الضربة الأمريكية تعقد الوضع لعسكرييها المنتشرين في سوريا
واشنطن (أ ف ب)
تزيد الضربة العسكرية الأولى التي شنتها الولايات المتحدة ضد النظام السوري بشار الأسد الجمعة من صعوبة مهمة العسكريين الأمريكيين الذين يحاربون تنظيم داعش في سوريا.
وتجوب المقاتلات الأمريكية وتلك التابعة للتحالف الدولي الأجواء فوق شمال شرق سوريا منذ سبتمبر 2014 عندما بدأت غاراتها الأولى ضد التنظيم الجهادي في العراق وسوريا.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 900 مستشار عسكري وعناصر من القوات الخاصة وخبراء مدفعية من مشاة البحرية في المنطقة نفسها لدعم قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من مقاتلين أكراد وعرب والتي تحقق تقدما ميدانيا أمام الجهاديين.
لم يكن على القوات الأمريكية أن تخشى شيئا من قبل الجيش السوري. لكن قصف قاعدة الشعيرات (وسط) الجمعة يثير مخاوف من تغيير في موقف النظام أو حليفته القوية روسيا.
وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير أمام صحفيين صباح الجمعة "اتخذنا بالطبع اجراءات لحماية قواتنا في سوريا". وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "لكن لا مؤشر حاليا بحصول تصعيد أو هجوم أو أي معلومات استخباراتية بعمل للرد".
وتنشر روسيا التي تدعم سوريا عسكريا منذ سبتمبر 2015 في هذا البلد طائرات حربية وبطاريات صواريخ جوية من طرازي اس-300 واس-400 معروفة بفاعليتها.
لكن الطابع المحدد جدا للضربة الأمريكية يحد من مخاطر تصعيد عسكري ضد القوات الأمريكية.
توضيح الاستراتيجية
خلافا لما كان يطالب به "الصقور" الأمريكيون الذين يريدون شل الطيران السوري، فضلت إدارة ترامب الاكتفاء باستهداف قاعدة جوية واحدة تقول إن الطائرات التي نفذت الهجوم الكيميائي الثلاثاء على مدينة خان شيخون (شمال غرب) اقلعت منها.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه تم إبلاغ روسيا مسبقا بالضربة التي لم تستهدف مكان انتشار الروس وتجهيزاتهم في القاعدة العسكرية.
تقول كريستين وورموث المسؤولة السابقة في البنتاجون في ادارة الرئيس السابق باراك أوباما والتي تعمل خبيرة لدة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي اس آي اس) "لا أرى في الوقت الحالي مخاطر باستهداف روسيا أو سوريا لمقاتلاتنا".
وتضيف وورموث أن محاولة التعرض للقوات الأمريكية المنتشرة في شمال سوريا "سينطوي على مخاطر عديدة".
لكنها تقول إن الخطر الحقيقي يكمن في انجرار إدارة ترامب إلى دوامة من الضربات الجديدة ضد النظام السوري بدون أي استراتيجية حقيقية أو هدف معين. وتضيف أن "الأساس الاستراتيجي الذي نضعه ليس واضحا".
وتتساءل وورموث "هل ضربة هذه الليلة (الجمعة) كانت ضربة وحيدة بهدف إظهار استعدادنا لاستخدام القوة" في حال هجوم كيميائي أم أنها إشارة إلى "تغيير متعمد" في السياسة الأمريكية نحو اعتماد مقاربة اكثر حزما إزاء نظام الأسد؟
بانتظار اتضاح ذلك، التبعات الوحيدة للقوات الأمريكية هي إعلان روسيا تعليق العمل باتفاق التنسيق من اجل تفادي الحوادث بين طائرات البلدين في الأجواء السورية.
وشددت وورموث أن "ذلك من شأنه أن يعقد عملياتنا ضد تنظيم الدولة الإسلامية."
وأضافت أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي سيتوجه إلى موسكو الثلاثاء "سيسعى على الأرجح" لإعادة العمل بالاتفاق.
وأكد مسؤول عسكري أمريكي صباح الجمعة أن العسكريين الروس لم يقطعوا اتصالاتهم مع العسكريين الأمريكيين. وقال "ما زلنا نستخدم" خط الاتصال و"هناك شخص ما يرد".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: