحات الرعاية الصحية.

وقال ترامب خلال جهوده لإلغاء واستبدال برنامج "أوباماكير" للرعاية الصحية الذي ميز رئاسة سلفه باراك اوباما "لم يكن أحد يعلم أن الرعاية الصحية بهذا التعقيد".

وبعد محادثات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ حول كوريا الشمالية قال ترامب "بعد الاستماع لمدة 10 دقائق أدركت أن الأمر ليس سهلا".

تغريدات بالعشرات

إن متطلبات المكتب البيضاوي والقيود المفروضة التي تجعل كل كلمة تنطق فيه تُحسب على صاحبها، تختلف تماما عن الخطابات اليومية التي ادلى بها ترامب خلال حملته الانتخابية.

ممن يطلب النصيحة؟ ونصيحة من يتبع؟ ما هي نوع العلاقة التي يجب أن يقيمها مع الكونغرس رغم أن الجمهوريين من حزبه يسيطرون عليه اسميا؟ ما هو المجال الذي يمكن أن يتيحه لوزارتي الخارجية والدفاع القويتين؟

لقد قالها كل من سبقه إلى المنصب: إن الانتقال إلى البيت الأبيض في 1600 شارع بنسلفانيا يتسبب في صدمة كاملة للرئيس الجديد.

صرح جورج دبليو بوش مؤخرا "شيء ما في وظيفة الرئيس يواجهه كل من يتولى هذا المنصب: أنت تفكر بطريقة معينة وقت دخولك إلى هناك وبعد ذلك تدرك أن ضغوط الوظيفة وواقع العالم مختلف عما كنت تعتقد".

وباستثناء روتينه الذي لا يتغير بارسال التغريدات كل صباح والتي عادة ما تتأثر بالاخبار التي تبثها شبكة فوكس نيوز، يمكن القول أن ترامب تغير.

ففي اختياره لأعضاء فريقه وفي بعض مفاوضاته، يبدو أن "سمات الرئاسة" بدأت تحل على ترامب ولكن ببطء.

وترامب الذي لم يتول أي منصب سياسي أو دبلوماسي في حياته وليست لديه أية خبرة عسكرية قبل أن يتولى أهم منصب في الولايات المتحدة، يقول أن اسلوبه المتغير ناجح.

وأوضح "أنا اتغير وأنا مرن، أنا فخور بمرونتي"، وذلك قبل لحظات من إصداره أوامر بشن ضربات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد اتهام واشنطن له بشن هجوم كيميائي على مدنيين.

وبالنسبة للصين وروسيا وحلف شمال الأطلسي، فقد غير ترامب رأيه وهو ما طمأن الأمريكيين وعددا من حلفاء واشنطن.

قالت صحيفة واشنطن بوست في مقال افتتاحي مذكرة القراء بلهجة ترامب القاسية والقاتمة في خطاب تنصيبه "عندما ينتقل رئيس من كونه مخطئا تماما إلى كونه محقاً تماما بشأن مسائل مهمة، فإن الرد المنطقي ليس انتقاده ولكن الاحتفال بذلك ولكن بحذر".

إلا أن اسلوبه ينطوي على مخاطر.

فمن سوريا إلى كوريا الشمالية ما هي مخاطر زج الولايات المتحدة في نزاع عسكري لا يمكن التكهن بنتيجته، وهو الوضع الذي حذر منه ترامب أثناء حملته الانتخابية؟

كيف سيرد الرئيس الجمهوري إذا وقع هجوم إرهابي على الأراضي الأمريكية كما حدث في 11 سبتمبر؟

"الترامبية"

إن أسلوب ترامب وشخصيته يكشفان أنه لن يكون كأي من الرؤساء الأمريكيين السابقين.

وفي مقابلة مقلقة مع مجلة "تايم" في مارس الماضي دافع فيها ترامب عن تصريحاته المثيرة للجدل والخاطئة قائلا "ماذا أقول لك؟ غالبا ما أكون محقا".

وبعد ثلاثة أشهر من توليه الرئاسة فإن العديد من منتقدي ترامب لا زالوا يتفقون مع وصف الكاتب فيليب روث له في مجلة "ذا نيويوركر" في أواخر يناير.

فقد كتب روث يقول إن ترامب "جاهل في الحكم والتاريخ والعلوم والفلسفة والفنون وغير قادر على التعبير بطريقة ذكية .. ومفرداته لا تتعدى 77 كلمة".

كما تحوم التساؤلات حول العديد من محاور سياسة ترامب حول تعريفه الفضفاض جدا للـ"الترامبية" التي تدور حول شعاره الواسع "أمريكا أولا" الذي هو في الظاهر فكرة بسيطة ولكن يصعب تفسيرها.

ولم تساعد الخلافات داخل البيت الأبيض الرئيس الجديد في التحرك نحو تقديم رؤية للأمد الطويل.

فمن بين مجموعة تشتمل على المحافظ المتشدد ستيف بانون، يبرز أمر مهم وهو وضع عائلته في البيت الابيض خاصة ابنته ايفانكا وزوجها جاريد كوشنر.

أما النجاح الأبرز الذي حققه ترامب حتى الآن في أيامه المئة الأولى فهو تعيين القاضي الفيدرالي المحافظ نيل غورستش في المحكمة العليا.

وترامب يعلم أنه لا يستطيع عرض العديد من الانجازات التي حققها خلال هذه الفترة، وانتقد في تغريدة "المعيار السخيف للانجازات في أول مئة يوم"، رغم أن أحد اعضاء فريقه قال مرارا إن هذا المعيار مهم.

ولا تزال أمام ترامب، الذي يتحدث عن احتمال الترشح لإعادة انتخابه، اكثر من 1300 يوم في الرئاسة

 

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان