أبو الغيط: المنطقة العربية تمر بمرحلة أصعب من احتلال فلسطين وهزيمة 67
دبي- (د ب أ):
قال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن المنطقة العربية تمر بأصعب مرحلة في تاريخها، وتتجاوز بكثير المرارة التي شعر بها العرب في هزيمة حرب عام 1967 وحرب اليمن وحتى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وأضاف، في جلسة بمنتدى الإعلام العربي في دبي، اليوم الاثنين "أحذر من ضياع قضية فلسطين في زخم الأوضاع المرتبكة والانقسامات والتحديات المتصاعدة التي يشهدها العالم العربي".
وقال إن سورية، التي كانت تلقب بـ"قلب الأمة العربية"، فقد فيها أكثر من 500 ألف شخص حياتهم، بينما غادرها ما بين أربعة إلى خمسة ملايين شخص، ونزح عن ديارهم داخل الدولة عدد مواز تقريبا.
وتابع "هناك دولة جارة لمصر أصبحت تعاني في ضوء أقاليم متصارعة، وتهديد بانفجار الدولة في ظل وجود ثلاث حكومات إحداها فقط معترف بها، ولابد من الحوار للخروج من هذا النفق المظلم، والعرب قادرون على تحقيق ذلك إذا ما صدقت النوايا".
وحذر أبو الغيط من "نوايا جيران للمنطقة العربية يتمنون أن يدمر العرب أنفسهم، ويأملون أن تزول جامعتهم"، قائلا إن "إسرائيل شهدت على مدار سنوات طويلة ضغوطا كبيرة من أجل تسوية القضية الفلسطينية، وإعادة الأرض لأصحابها، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تعيش الآن أسعد أوقاتها لاعتقادهم أن الفرصة ربما تكون قد حانت في ظل الأوضاع العربية المتردية لوأد القضية الفلسطينية، وهضم حقوق الفلسطينيين".
وشدد أبو الغيط على رفض أطماع بعض الدول الجارة في تمديد هيمنتها واستعادة أمجاد إمبراطوريات مضت، وقال إن "الجامعة العربية لا تقبل ولا تسمح بذلك على الإطلاق"، مؤكداً أن على العرب "ألا يستسلموا لليأس وأن يثقوا في أن الجامعة العربية قادرة على استعادة دورها في خدمة جميع العرب".
وأكمل "العرب يجمعهم وحدة اللسان واللغة وكذلك الثقافة الواحدة والمفاهيم الواحدة، في حين أن هناك تجمعات دولية مثل الاتحاد الأوروبي الذي تتحدث الدول الأعضاء فيه أكثر من 11 لغة رئيسة".
وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية على أهمية إنقاذ "الدولة الوطنية"، محذرا أن هذا التشتت الذي تعاني منه الأمة يهدد كيان الدولة الوطنية، التي إذا ما ضاعت لن يكون هناك بديل سوى استمرار الصراعات والنزاعات والصدامات، ربما لمئة عام قادمة.
وقال إنه لا يجب للعرب أن يسمحوا بذلك، مشيرا إلى دور الجامعة العربية في تعزيز الحوار العربي من خلال الاجتماعات الدورية للوزراء والسفراء، وضمن مختلف المجالات بما يكفل استمرار التنسيق العربي في قطاعات عدة مثل التعليم والصحة والأمن وغيرها من الموضوعات المتعلقة بحياة الشعوب العربية.
وأكد أبو الغيط أهمية وفاء الدول الأعضاء في الجامعة بالتزاماتها المالية ضمن الميزانية الخاصة بالجامعة، والتي تبلغ 120 مليون دولار في الوقت الذي يقدر فيه إجمالي الناتج القومي للدول العربية سنويا بحوالي 2 تريليون و300 مليار دولار.
واستطرد أن الجامعة لم تتسلم إلى الآن سوى 23% من الميزانية المستحقة للعام الجاري، فين حين لم تسدد الدول الأعضاء سوى 44% من ميزانية الجامعة خلال العام 2016، مؤكدا أن الجامعة قادرة على القيام بالأدوار المتوقعة منها إذا ما أتيحت لها الفرصة لذلك.
فيديو قد يعجبك: