إعلان

أبو الغيط: عدم حل القضية الفلسطينية "عبء" على الدول المحيطة بإسرائيل

07:48 م الثلاثاء 16 مايو 2017

أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية

بيروت - (أ ش أ):

قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن استمرار القضية الفلسطينية من دون حل يفرض على الدول المحيطة بإسرائيل ومنها لبنان أعباء أمنية مضاعفة، كما أن المؤثرات الخارجية سواءً من النظام الدولي أو من الإقليم المحيط، تلقي بظلالها على الصراعات الدائرة في المنطقة العربية.

ولفت أبو الغيط إلى أن حروب الوكالة التي كانت قد توارت بعد زمن الحرب الباردة ، تعود لتطل برأسها من جديد ، وهي حروب عالية التكلفة هائلة الضحايا وعادة ما تمتد لفترة زمنية طويلة لانها تدار بواسطة أطراف خارجية لا تعاني مجتمعاتها ويلاتها وغالبا ما يكون لدى هذه الاطراف الاستعداد للاستمرار في ضخ السلاح والدعم المادي إلى أن تتحقق أهدافها أو أن تحرم خصومها من تحقيق أهدافهم وسواء تصارع الكبار أم تصالحوا فإن المنطقة تصير في زمن التنافس الدولي اكثر انكشافا وتعرضا لمخاطر الانقسام.

جاء ذلك فى كلمة أبو الغيط أمام المؤتمر السابع لمركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني الذى عقد اليوم تحت عنوان"تناقضات الصراع والتحول في العالم العربي" برعاية الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون وحضور وزير الاتصالات جمال الجراح ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري و العميد الركن كلود الحايك ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون وشخصيات سياسية وامنية وباحثين واكاديميين ومشاركين من عدد من الدول العربية.

وأشار إلى أن دور الجامعة العربية في تسوية الازمات العربية يواجه تحديات لأن تحرك الجامعة مرهون بارادة الدول الاعضاء ذلك إنها لا تمثل إرادة أكبر منهم وانما تعد تجسيدا لارادتهم الجماعية أن اكتملت، ولكلماتهم أن اجتمعت، والجامعة ليست مؤسسة تعنى بالسياسة فحسب وانما هي بوتقة جامعة لكل مجالات العمل العربي المشترك في الاقتصاد والثقافة وغيرها وهي تركز على هذه المجالات بالذات لانها تنطوي على امل حقيقي وتغرس ثمرا للمستقبل.

واضاف انه ليس معنى هذا ان الجامعة تغفل دورها السياسي أو تتناساه، وانما هي تحرص على ممارسته بحساب عارفة ما لها وما عليها من دون افتئات على رؤية الدول وقرارها السيادي، وبحيث يوظف ثقل الجامعة المعنوي والاخلاقي والسياسي في المكان والوقت المناسبين. وتابع : إني أرصد زخما طيبا بعد قمة عمان في اذار الماضي. والمس رغبة صادقة من جانب الدول العربية جميعا في رأب اي صدع، وتجاوز كل خلاف، من اجل وقف نزيف التفكك والتفتت".

وأوضح أبو الغيط أننا أمام جملة من التحولات والتغيرات والعمليات التاريخية الممتدة التي تتفاعل في نفس اللحظة بطول المنطقة وعرضها مشيرا إلى أن ثمة كيانات سياسية تاريخية تتعرض امام اعيننا لخطر الزوال.

ولفت إلى أن هناك دولا نشأت في فترات مختلفة خلال القرن الماضي، واستمرت ككيانات وطنية موحدة تواجه اليوم خطر التفكك والانفجار لان الضغوط تتوالى على هذه الكيانات من الداخل والخارج في الوقت ذاته فأن العقد الاجتماعي الناظم لهذه المجتمعات مهدد بالانقسام الكامل.

وأشار أبو الغيط إلى أن الكثير من الجماعات والقوى الإقليمية قد وصلت إلى هذا الاقتناع وأن هناك سباقا متسارعا يجري اليوم على وراثة هذه الكيانات السياسية أو الحصول على مناطق نفوذ داخلها، ولا أحد يعلم أن بدأ التفكيك متى ينتهي، أو عند أي حد يقف، فاذا انفصمت عرى الدولة الوطنية التي عرفتها المنطقة العربية منذ اتفاق سايكس - بيكو، في عشرينيات القرن الماضي، فان البديل سيكون شيئا جديدا علينا جميعا، بيئة استراتيجية مختلفة تلعب فيها الجماعات الارهابية والميليشيات والكيانات الطائفية بل والقبائل والتحالفات المناطقية ادوارا متصاعدة ،معربا عن أمله ان يتم التمكن من ايقاف مسلسل الفوضى والتفتيت المستمر منذ ما يربو على ستة أعوام.

وأشار إلى أن هناك اتجاها يرصده يتمثل في تغيرات اجتماعية عميقة تجتاح المنطقة من اقصاها إلى إقصاها، ولا يمكن لاي مجتمع عربي أن يدعي بأنه بمنأى عنها، منوها إلى أن أخطر هذه التغيرات على الاطلاق هو الطفرة الشبابية وهى أن 60% من سكان المجتمعات العربية تقل اعمارهم عن 29 عاما.

ولفت إلى أن هناك قوة بشرية هائلة يتجاوز حجمها المائة مليون شاب عربي تقع اعمارهم بين 15 و 29 عاما، المنطقة العربية من اكثر المناطق شبابا في العالم، ولا ينافسها في ذلك سوى افريقيا جنوب الصحراء، هذا الاتجاه سوف يستمر حتى عام 2050، وهذه "الظاهرة الشبابية" إن جاز التعبير تصحبها ازمة عنيفة في الهوية.

وتابع: "فجيل الشباب الحالي هو باليقين الاكثر اتصالا بالعالم الخارجي بواقع اتاحة وسائط الاتصال وتكنولوجيا المعلومات على نطاق واسع، وهو جيل ممزق بين ما يراه على الشاشات، وما يلمسه ويعانيه في واقع الحياة، وهو ايضا ضحية لحالة من العجز المزمن عن ايجاد "نموذج تنموي" او صيغة اقتصادية ناجحة تسمح باستيعاب هذه الامكانية، الهائلة وتحويلها الى طاقة نمو تدفع المجتمعات للامام.

وأضاف أن البعض يرى ان المنطقة العربية في حاجة الى نحو 60 مليون وظيفة خلال العقد القادم لاستيعاب هؤلاء الشباب وابعاد شبح البطالة عنهم الرقم وحده يكشف عن حجم التحدي الذي نواجهه.

واشار الى ان مثل هذه الطفرة الشبابية تضع الاوطان امام اختبارات صعبة تتحدى استقرارها، فالمجتمعات ذات الثقل الشبابي الكبير اكثر عرضة للفورات والاضطرابات، واكثر ميلا الى العنف، والتضافر بين هذين العاملين، الانفجار السكاني والتراجع الاقتصادي يخلق كتلة حرجة خطرة يتعين على الحكومات والمجتمعات العربية تفادي الوصول اليها.

واضاف أن هناك تحديا يرصده وهو أن هناك أولا حالة من إنعدام اليقين في قمة النظام الغربي. فثمة صعود في الاتجاهات الشعبوية لا تخطئه عين، ويتعين علينا ان نراقب بدقة تبعاته على منطقتنا، وعلى العلاقات العربية الغربية بصفة عامة وهناك ثانيا عودة لما يشبه التنافس على المنطقة بين اقطاب النظام الدولي،

وختم: "ليس من الواضح بعد إلى أين سيقود هذا التنافس، ولكن المؤكد إننا نلمس بوادر غير طيبة لاقتسام النفوذ كما عكسها مثلا الاتفاق الذي وقع مؤخرا في الاستانة بشأن مناطق خفض التصعيد في سوريا".

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان