لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا اختار ترامب السعودية وإسرائيل والفاتيكان في أول جولة خارجية منذ تنصيبه؟

02:53 م الأحد 14 مايو 2017

كتب – محمد مكاوي:
يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأسبوع المقبل، أولى جولاته الخارجية منذ تنصيبه رسميا رئيسا للولايات المتحدة في يناير الفائت، بزيارة إلى السعودية وإسرائيل والفاتيكان مرورا بإيطاليا ويختتمها بالعاصمة البلجيكية بروكسل في جولة ذات "دلالة دينية" ومحاولة لتغيير سياسات سلفه باراك أوباما.

وغالبا ما تكون الوجهة الخارجية الأولى للرؤساء الأمريكيين إلى الجارتين الشمالية والجنوبية (كندا والمكسيك)، إلا ان ترامب فاجأ الجميع بإعلان زيارته الأولى إلى منطقة الشرق الأوسط.
وصف ترامب رحلته بأنها مسعى لبناء التعاون والدعم بين المسلمين والمسيحيين واليهود من أجل مكافحة الإرهاب.

وقال ترامب "مهمتنا ليست أن نملي على الآخرين كيف يحيون بل بناء تحالف يضم أصدقاء وشركاء يتشاطرون هدف مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والفرص والاستقرار بالشرق الأوسط الذي تمزقه الحروب".

وكانت العلاقات الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مع كل من السعودية وإسرائيل وهما من أكبر حلفائها في الشرق الأوسط متوترة خاصة بعد إبرام واشنطن والدول الكبرى اتفاقا نوويا مع طهران.

"دلالة دينية"

مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي هربرت ماكماستر، قال إن للرحلة ثلاثة أهداف أساسية. الهدف الأول هو إعادة التأكيد على القيادة العالمية للولايات المتحدة، والثاني مواصلة بناء علاقات رئيسية مع قادة العالم، والثالث إرسال رسالة وحدة إلى أصدقاء الولايات المتحدة والمؤمنين من ثلاثة من أعظم الديانات في العالم.

وأضاف ماكماستر في تصريحات اوردها بيان الخارجية الأمريكية باللغة العربية – تلقى مصراوي نسخة منه الأحد – أن "هذه الرحلة تاريخية حقاً. لم يقم أي رئيس من قبل بزيارة الأوطان والأماكن المقدسة الخاصة بديانات اليهودية والمسيحية والإسلام في رحلة واحدة".

وتابع "يسعى الرئيس ترامب إلى توحيد شعوب مختلف الأديان حول رؤية مشتركة للسلام والتقدم والازدهار. سيجلب رسالة التسامح والأمل إلى المليارات، بما في ذلك الملايين من الأمريكيين الذين يتبعون هذه الديانات. سيركّز الرئيس على ما يوحدنا".

وقال مستشار الأمن القومي "ستبدأ رحلة الرئيس في السعودية، موطن أقدس المواقع في الإسلام. وسيشجع شركاءنا العرب والمسلمين على اتخاذ خطوات جريئة وجديدة لتعزيز السلام ومواجهة من يشيعون الفوضى والعنف اللذين تسببا بمعاناة كبيرة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي وخارجه أيضاً، سواء كانوا من تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة أو إيران أو نظام الأسد".

أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتورة نهى بكر تقول إن أحد أسباب اختيار ترامب للسعودية لتكون أول وجهة خارجية له بجانب مسألة "الأديان الثلاثة" هو أن المملكة المورد الأول للنفط إلى واشنطن وأيضا أكبر مشترٍ للسلاح.

وترى بكر في اتصال هاتفي مع مصراوي، أن ترامب يحاول إعادة العلاقات الاستراتيجية مع المملكة بعد أن تأثرت في عهد أوباما إثر الاتفاق النووي مع طهران، إضافة إلى إزالة المخاوف التي ظهرت في خطاب ترشحه ضد المسلمين باعتبار أن المملكة تحتضن البيت الحرام وهو المكان المقدس الأول عند المسلمين.

وأضافت بكر أن ترامب سيلتقي مع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية خلال زيارته في إلى المملكة في إشارة إلى القمة العربية الإسلامية التي دعا إليها العاهل السعودي الملك سلمان عددا من نظرائه المسلمين والعرب.

والتقى ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع ترامب في واشنطن في مارس في زيارة اعتبرتها وسائل إعلام سعودية "نقطة تحول تاريخية" في العلاقات بين البلدين.
واشتكى ترامب في مقابلة مع رويترز الأسبوع الماضي من أن السعودية لا تعامل الولايات المتحدة بإنصاف وأن واشنطن تخسر قدرا هائلا من الأموال للدفاع عن المملكة.

القضية الفلسطينية

بعد ختام زيارته إلى السعودية، سيتوجه ترامب إلى إسرائيل. وقال ماكماستر إن "ترامب سيعيد التأكيد مع الرئيس (الإسرائيلي رؤوفين) ريفلين ورئيس الوزراء نتنياهو على الصلة التي لا تتزعزع بين الولايات المتحدة والدولة اليهودية. وسيعرب للرئيس (الفلسطيني محمود) عباس عن رغبته في أن يتمتع الفلسطينيون بكرامتهم ويقرروا مصيرهم. إذاً سيعبّر عن أمله بتحقيق سلام عادل ودائم للقادة والشعوب على حد سواء وعبر الرحلة بأكملها".

وتقول الدكتورة بكر إن لقاء ترامب وعباس سيكون دعمًا للرئيس الفلسطيني، إلا أن موقف الرئيس الأمريكي مازال غير واضح تجاه حل الدولتين وكذلك عد إدانته لمسألة الاستيطان الذي يطالب الفلسطينيون بتجميده حتى يستأنفوا المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين.

وكان ترامب قال إن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في واشنطن إنه "يبحث حل الدولتين وحل الدولة الواحدة وسيسعد بالحل الذي يتفق عليه الإسرائيليون والفلسطينيون".

اللجوء والهجرة والناتو

عُرف عن ترامب سياساته المتشددة تجاه قضايا الهجرة واللجوء وكان أبرز مثال الأمران التنفيذيان الذين أصدرهما للحد من وصول مواطني 7 دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، وكذلك محاولته بناء جدار عازل على الحدود الجنوبية مع المكسيك.

وسيطير ترامب بعد زيارته لإسرائيل إلى الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس في لقاء يقول عنه مستشار الأمن القومي الأمريكي إنه "يتشرف الرئيس في روما بلقاء بالبابا فرانسيس، وهو يتطلع قدماً إلى التعبير عن احترامه ومناقشة الحرية الدينية وسبل مكافحة الاضطهاد الديني والإتجار بالبشر والتعاون في البعثات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم".

كان البابا انتقد ترامب قبل إجراء الانتخابات الأمريكية بسبب خططه في إنشاء سور بين بلاده وبين المكسيك ووصف ذلك بأنه فعل غير مسيحي. من جانبه وصف ترامب هذه التصريحات بأنها ضارة.

وقالت أستاذة العلوم السياسية نهى بكر إن البابا فرنسيس قد يطرح مسألة حل القضية الفلسطينية ووضع المقدسات المسيحية في القدس المحتلة خلال لقاءه مع ترامب.

وإلى بروكسل يصل ترامب لحضور اجتماع قادة حلف شمال الأطلسي - وبحسب ماكماستر - سيؤكد مجدداً هناك على التزام الولايات المتحدة بالتحالف، مع التأكيد على ضرورة أن يدفع الأعضاء حصتهم المناسبة وأن يتحملوا المسؤولية ويتقاسموا الأعباء، وأن تواصل المؤسسة السير على طريق تعزيز التحالف.

وكان ترامب قد انتقد حلف الناتو متسائلا عن جدوى بقاءه مع دفع الولايات المتحدة حصة مبالغا فيها من مصاريف الحلف مقارنة مع ما تدفعه بقية الدول الأعضاء.

ويتوجب أن تخصص الدول الأعضاء في الناتو 2 في المئة من ناتجها القومي للشؤون الدفاعية، غير أن لا دولة وصلت إلى هذا الحد بعد الأمر الذي يستغله ترامب في انتقاداته للحلف الذي وصفه ب"الذي عفا عليه الزمن."

إلا أنه عاد ليؤكد في لقاءه مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبيرج في العاصمة الأمريكية واشنطن أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) لم يعد أبدا من الكيانات التي عفا عليها الزمن متراجعا بذلك عن موقفه السابق الذي سبب قلقا في الحلف.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان