هل تفضح معركة الرقة مخططات تقسيم سوريا؟
كتبت – إيمان محمود
وسط أنباء القتل والقصف والاشتباكات، التي تحدث يوميا على الأراضي السورية، تتوالى أيضا انتصارات تحققها قوات سوريا الديمقراطية على تنظيم داعش، حتى باتت تحاصر مدينة الرقة، التي تعد معقله والعاصمة التي أعلن منها التنظيم خلافته، لكن تساؤلات عدة مطروحة حول مصير المدينة وباقي المناطق المحررة من سيطرة التنظيم المتطرف.
قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، هي تحالف كُوّن في أكتوبر 2015 بمحافظة الحسكة، من عدة ميليشيات كردية وعربية وسريانية وأرمنية وتركمانية، بطلب من واشنطن، بهدف محاربة وطرد تنظيم داعش من الأراضي السورية والشريط الحدودي التركي السوري.
ميسرة بكور الباحث السياسي السوري ومدير مركز الجمهورية للدراسات وحقوق الانسان، قال إن قوات سوريا الديمقراطية تتوهم بأن هناك دولة كردية مزعومة ستقام لهم شمال وشرق سوريا، ولذلك فهم يريدون السيطرة على كامل الرقة "ثم الاستعداد للاستفتاء على تقسيم الأرض السورية"، بحسب قوله.
وأضاف بكور –في تصريحات لمصراوي- أن تلك الميليشيات ليست معارضة وهي متحالفة مع بشار الأسد، الذي لا يمانع التحالف مع أي شخص حتى يظل رئيسًا.
وأكد ميسرة بكور، أن المعارضة السورية ترفض رفضًا قاطعا وجود "عصابات سوريا الديمقراطية"، وكذلك حصولها على هذا الدعم الأمريكي الكبير للسيطرة على الرقة، متعجبًا من أن الولايات المتحدة تصر على دعم هذه الميليشيات رغم اعتراضات تركيا وفصائل المعارضة السياسية والمسلحة.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية انطلاق عمليات "غضب الفرات" في 6 نوفمبر عام 2016، والتي تهدف لعزل مدينة الرقة معقل "داعش"، تمهيدًا للسيطرة عليها وطرد التنظيم "داعش"، وشملت الريف الشمالي للمدينة.
المعارض السوري أكد أن هناك تقارير حقوقية ودولية أثبتت أن "سوريا الديمقراطية" تمارس جرائم التطهير العرقي ضد الآشوريين والعرب والتركمان والسريان الموجودين في المنطقة.
وتعجّب بكور من "إبعاد الجيش السوري الوطني الحر عن هذه المعركة، رغم أنه استطاع أن يطرد داعش من العديد من المناطق خاصة بعد معركة درع الفرات التي ساعدت بها تركيا تلك الفصائل".
وفيما يتعلق بإقامة دولة كردية على أرض سوريا، أكد "بكور" أن الأكراد قادمين في الأصل من تركيا وهم آخر القادمين إلى المناطق العربية السورية وبالتالي فليس لهم حق في أرض سوريا، مضيفًا "نحن نرفض قيام أي كيان تحت مسمى كردستان، سواء في سوريا أو في العراق أو حتى على سطح القمر".
ويتفق في معه في الرأي المحلل السياسي ورئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين بالقاهرة، تيسير النجار، مؤكدًا أن ميليشيات سوريا الديمقراطية هي خليط مكون من المتطرفين الأكراد الطائفيين، والمنبوذين حتى من الأكراد ذاتهم، ووعدتهم الولايات المتحدة بإقامة دولة لهم مثل إسرائيل"، على حد قوله.
لكن النجار أشار إلى أن أمريكا فرضت عليهم الخروج من الرقة بعد طرد "داعش" وتسليمها إلى المجلس العسكري الذي هو في الأصل "تابع لبشار الأسد"، على حد قوله.
وردًا على سؤال "مصراوي" حول إمكانية حدوث اشتباكات بين المعارضة السورية والقوات الكردية بعد تحرير الرقة، أكد أن هذا سيحدث على الأغلب، مفسرًا أن هذه الميليشيات تعد "وجهًا آخر للنظام وهم ضد الثورة وضد الشعب السوري".
واستطرد " سوريا الديمقراطية لا تقاتل داعش فقط، وإنما تقاتل الثورة السورية"، مضيفًا أنه رغم إدراجها تحت مسمى "معارض" لكنها حليف لنظام بشار الأسد ضد الثورة السورية.
وحول موقف الرئيس السوري، قال "النجار" إن الأسد لا يمانع تقسيم سوريا، بل يعرف أن ذلك سيفيده لأنه لا يمتلك حظوظ البقاء.
فيديو قد يعجبك: