بعد إعادة انتخابه رئيسا لإيران.. من هو حسن روحاني؟
كتبت – إيمان محمود
لم تؤثر الانتقادات لعهده بالتراجع الاقتصادي أو زيادة النفوذ الأجنبي، على فرص فوزه بولاية ثانية في انتخابات الرئاسة، بل ظل رجل الدين المعتدل ذو العمامة البيضاء، حسن روحاني، في مقدمة منافسيه، ليحصل اليوم على 58 في المئة من نسبة المصوتين، ليستمر على رأس السلطة التنفيذية الإيرانية للأربع سنوات أخرى.
فاز روحاني بولايته الأولى عام 2013، وكان وقتها رجل الدين الوحيد الذي يخوض الانتخابات الرئاسية، لكنه أكد خلال حملته الانتخابية على رغبته في أن تتبنى بلاده نهجا معتدلا، وقد كان دفاعه المستمر عن حرية إبداع الفنانين وتعدد وسائل الإعلام وحقوق المرأة دورًا في ترسيخ صورته كرجل دين "معتدل".
ورغم فوزه باكتساح في انتخابات 2013، بعد حملة تعهد فيها بإنهاء العزلة الدبلوماسية المفروضة على بلاده وزيادة مساحة الحريات الاجتماعية، إلا أن شعبيته تراجعت في العام الأخير، حسب استطلاع للرأي أُجرته جامعة ماريلاند الأمريكية نهاية 2016.
وقال الجامعة إن تراجع شعبية روحاني يعود لعدم تحسن الاقتصاد الإيراني وزيادة البطالة، رغم إبرام الاتفاق النووي.
ولد حسن روحاني، عام 1948 في محافظة سمنان في عائلة معروفة بالتدين والنضال ضد نظام الشاه، وبدأ تعليمه الديني عام 1960 في الحوزة العملية بمدينة سمنان، حيث حضر حلقات دراسية لكبار علماء الدين في إيران، وذلك بجانب دراسته الأكاديمية، بحسب "قناة العالم" الإيرانية.
ويجيد روحاني اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والروسية والعربية، كما أنه حاصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة جلاسكو كاليدونيان بإسكتلندا.
وفيما يخص النشاط السياسي؛ فيمكن العودة إلى عام 1965 حيث التحق روحاني بالإمام الخميني، وبدأ جولاته في إيران ملقيًا الخطب المناهضة لحكومة الشاه، الأمر الذي أدى إلى اعتقاله عدة مرات ومنعه من القاء أي خطب علنية.
وكان روحاني إلى جانب الإمام الخميني عندما تم نفيه إلى فرنسا قبل الثورة الإسلامية في 1979، ثم أطلق مسيرة سياسية طويلة وصنف حتى عام 2000 بأنه في صفوف المحافظين قبل أن يتقرب من المعتدلين والإصلاحيين.
وخلال المظاهرات الطلابية التي خرجت مناهضة لإغلاق إحدى الصحف الإصلاحية عام 1999، تبنى روحاني موقفًا شديدًا بإعلانه أن من ألقي القبض عليهم في تلك المظاهرات بتهمة التخريب وتدمير ممتلكات الدولة سيواجهون عقوبة الإعدام إذا ما ثبتت إدانتهم.
إلا أنه وفي وقت لاحق، أبدى دعمه للمظاهرات التي اندلعت عقب انتخابات عام 2009 ووجه انتقاداته للحكومة لمعارضتها ما كان يراه من حق الشعب في التظاهر السلمي، بحسب بي بي سي.
وتولى روحاني منصب نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني كما كان كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي بين عامي 2003 و2005. وفي هذه الفترة حاز لقب "الشيخ الدبلوماسي" حيث كان عالم الدين الوحيد في الفريق النووي الإيراني حتى اليوم.
ويعرف روحاني بانفتاحه على الحوار مع الغرب، حيث نجح في التوصل إلى مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، عام 2015، لتسوية أزمة الملف النووي بموافقة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وكان ذلك الاتفاق التاريخي الذي سمح برفع العقوبات عن إيران.
وخلال حملته الانتخابية في 2013، باتت مواقفه حول الحريات والثقافة والانفتاح على العالم والتساهل في ارتداء الحجاب مشابهة لمواقف الإصلاحيين الذين يطالبون بتحرر أكبر للقواعد والقوانين.
وكان ينتقد السياسة الخارجية للبلاد، مشددًا على أنه يرفض هذه السياسة وستقوم حكومته في حال انتخابه رئيسا للجمهورية بالمصالحة مع الدول الجارة ودول العالم، بحسب شبكة سي إن إن.
كما أشار إلى "المؤامرات التي يحيكها الأعداء ضد الشعب الايراني منذ 3 عقود بما فيها فرض الحظر الدولي".
وقال إن الحكومات السابقة تغلبت على كل هذه المشاكل بفضل تدبيرها ومقاومتها، مضيفًا "حكومتي هي حكومة التدبير والأمل حكومة السلام والمصالحة وتدعو الى التعاطي مع دول العالم."
فيديو قد يعجبك: