شعار "أمريكا أولا" يتجه إلى المسرح العالمي في أول جولة خارجية لترامب
واشنطن (د ب ا)
من المعروف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوضح تماما أن فترة رئاسته تؤذن بعهد جديد شعاره "أمريكا أولا"، ولكن مع استعداد الرئيس الأمريكي للقيام بأول جولة خارجية له، تتطلع إدارته لتوضيح أن الولايات المتحدة لا تعتزم السير بمفردها على الساحة الدولية.
ويلاحظ أن هربرت ماكماستر مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي صرح قبل بضعة أيام من بدء ترامب جولته التي تشمل خمس دول في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا بأن شعار "أمريكا أولا"، لا يعني مطلقا أن "تسير أمريكا بمفردها"."
وقال ماكماستر "إن الرئيس بذل جهدا كبيرا من أجل دعم حلفائنا، وشعار أمريكا أولا، لا يعني أن أمريكا لا تقود".
"الزعامة الأمريكية"
ويغادر ترامب واشنطن يوم الجمعة المقبل في جولة تشمل المملكة العربية السعودية وإسرائيل والفاتيكان وبلجيكا وإيطاليا، وتستهدف إعادة تأكيد الزعامة الأمريكية على الصعيد العالمي، وبناء علاقات مع زعماء العالم ونشر رسائل للوحدة بين ثلاث من الديانات الكبرى في العالم وفقا لما قاله ماكماستر.
ويشارك ترامب خلال الجولة في اجتماع لزعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل، وفي اجتماع آخر لزعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في صقلية.
ويقول روبرت دانين الباحث بمجلس العلاقات الخارجية إن صورة ترامب على المسرح العالمي ستكون في المقام الأول مقياسا حاسما لنجاح الجولة.
وأضاف دانين إن "الجولة تمثل رسالة في حد ذاتها، ونجاحها يعني أن الرئيس ترامب سيمسك بعجلة القيادة على الساحة العالمية ".
وتمثل أول جولة دولية لترامب تحديا لإظهار الزعامة الأمريكية، حتى على الرغم من أنه لم يتم بعد تعيين جانب كبير من فريقه للسياسة الخارجية، كما أن إدارته لا زالت في طور صياغة مواقفها إزاء القضايا الرئيسية بدءا من وضع استراتيجية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، إلى بحث ما إذا كان يتعين البقاء داخل اتفاقية باريس للمناخ.
ويتساءل جيفري راثكي الباحث بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية قائلا "ما الذي يريده الزعماء الأوربيون من إدارة ترامب؟"، ويرد بقوله "أعتقد أن ما يودونه جميعا هو استمرارية السياسات".
ويعد ترامب أول رئيس أمريكي خلال عقود لا يقوم بأول جولة خارجية له بزيارة دولة مجاورة مثل كندا أو المكسيك.
ويوضح إليون أبرامز الباحث بمجلس العلاقات الخارجية أنه "من الملفت للنظر أن ترامب أوضح خلال حملته الانتخابية أنه يسعى للخروج من الحروب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط الكبير، ومع ذلك يستهل جولته الخارجية بزيارة هذه المنطقة".
وبالإضافة إلى لقاء العاهل السعودي الملك سلمان سيجري ترامب مباحثات أوسع نطاقا مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي، وأيضا مع زعماء قرابة عشرين دولة إسلامية أخرى.
ويمكن أن يعلن ترامب خلال جولته عن مبيعات كبرى للأسلحة للسعودية، وإجراء مباحثات حول الصراعات في اليمن وسورية ، إلى جانب المخاوف بشأن الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
إسرائيل وفلسطين
ومن المقرر أن يجري ترامب أيضا مباحثات مع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، كما سيجري مباحثات في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويتطلع الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي إلى إشارات من ناحية ترامب حول استئناف عملية السلام، وذلك بعد أن أعرب عن استعداده لأن يلعب دور الوسيط بين الجانبين أثناء استقباله محمود عباس في وقت سابق من الشهر الحالي.
وثمة سؤالان قيد الطرح الأول هو ما إذا كان ترامب سيساند حل الدولتين، والثاني يتعلق بما إذا كان سيتخذ خطوات للوفاء بوعده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
ومن المقرر أن يتوجه ترامب من إسرائيل إلى الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس، الذي أعرب عن خلافه مع الرئيس الأمريكي حول موقفه من اللاجئين والمهاجرين، وأعلن البيت البيض أن ترامب سيناقش مع البابا مكافحة الاضطهاد الديني والإتجار بالبشر إلى جانب دعم المهام الإنسانية.
كما سيجري الرئيس الأمريكي مباحثات في روما مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني والرئيس سيرجيو ماتاريلا.
الناتو
ومن المتوقع أن تحدث مشاركة ترامب في قمة حلف الناتو التي ستستضيفها بروكسل في 25 مايو الحالي تغييرا شاملا، حيث غير الرئيس الأمريكي من موقفه إزاء التحالف العسكري الأمريكي الأوروبي، بإعلانه الشهر الماضي أن الناتو "لم يعد حلفا عفا عليه الزمن".
وكان ترامب قد طالب حلفاء الولايات المتحدة ببذل المزيد في المشاركة في تحمل أعباء الدفاع، ومن المتوقع أن يدعو الدول الأعضاء في الناتو للوفاء بأهداف إنفاق ما نسبته 2% من إجمالي الناتج المحلي لدولهم على الدفاع، مع التركيز على جهود مكافحة الإرهاب.
ومن المتوقع أن يتخذ هذا التحالف العسكري قرارا قبيل انعقاد قمة بروكسل بشأن الانضمام أو عدم الانضمام إلى تحالف عسكري ضد تنظيم داعش الإرهابي، حتى على الرغم من أن جميع الدول الأعضاء في الناتو البالغ عددها 28 دولة، تشارك بالفعل بشكل فردي في العمليات العسكرية ضد داعش.
وليس من المتوقع أن يتخذ زعماء الناتو أية قرارات كبرى أثناء القمة، وتتمثل الفائدة التي سيجنيها ترامب أساسا من المشاركة فيها في لقائه مع مجموعة من الزعماء لم يلتق بها حتى الآن.
ويقول جورج بينيتز الباحث في شؤون الناتو في مركز أبحاث "مجلس الأطلسي" إن قمة الناتو "تعد اجتماعا مهما على المستوى الشخصي، وليس على مستوى السياسات".
وبالمثل من المتوقع أن يركز ترامب على بناء العلاقات في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع التي ستستضيفها مدينة صقلية الإيطالية، حيث سيصبح واحدا من أربعة زعماء جدد بالمجموعة منذ الاجتماع الأخير لزعمائها في اليابان منذ عام، والزعماء الثلاثة الجدد الآخرون هم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، ورئيس الوزراء الإيطالي جنتيلوني.
ومن المتوقع أن تحدث مشاركة ترامب في هذه القمة الصناعية تغييرا كبيرا، خاصة فيما يتعلق بالتجارة حيث ابتعد عن اتفاقيات التجارة الدولية، كما من المتوقع أن يطالب حلفاء الولايات المتحدة بتقديم المساعدة في القضايا المتعلقة بكوريا الشمالية وأفغانستان والشرق الأوسط.
فيديو قد يعجبك: