سوريا: قصف متفرق للنظام .. واستمرار حصار "داعش" في الطبقة
كتبت – إيمان محمود:
تتواصل المعارك العنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة بالقوات الخاصة الأمريكية وطائرات التحالف الدولي من جانب، وتنظيم "داعش" من جانب آخر، على محاور في الريف الشرقي للطبقة، وذلك في إطار معركة تحرير الرقة.
وتمكنت "سوريا الديموقراطية" من تحقيق تقدم هام ومحاصرة قرية الصفصافة بعد التقدم إليها من محور مطار الطبقة العسكري، بحسب المرصد السوري.
وبهذه الخطوة، تكون قوات سوريا الديمقراطية قد حاصرت مدينة الطبقة بشكل كامل، بعد معارك استمرت لنحو أسبوعين، ترافقت مع قصف جوي واستهدافات متبادلة بينها وبين التنظيم قضى وقتل فيها العشرات من مقاتلي الطرفين.
وحتى الآن، تعتبر قوات سوريا الديموقراطية الأكثر فعالية لجهة الاستعداد والتقدم لتحرير الرقة، لكن نظرًا لصعوبة معركة الرقة وجغرافية المنطقة المفتوحة على محافظات الحسكة ودير الزور المفتوحة على العراق في الجنوب الشرقي، وغربًا على محافظتي حماة وحمص، وشمالاً باتجاه تركيا التي تصر على المشاركة، فإن الحديث يدور عن خيارات كثيرة لجهة القوى المحلية والإقليمية المتطلعة للمشاركة في المعركة، بحسب صحيفة "الحياة".
وحاول تنظيم "داعش" خلال الأيام القليلة الماضية، عبر هجماته المتلاحقة على مطار الطبقة العسكري، تشتيت قوات سوريا الديمقراطية التي استمرت في محاولاتها للتقدم والسيطرة على الصفصافة وإطباق الحصار على مدينة الطبقة الواقعة في الريف الغربي للرقة، لحين تمكنها اليوم محاصرتها للمدينة وأجزاء من ريفها، والتي شهدت في الأسبوعين الماضيين قصفًا جويًا مكثفًا من طائرات التحالف تسبب باستشهاد عشرات المواطنين.
وبدأت قوات سوريا الديمقراطية في نوفمبر الماضي، عملية عسكرية موسعة - بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة- لطرد تنظيم "داعش" من مدينة الرقة، التي تعتبر معقله في سوريا بعد أن استولى عليها في عام 2014.
وتزامنت اشتباكات الطبقة مع اشتباكات متفاوتة العنف، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وعناصر هيئة تحرير الشام من جهة أخرى، شرقي قرية المجدل، بريف حماة الشمالي، والتي أسفرت عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بحسب المرصد السوري.
كما قصفت قوات النظام صباح اليوم، مناطق في بلدة حلفايا بريف حماة الشمالي، عقبها غارات نفذتها على مناطق في البلدة، في حين قصفت الفصائل الإسلامية صباح اليوم بالقذائف الصاروخية، مناطق في بلدة محردة بريف حماة الشمالي الغربي التي يقطنها مواطنون من أتباع الديانة المسيحية، ولم ترد أنباء عن إصابات.
في المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا"، عن مصدر في قيادة الشرطة أن المجموعات الإرهابية في الغوطة الشرقية استهدفت حي القيمرية في دمشق القديمة بـ3 قذائف ما تسبب بإصابة شخصين بجروح ووقوع أضرار مادية في ديار المواطنين وممتلكاتهم.
وعلى صعيد آخر، قُتل أمس عشرات الأشخاص في هجوم بالأسلحة الكيماوية استهدف مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، في أخطر هجوم من نوعه منذ "مذبحة الغوطة" في صيف عام 2013.
وعرض ناشطون مشاهد مروعة للضحايا وبينهم العديد من الأطفال، وأشاروا إلى قصف استهدف لاحقًا مستشفى كان يعالَج فيه المصابون. وفيما أكدت روسيا أن طائراتها لم تشن غارات على المنطقة المستهدفة، قال الجيش السوري إنه لا يستخدم أسلحة كيماوية، علماً أن معارك ضارية تدور منذ الشهر الماضي بين ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي إثر هجوم ضخم شنته فصائل المعارضة.
ونقل المرصد السوري، عن مصادر طبية تأكيدها أن الهجوم على مدينة خان شيخون أوقع 100 قتيل و400 مصاب، ونفذته طائرات حربية ألقت قنابل يُعتقد أنها تحوي مادة غاز السارين.
وسارعت دول غربية إلى طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن اليوم، وحملت الحكومة السورية المسؤولية، وسط مخاوف من انهيار كامل لوقف النار الساري منذ نهاية العام الماضي.
فيديو قد يعجبك: