لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مون جاي إن رئيس كوريا الجنوبية الذي تنحدر عائلته من الشمال

09:41 ص الخميس 11 مايو 2017

لندن (بي بي سي)
فاز مون جاي إن بجدارة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في كوريا الجنوبية. فمن هو الرئيس الجديد وكيف ستختلف سياساته عن تلك التي اتبعتها سابقته بارك غيون هاي، علما بأنه سجن لمعارضة سياسات والدها الرئيس بارك تشونغ هي؟

يبدو أن السحر انقلب على الساحر، وأن الرئيسة السابقة بارك هي التي تقبع الآن في السجن بانتظار محاكمتها عن تهم تنفيها. أما مون، وهو ابن لاجئين من كوريا الشمالية وقضى أول سني عمره مربوطا إلى ظهر امه التي كانت تمتهن بيع البيض من أجل كسب لقمة العيش، فيستعد الآن لقيادة البلاد.

الهرب إلى الجنوب

هرب والدا مون من كوريا الشمالية إبان الحرب الكورية (1950 الى 1953). وكانا يقيمان عندما ولد مون في عام 1953 في جزيرة غيوجي الجنوبية.

وحسب ما ذكر مون في سيرته الذاتية، كان والده يعمل في معسكر لأسرى الحرب، بينما كانت والدته تبيع البيض في ميناء بوسان الجنوبي.

وفي عام 1972، انتظم مون في كلية القانون، ولكنه لم يمض فيها وقتا طويلا.

اعتقل مون لقيادته احتجاجات ضد حكم بارك تشونغ هي التسلطي، وحكم عليه بالسجن. وأثناء وجوده في السجن تمكن من التخرج من كلية القانون وأصبح محاميا قبل أن يطلق سراحه في نهاية المطاف.

وفي عام 1976، بدأ مون الخدمة الإجبارية في الجيش الكوري الجنوبي. وشارك في العملية التي نفذتها القوات الكورية الجنوبية ردا على قيام كوريا الشمالية بقتل ضابطين أمريكيين لتشذيبهما شجرة تقع على الحدود بين الكوريتين.

وبعد ست سنوات، افتتح وصديقه - الرئيس المستقبلي رو مو هيون - مكتبا للمحاماة في بوسان ركزا من خلاله على القضايا والدعاوى المتعلقة بحقوق الإنسان والحقوق المدنية.

ويقول أحد زملائه السابقين وهو سيول دونغ أيل إن مون كان "كثير المذاكرة" وأنه كان يقضي ساعات وساعات في إعداد الدعاوى قبل المرافعات.

ولكن سيول يتذكر أيضا مدى عناية وتعاطف مون مع مراجعيه الذين كانوا يقصدونه طلبا للعون.

وقال سيول للصحافة: "عندما كان يسعى العمال إلى طلب المساعدة، كان مون يقضي ساعات طويلة في الاستماع إلى تظلماتهم".

بداية جديدة

أصبح مون ورو شخصيتين بارزتين في الحركة الديمقراطية التي اجتاحت كوريا الجنوبية وأدت في نهاية المطاف إلى إجراء أول انتخابات ديمقراطية في البلاد في عام 1987.

ولكن بينما قرر رو، المنحدر من أسرة ريفية متواضعة، ولوج عالم السياسة، اختار مون البقاء في بوسان وخوض النضال من خلال المحاكم.

وفي عام 2003، انتخب رو رئيسا لكوريا الجنوبية وأصبح مون واحدا من كبار مستشاريه مكتسبا بذلك لقب "ظل رو."

يقول السياسي الكوري الجنوبي السابق تشوي ناك جيونغ إن مون بدا خلال حملة رو الانتخابية في عام 2004 "خجولا جدا."

وبدا أن مون يتفق مع ذلك التقييم، إذ كتب فب عام 2011، "كنت أشعر بالحرج دائما، وكنت أشعر أن هذه الوظيفة لم تخلق لي كأنني ارتدي ملابس ليست بحجمي، وكنت دائما أفكر بالعودة الى مهنتي الأصلية، المحاماة."

ولم تخل الفترة التي قضاها مون في حكومة الرئيس رو - والتي كلف فيها بمحاربة الفساد - من اللغط. ففي عام 2007، واجه انتقادات نتيجة إدعاءات بأن حكومة الرئيس رو استشارت كوريا الشمالية قبل امتناعها في عام 2007 عن التصويت في الأمم المتحدة على قرار يدين انتهاكات حقوق الإنسان في الشمال.

وينفي مون هذه الادعاءات.

وفي عام 2009، أقدم رو على الانتحار بعد أن ترك منصبه وأثناء تحقيق في ادعاءات بأنه تقاضى رشاوى قيمتها 6 ملايين دولار.

تأثر مون جدا بموت صديقه وزميله رو، ففي مذكراته التي نشرها عام 2011 قال "عندما أشرب قليلا، أتذكر أحيانا الماضي وأسأل نفسي ما الذي يعنيه رو مو هيون لحياتي؟ لقد غير حياتي، وكانت حياتي ستتغير كثيرا إذا لم ألتق به. لذلك فهو قدري."

ويبدو أن مون، المتزوج الذي لديه طفلان، قرر أن يواصل السير على الطريق الذي اختطه رو بعد مماته. ترشح للرئاسة للمرة الأولى في عام 2012 ولكنه خسر أمام بارك بفارق ضئيل، ولكنه فاز بمقعد ميناء بوسان في البرلمان الكوري الجنوبي.

وفي التاسع من مايو 2017، وبعد أكثر من عقدين من مشاركته في قيادة البلاد نحو الديمقراطية، انتخب مون رئيسا للبلاد.

ومن غير الواضح ما الذي ستعنيه رئاسة مون بالنسبة لكوريا الجنوبية، ولكن مما لا شك فيه أن أحدى أولوياته البحث عن سبل لتحسين العلاقات مع كوريا الشمالية.

كشف مون في كتاب نشره في وقت سابق من هذا العام عن انه يحلم بالعودة الى قرية هونغنام التي ينحدر منها والداه في كوريا الشمالية.

وكتب "أفكر في قضاء ما تبقى من حياتي هناك في هونغنام أمارس عملاً دون أجر. عندما تتوحد الكوريتان سلميا، أول شيء ارغب في عمله هو اصطحاب والدتي البالغة من العمر 90 عاما إلى مسقط رأسها."

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان