لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الوجه الآخر لمعركة الموصل: مدنيون محاصرون ومنازل مغلقة على قاطنيها أو مفخخة

04:45 ص الجمعة 12 مايو 2017

عراقيون نازحون من حي الإصلاح الزراعي في غرب الموصل

(أ ف ب):
منازل مفخخة بالمتفجرات بينما قاطنوها في الداخل، وأبواب محكمة الإغلاق لمنع فرار السكان... هكذا يستعد جهاديو تنظيم الدولة الإسلامية لهجوم القوات العراقية على المدينة القديمة في غرب الموصل حيث يستخدمون المدنيين دروعا بشرية.

وتضيق القوات العراقية التي تخوض معارك شرسة الخناق على الجهاديين في المدينة القديمة ذات الشوارع الضيقة، حيث يتوقع أن يستخدم تنظيم الدولة الإسلامية كل امكاناته العسكرية.

وقال أحد سكان حي الزنجيلي في غرب المدينة رافضا كشف هويته لفرانس برس، إن مقاتلي "داعش جاؤوا إلى منزلنا وأغلقوا الباب بإحكام، واعطونا قليلا من الماء والطعام وقالوا لنا +هذه اكفانكم+".

وذكرت امراة في الثلاثينات تسكن شرق الموصل، لفرانس برس، أن احدى قريباتها التي تسكن حي المشاهدة، أحد الأحياء الشعبية في غرب المدينة، أكدت لها في اتصال وهي تبكي أن "داعش أقفلوا أبواب البيت علينا بعد أن أعطونا كمية من الماء وقطعة قماش أبيض وقالوا لنا +هذا كفنكم+".

وتعاني المدينة منذ بدء العمليات العسكرية لاستعادتها من المتطرفين نقصا حادا في المواد الغذائية.

ولا تزال ظروف حياة السكان الذين يعانون سيطرة الجهاديين بعد ستة أشهر من بدء القتال بالغة الصعوبة.

"تجويع ومرض":
وقال ابو رامي (35 عاما) الذي يسكن بدوره حي المشاهدة الذي ما زال تحت سيطرة الجهاديين في اتصال هاتفي ان "داعش احتجز عددا من العائلات عبر احكام اقفال ابواب منازلها".

والمنازل في الموصل القديمة شبه خالية من النوافذ وتحوطها جدران المنازل المجاورة المتراصة وذات مدخل واحد غالبا.

واكد ابو رامي ان هذه "العائلات اصبحت تحت رحمة الجوع والمرض والقصف ولم تعد تستطيع الهرب".

واضاف "القوات الامنية تتقدم ببطء شديد وهذا يعطى فرصة للدواعش لقتل المواطنين المحتجرين عبر التجويع والمرض".

بدوره، أكد الناشط عبد الكريم العبيدي الموجود عند أطراف الموصل، أن "الجهاديين يقفلون الأبواب على الأسر في الأحياء غير المحررة في الجانب الغربي".

وأضاف العبيدي -في اتصال هاتفي مع فرانس برس: "هناك نحو 250 ألف نسمة محاصرون من قبل مسلحي داعش"، ورجح وجود "نحو 600 عنصر من داعش بينهم عرب وأجانب إضافة إلى محليين".

وتابع "عناصر داعش لديهم كل ما يحتاجون إليه، لقد سرقوا المواد الغذائية من المنازل وخزنوها في مواقعهم. المؤسف أن الحكومة لم تستجب للنداءات بإلقاء مواد غذائية للأهالي المحاصرين من الجو".

منازل مفخخة:
من جهته، قال شاهد آخر من سكان المدينة إن تنظيم الدولة الإسلامية استخدم طريقة أخرى لمنع السكان من الهروب عبر تفخيخ منازلهم، وهو تكتيك سبق أن استخدمه لمنع تقدم القوات الحكومية.

وقال قائد قوات الرد السريع إنهم عثروا على أسر عالقة داخل منازل مفخخة منذ بدء الهجوم الجديد في شمال غرب الموصل.

وأوضح اللواء ثامر أبو تراب، لفرانس برس، إن "عصابات داعش فخخت المنازل فيما العائلات داخلها. تمكن فريق تفكيك المتفجرات من إنقاذ عائلات وإخراجها من ثمانية منازل".

ولا يتمكن سوى عدد ضئيل من الأسر من الفرار قبل وصول القوات العراقية، فيما عمد العديد من المدنيين غير المحتجزين من قبل تنظيم الدولة الإسلامية إلى الاختباء في سراديب تحت المنازل مع مواد غذائية قليلة لا تزال لديهم.

وأغلق الجهاديون أحياء بينها 17 تموز، بجدران اسمنتية مرتفعة ومنعوا الدخول والخروج إلا من منفذ واحد تحت سيطرتهم بهدف إطالة أمد المعركة واستخدام المدنيين كدروع بشرية، وفق مصادر عسكرية في الموصل.

وقال أبو عماد الذي يسكن حي الزنجيلي، أحد الأحياء الفقيرة في غرب الموصل، "هناك قتلى وجرحى كل يوم جراء القصف الذي تتعرض له منازل مكتظة بعائلات تعيش وسط خوف مستمر ولا تتمكن حتى من مغادرة الغرف والسراديب".

وأضاف أبو عماد وهو أب لعائلة من خمسة أفراد، كان يعتاش من مطعم صغير قبل معركة الموصل، إن "الجوع يفتك بالناس ولم تبق أي مؤونة غذائية. بعض العائلات بدأت تأكل الأعشاب والورق وقد تلجأ إلى أكل القطط والكلاب لسد جوعها".

ومنذ بدء معركة الموصل قبل ستة اشهر، دفع الخوف والجوع نحو 600 ألف شخص إلى النزوح عاد 133 ألفا منهم.

وبدأت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في 17 أكتوبر الفائت عملية عسكرية كبيرة لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية بعدما سيطر عليها في منتصف يونيو 2014.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان