لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الموصل - خفايا معركة غرب المدينة وأسباب بطء تحريره

11:56 ص الأربعاء 10 مايو 2017

معركة الموصل

الموصل، العراق (دويتشه فيله)

حررت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي، الجزء الشرقي من الموصل بسرعة ووقت قصير نسبيا من تنظيم "داعش". لكنها تتقدم ببطء في الجزء الغربي، ما يثير التساؤل عن أسباب ذلك وما يعرقل سير عمليات تحرير هذا الجزء من المدينة.

انطلقت عمليات تحرير الموصل من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في اكتوبر العام الماضي بمساندة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ضد تنظيم "داعش".

بدأت العمليات من المناطق المحيطة بالموصل وانتقلت العمليات إلى تحرير المدينة من الجزء الشرقي حيث حققت القوات العراقية تقدما سريعا نسبيا في هذا الجزء وحررته خلال مدة قصيرة.

مع بداية العام الجاري انتقلت القوات العراقية إلى الجزء الغربي، الذي يختلف عن الجزء الشرقي كثيرا من حيث الطبيعة الجغرافية والسكانية، الأمر الذي عرقل تقدم القوات وجعل سيرها بطيئا مقارنة بعمليات الجانب الشرقي الذي استغرق تحريره حوالي مائة يوم.

والسبب في ذلك حسب رأي اللواء الركن المتقاعد عماد علو، الخبير في القضايا العسكرية والأمنية، يعود إلى الكثافة السكانية في مناطق الموصل الغربية والأحياء القديمة التي تتميز بضيق شوارعها وأزقتها "حيث يصعب استخدام الآليات المدرعة وعربات نقل الجند في داخل هذه الأزقة والتحرك والمناورة فيها بشكل مريح للقوات، مما يعرضها لخسائر غير مبررة، وكانت كانت المعارك تأخذ شكل "حرب الشوارع الراجلة والتنقل من منزل لآخر" كما يوضح الخبير العسكري العراقي.

الطقس والتضاريس تساعد "داعش"!

بالإضافة إلى العوامل السكانية وهندسة المعمار في الجزء الغربي من الموصل تضفي الطبيعة الجغرافية والتضاريس تعقيدات خاصة على المعارك في الجزء الغربي للمدينة الذي يتميز بـ"المرتفعات ووجود أراض شاسعة متموجة وأراض زراعية ومزارع وبساتين، تعرقل مناورة القوات وتحركها".

كما أن الفترة الماضية اتسمت بظروف مناخية صعبة، حيث "الغيوم وهطول أمطار غزيرة كانت تحجب الرؤية وتعيق الإسناد الجوي من قبل الطيران العراقي وطيران التحالف الدولي".

كل هذا أدى بحسب رأي الخبير العسكري، عماد علو، في حواره مع DW عربية، إلى "الاعتقاد بأن التقدم يسير ببطء! وهو ليس كذلك حيث تسير العمليات والتقدم حسب الخطط التي تم وضعها".

ليست الطبيعة الجغرافية والعمرانية للجزء الغربي وحدها ما يعيق أو يبطئ تقدم القوات العراقية، وإنما الكثافة السكانية هي ما يلعب دورا أساسيا في كبح تقدم القوات العراقية وقوات التحالف الدولي وتوغلها بحذر خشية وقوع ضحايا بين المدنيين أو على الأقل التقليل من الخسائر في صفوفهم.

لكن هذا الوضع يدفع للتساؤل عن إمكانية إخلاء المدنيين وإجلائهم من مناطق العمليات لتستطيع الوحدات العسكرية التقدم بسرعة أكبر؟

اللواء الركن المتقاعد عماد علو يشير في حديثه لـ DW عربية إلى ان القوات العراقية بذلت جهودا كبيرة في هذا الإطار وألقت "ملايين المنشورات قبل بدء العمليات بغية توجيه المدنيين وإعطائهم الإرشادات حول كيفية الابتعاد عن مراكز داعش وتجنب الوقوع في مرمى النيران؛ بالإضافة إلى فتح ممرات آمنة لخروج واستقبال النازحين الهاربين من تنظيم داعش وإيوائهم بعيدا عن نقاط المواجهة والاشتباك".

هذه المعطيات يؤكدها المغرد أبو سجاد الطائي في تغريدة له على تويتر:

ضحايا مدنيون رغم الدقة والحذر
لكن خروج المدنيين وإجلاءهم ليس بالأمر السهل، حيث يحتجزهم تنظيم "داعش" ويستخدمهم كدروع بشرية، كما أنه "يطلق النار وقذائف الهاون على المدنيين حين يحاولون الهرب بأعداد كبيرة باتجاه القوات العراقية، ويعدم من يتم إلقاء القبض عليه وهو يحاول الهرب من مناطق سيطرة التنظيم".

وهو ما أشارت إليه حساب على تويتر لنشطاء يطلق عليه "تنسيقية الموصل" وينشر عن كثب أخبار من داخل الموصل، حيث جاء في تغريدة:

كل هذا دفع القوات العراقية إلى "توخي الدقة والحذر لدى استخدام النيران كما فعل طيران التحالف الدولي والطيران الأمريكي الذي يستخدم قذائف وصواريخ ذكية موجهة بالليزر إلى مواقع ومقرات تنظيم داعش، لحماية المدنيين وتجنب وقوع ضحايا بينهم". كما أن الأوضاع في الجزء الشرقي من المدينة بالنسبة للمدنيين صعبة جدا ومعاناتهم كبيرة.

لكن رغم كل ذلك والجهد الذي يبذله التحالف الدولي والقوات العراقية لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين، فإنها يمكن أن ترتكب أخطاء "غير مقصودة" تؤدي إلى مقتل مدنيين كما حصل مؤخرا في غارة للتحالف الدولي نفذها يوم الـ 17 من شهر مارس الماضي، أدت مقتل عشرات المدنيين.

وتحدث موقع صحيفة "المدى" العراقية نقلا عن مصادر إعلامية أمريكية عن "تكتم" قوات التحالف الدولي على خسائر المدنيين خلال معركة الموصل.

وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين الثلاثاء عن افتتاح مخيم جديد في شرق الموصل للمواطنين النازحين من الغرب.

وبحسب الأمم المتحدة فقد نزح أكثر من 400 ألف شخص من غرب الموصل منذ بدء معركة تحرير هذا الجزء الصعب من المدينة. وما يزال "داعش" يسيطر على عدد صغير من أحيائها في المدينة القديمة، ويُعتقد أن فيها زهاء ربع مليون مدني محاصرين، ويعيشون في ظل ظروف صعبة، بحسب مسؤولي إغاثة ومنظمات حقوق الإنسان.

وقد حذرت الأمم المتحدة من ان استمرار المعارك لأسابيع عديدة أخرى سيؤدي إلى "عواقب كارثية" على المدنيين.

أما فيما يتعلق بتدريب وتجهيز القوات العراقية وإذا كانت مؤهلة لخوض مثل هذه العملية، يقول الخبير العسكري، إن القوات العراقية التي تخوض معارك تحرير الموصل "مدربة ومؤهلة جيدا" من أجل ذلك ووضعها يختلف عما كان عليه حين سيطر تنظيم "داعش" قبل ثلاث سنوات على الموصل.

ويدافع عن تلك القوات بالقول أن من يدعي عكس ذلك وبغياب التنسيق بينها "يحاول تقزيم حجم الانجازات والانتصارات التي حققتها القوات العراقية التي حررت مناطق واسعة ومساحات كبيرة في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار ومدينة الفلوجة، بالإضافة إلى تحرير جزء كبير من مدينة الموصل".

ويضيف بأن هذه العمليات في المناطق المختلفة لا يمكن تنفيذها دون التنسيق بين القوات الجوية والبرية والمدفعية والمدرعات والشرطة الاتحادية لمكافحة الإرهاب".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان