إعلان

الجيش السوري يقترب من السيطرة على كامل "عاصمة الثورة"

09:47 م السبت 20 مايو 2017

مسلح سوري معارض يستعد لركوب حافلة لمغادرة حي الوعر

حمص/ سوريا – (أ ف ب)

يوشك الجيش السوري أن يبسط سيطرته على كامل مدينة حمص في وسط البلاد إذ من المنتظر أن تنتهي خلال الساعات المقبلة عملية إجلاء آخر المقاتلين المعارضين من حي الوعر، آخر معاقلهم في المدينة.

وتعد مدينة حمص، التي طالما اعتبرها ناشطون معارضون "عاصمة الثورة" نتيجة الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها مع بدء الأزمة السورية في العام 2011، من بين الأكثر تضررا جراء النزاع، كما أنها من أولى المناطق التي شهدت حصارا.

ومنيت الفصائل المعارضة منذ العام الماضي بخسائر ميدانية على جبهات مختلفة، اعقبتها اتفاقات على إجلاء المقاتلين المعارضين من مناطق سيطرتهم. ومن أبرز تلك المناطق مدينة حلب (شمال) وبلدات قرب دمشق، وآخرها أحياء تتواجد فيها الفصائل المعارضة منذ 2012 في العاصمة السورية.

وعند أحد مداخل حي الوعر، قال محافظ حمص طلال البرازي لوكالة فرانس برس السبت إن "عملية إخلاء حي الوعر من السلاح والمسلحين مستمرة"، مؤكدا "هذه هي الدفعة الأخيرة".

وسيخرج، بحسب المحافظ، حوالى 3000 شخص هم 700 مقاتل بالإضافة إلى افراد من عائلاتهم ومدنيين راغبين بالمغادرة من الحي المحاصر من قبل الجيش السوري منذ سنوات عدة.

وسيتوجه المغادرون، وفق البرازي، إلى محافظة ادلب (شمال غرب) التي يسيطر عليها تحالف فصائل إسلامية وجهادية أو إلى مدينة جرابلس (شمال) الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة.

ويحتاج إجلاء الدفعة الأخيرة إلى بعض الوقت، وتوقع البرازي أن تتواصل حتى ليل السبت أو غدا الأحد.

ويأتي خروج الدفعة الأخيرة بعد نحو شهرين من التوصل إلى اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية روسيا يقضي بإجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين الراغبين من حي الوعر على دفعات عدة ضمن فترة أقصاها شهران.

وأوضح البرازي أنه مع انتهاء عملية الإجلاء "سيتجاوز عدد المغادرين 15 ألفا، هم ثلاثة آلاف مسلح و12 ألفا من أفراد عائلاتهم ومدنيون آخرون".

"سيارتي باتت متراسا"

وقبل صعودهم الى الحافلات، تجمع عدد كبير من السكان وبحوزتهم أغراضهم من حقائب وسجاد وحتى دراجات هوائية وأقفاص عصافير فيما حمل مقاتلون أسلحتهم الفردية وحقائب صغيرة على ظهورهم، وفق مراسل فرانس برس في المكان.

كما شاهد المراسل عند مدخل حي الوعر عناصر من الشرطة العسكرية الروسية.

وينص الاتفاق على انتشار قوات روسية في الحي للاشراف على حسن تنفيذه ولضمان سلامة السكان الذين اختاروا البقاء أو أولئك الراغبين بالعودة.

ويسيطر الجيش السوري منذ مايو 2014 على مجمل مدينة حمص بعدما انسحب حوالى ألفي مقاتل معارض من أحياء المدينة القديمة بموجب تسوية مع الحكومة، إثر عامين من الحصار المحكم والقصف. وانكفأ المقاتلون الباقون آنذاك إلى حي الوعر إلى جانب آلاف المدنيين.

وعند مدخل الحي، ينتظر حسين (60 عاما) منذ الصباح الباكر انتهاء عملية الاجلاء ليتمكن من الدخول وتفقّد منزله الذي غادره قبل خمس سنوات نتيجة المعارك.

ويقول لفرانس برس "ما زلت على هذه الحالة منذ أربعة أيام، منذ أن سمعت باقتراب انتهاء خروج المسلحين (...) أودّ الدخول لرؤية منزلي وتفقّد أغراضي".

لا يعلم حسين شيئا عن ممتلكاته في حي عاش فيه 18 عاما سوى أن سيارته "أمست متراسا".

ويؤكد "لا أكن ضغينة للمسلحين، أتمنى أن تنتهي الحرب"، مضيفا "أحزن لما جرى، لكنني لا أحقد على أحد".

ومن شأن إتمام عملية الإجلاء أن يسمح للجيش السوري بالسيطرة على ثالث اكبر مدن سوريا.

وشهدت سوريا خلال سنوات الحرب التي اندلعت في 2011 وتخللها حصار الكثير من المناطق من قبل كافة أطراف النزاع، عمليات إجلاء عدة شملت عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين وخصوصا من معاقل الفصائل المعارضة.

وشهدت دمشق الأسبوع الماضي أولى عمليات الإجلاء منها، بخروج مئات المقاتلين المعارضين والمدنيين من أحياء القابون وبرزة وتشرين حيث تتواجد الفصائل منذ 2012.

وسيطر الجيش السوري إثر ذلك على كامل حيي القابون وتشرين، فيما تستمر عملية الإجلاء من حي برزة.

وخرجت السبت دفعة ثالثة من المقاتلين والمدنيين من حي برزة تضمنت "2672 شخصاً بينهم 1076 مسلحاً"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن محافظ دمشق.

وبعد أن تنتهي عملية برزة، ستنحصر سيطرة الفصائل المعارضة على أجزاء من حي جوبر (شرق) وحي التضامن (جنوب).

كما تسيطر جبهة فتح الشام (جبهة النصرة) سابقا وتنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء مختلفة من مخيم اليرموك (جنوب).

وتشيد الحكومة السورية باستمرار باتفاقات تعتبرها "مصالحات وطنية" تأتي عادة بعد تصعيد عسكري وتنتهي بخروج الراغبين من المقاتلين من مناطق كانوا يسيطرون عليها قبل ان يدخلها الجيش السوري.

إعدامات داعش

أعدم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الجمعة، 19 مدنيا بينهم طفلان في قرية تسيطر عليها قوات سورية الديموقراطية في محافظة دير الزور في شرق البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.

وتسلل عناصر التنظيم المتطرف، بحسب المرصد، إلى قرية جزرة البوشمس في ريف دير الزور الشمالي الغربي المحاذي لمحافظة الرقة، حيث "عمدوا إلى إعدام المدنيين الـ19، وبينهم طفلان وامرأتان، بإطلاق الرصاص في الرأس، كما أضرموا النيران بعدد من الجثث" قبل أن ينسحبوا فجر السبت.

وخطف مسلحو التنظيم المتطرف، بحسب المرصد، "ثلاثة مقاتلين من مجلس دير الزور العسكري" التابع لقوات سورية الديموقراطية، تحالف فصائل عربية وكردية يقود عملية عسكرية واسعة لطرد داعش من الرقة، معقلهم الأبرز في سوريا.

وسيطرت قوات سوريا الديموقراطية في مارس الماضي على قرية جزرة البوشمس بعدما كانت دخلت قبل اشهر الى الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، التي لا يزال داعش يسيطر على معظمها.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: