حي الكرادة.. ساحة استهداف داعش للشيعة في العراق
كتبت – إيمان محمود
استهدف تفجير ضخم، فجر السبت، حي الكرادة الذي يقع وسط العاصمة العراقية بغداد، وكعادته، سارع تنظيم داعش بتبني التفجير، الذي أسفر عن مقتل وإصابة 9 أشخاص على الأقل، في سلسلة طويلة من استهدافات التنظيم المتطرف لهذا الحي.
ويعتبر حي الكرادة، ذو الأغلبية شيعية، واحد من المناطق الآمنة في العاصمة، ومعقلا لحزب الدعوة وللمجلس الإسلامي الأعلى في العراق، وهو حزب شيعي قوي يشكل جزءا من الائتلاف الحاكم.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، مقتل أربعة أشخاص منهم ضابط برتبة مقدم و3 من الشرطة، وإصابة خمسة آخرين واحتراق أعداد كبيرة من السيارات التابعة للمرور وأخرى لمدنيين، في الانفجار الذي وقع خارج مركز شرطة المرور الواقعة في شارع أبو نواس بمحاذاة الضفة الشرقية لنهر دجلة.
كما أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية سعد معن، في بيان صحفي أن الاعتداء وقع "بواسطة سيارة مفخخة يقودها انتحاري كان يحاول الدخول إلى القاطع".
وأضاف معن أن “الانتحاري لم يستطع الدخول لقاطع المرور، وفجر السيارة عند عارضة الدخول للقاطع وساحة الحجز"، مشيرًا إلى أن “فرق الدفاع المدني أطفأت الحريق الذي خلفه الانفجار ببعض العجلات".
وتابع معن أن "سيارات الإسعاف نقلت الجثث إلى الطب العدلي والجرحى إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج”، لافتا إلى أن “هذا الموقف هو نهائي”.
ودعا الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، السبت، إلى القبض العاجل والفوري على منفذي الهجوم، كما نعى الشرطة العراقية في "شهدائها".
وقال الرئيس العراقي، في بيان نقلته وسائل إعلام محلية إن "هذا الاعتداء يؤكد مجددًا الطبيعة الإجرامية لمرتكبي تلك الأعمال الإرهابية، وافتقارهم لأبسط القيم الإنسانية، كما يثبت جبنهم الصارخ باستهداف منتسبي شرطة المرور المعروفين بإخلاصهم في أداء واجباتهم".
بينما أقر تنظيم داعش عبر ذراعه الإعلامي وكالة أعماق بتنفيذه بالعملية الإرهابية، قائلًا إن الهجوم استهدف "تجمع للشيعة في حي الكرادة".
ووقع التفجير في حي الكرادة الذي استُهدف بشكل متكرر خلال الأعوام الماضية. ويتبنى تنظيم "داعش" غالبية الهجمات الانتحارية في بغداد.
وقد شهدت العاصمة العراقية بغداد على مدار عام سلسلة تفجيرات استهدفت مناطق مختلفة وأوقعت مئات القتلى والجرحى، لكن حي الكرادة يعتبر من اكثر الأحياء الذي يستهدفها "داعش"، حيث قام فيه بعشرات التفجيرات.
وكان أكثر تلك الهجمات الإرهابية كثافة تلك التي وقعت في يوليو 2016، عندما استهدفت شاحنة مفخخة مجمعين تجاريين، ما أسفر عن مقتل أكثر من 320 شخصا.
واستخدم أيضا في ذلك التفجير سيارة مفخخة انفجرت قرب أحد المطاعم، وأسفر عن تدمير ثلاثة مراكز تسوق، واحتراق عدد كبير من السيارات والحافلات التي كانت مركونة بالمنطقة، مما تسبب في اندلاع نيران كثيفة في محلات تجارية حوصر داخلها المتسوقون المدنيون الذين كان عددهم كبيرا لكون المنطقة تشهد إقبالا مكثفا من العائلات في مثل هذا التوقيت من كل عام لاقتناء مستلزمات عيد الفطر.
أما تنظيم داعش فقد أعلن وقتها أيضًا أنه قام بالهجوم لاستهداف تجمع شيعي.
وقوبل الهجوم وقتها بغضب شيعي عارم في البلاد، وصل إلى حد مهاجمة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أثناء زيارته لمكان الحادث، كما كان رد فعل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عنيفا إذ أكد أن مثل هذه التفجيرات "لن تنتهي" ما دام من أسماهم بالوزراء الفاسدين المنتفعين من هذه التفجيرات متشبثون بمناصبهم.
فيديو قد يعجبك: