عاصمة السويد تعيش ليلة "سوداء"
استوكهولم (د ب ا)
سادت حالة من الهدوء المشوب بالخوف في وسط العاصمة السويدية مساء أمس الجمعة، بعد ساعات من اندفاع سيارة شحن مختطفة داخل منطقة مزدحمة مخصصة للمشاة في قلب المدينة، قبل أن تصطدم بمتجر متعدد الأقسام في عملية دهس أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من عشرة أشخاص.
وفي أعقاب وقوع الحادث أغلقت الملاهي الليلية والمطاعم الكائنة في شوارع وسط العاصمة أبوابها، وهي التي كانت في العادة تغص بالرواد، وكذلك مطاعم الوجبات السريعة مثل ماكدونالدز.
ووضع العاملون في حانة تقع بالقرب من ميدان شتوربلان بقلب العاصمة، والذي كان ينبض عادة بالحيوية والنشاط، لافتة على مدخلها تقول إنه تم إغلاقها "بسبب الأحداث" واشارت"إننا سنعيد فتحها في أسرع وقت ممكن".
وكانت الشرطة قد حثت المواطنين في وقت سابق على تجنب المناطق الكائنة بوسط المدينة.
ووضع رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين باقة من الورود الحمراء مساء أمس على أحد الحواجز التي أقامتها الشرطة حول مسرح الحدث.
ولم يسمح رجال الشرطة - الذين وضعوا الحواجز في الشوارع المؤدية إلى منطقة دروتنينجاتنان التجارية المخصصة للمشاة - بالمرور إلا لنزلاء الفنادق والسكان الذين يقيمون في المباني السكنية داخل المنطقة أو الموظفين العاملين فيها.
كما توقفت منصات وأكشاك بيع الخضروات والفاكهة الكائنة بميدان هايماركت بوسط استوكهولم عن مزاولة أنشطتها التجارية، رغم تواجد المنتجات فوق الأرفف، وتراكمت السلال المملوءة بالورود دون أن تجد طريقها للبيع.
وربضت اثنتان من الحافلات العامة التابعة للمدينة والخالية من الركاب تاركة أضواء إشارات الطوارئ تومض، وذلك في ركن الشارع المؤدي إلى متجر أهلينز متعدد الأقسام الذي اصطدمت به الشاحنة المختطفة.
ووقف رجال الشرطة في مكان قريب من الحافلتين، بينما جابت سيارات أخرى للشرطة شوارع المدينة، وسط انتشار ملحوظ لرجال الشرطة.
وعلى بعد بضع مئات الأمتار من المتجر، خرج السائحان الألمانيان أورليش ماير وصديقته ساره موللر وهما من هانوفر، في نزهة مسائية سيرا على الأقدام بعد الحادث .
وقال ماير الذي يعمل طبيبا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) " إننا لم نكن نتوقع هذا الحادث".
غير أنهما لا يعتزمان اختصار زيارتهما للسويد كما تقول موللر وهي طالبة تدرس الطب.
وتم أيضا إغلاق شبكة مترو الأنفاق ورحلات القطارات المحلية لعدة ساعات، الأمر الذي تسبب في حدوث مشكلات كبيرة للأشخاص الذين حاولوا العودة الى منازلهم بعد وقوع الحادث، ومع ذلك تم استئناف الرحلات في وقت لاحق بالمساء.
وفتحت مدينة استوكهولم بشكل مؤقت العديد من الملاجئ المؤقتة للأشخاص الذين تقطعت بهم السبل، غير أنها أغلقتها بمجرد بدء شبكة المواصلات العامة في العمل مرة أخرى.
ونشرت وسائل التواصل الاجتماعي عروضا غير رسمية بتقديم أماكن استضافة مؤقتة.
وفي إحدى عربات المترو التي مرت بالمحطة المركزية التي تتاخم مسرح الهجوم، كان الركاب المنتظرين يحدقون في شاشات هواتفهم المحمولة أو يتبادلون الأحاديث بنبرات خفيضة، بينما كان البعض يستمع إلى تقارير وسائل الإعلام العالمية حول الهجوم.
وقالت جيني ستراندل وهي خبيرة اقتصادية تعمل في وكالة حكومية وهي تنتظر ركوب قطار المترو مع صديقتها أنيكا جانسون ل (د.ب.ا) إنهما اضطرا إلى الانتظار داخل مكان عملهما لعدة ساعات.
وأضافت ستراندل "إننا اتصلنا بأصدقائنا وأفراد أسرنا للتأكد من سلامتهم".
وتابعت إنه "من المرجح أن يزور العديد من الأشخاص اليوم السبت منطقة دروتنينجاتنان التجارية المخصصة للمشاة التي شهدت واقعة الدهس كإشارة تنم عن التحدي".
فيديو قد يعجبك: