في أول أيام رمضان.. الأسرى ينتصرون والفرحة تعم فلسطين
كتبت – إيمان محمود:
مع بزوغ أول فجر في الشهر الكريم، انتصر الأسرى الفلسطينيون في معركتهم ضد سلطات الاحتلال، فبعد مفاوضات دامت لأكثر من 20 ساعة بين إدارة السجون وقادة الإضراب، توصل الطرفان إلى اتفاق حول مطالب الأسرى المشروعة، ليتم على إثره تعليق الإضراب لمدة 24 ساعة.
الأنباء حولت وجوه أمهات الأسرى العابسة اللائي انتظرن نتائج المفاوضات، إلى وجوه فرحة بانتصار أبنائهم في معركة الأمعاء الخاوية التي كادت تقضي على حياتهم وسط تجاهل قسوة من الجانب الإسرائيلي.
كالة أنباء فلسطين اليوم، نقلت جانبا من السعادة العارمة داخل خيمة اعتصام أمهات وزوجات الأسرى في ساحة السرايا وسط قطاع غزة، حيث ارتفعت أصوات الزغاريد وإشارات النصر وهتافات النصر للأسرى، فرحاً بانتصارهم.
وفي مؤتمر جماهيري، عقدته اللجنة الوطنية لمساندة إضراب الحرية والكرامة، صباح اليوم، في ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله، أعلن رسميًا انتصار الأسرى في اضرابهم المفتوح عن الطعام الذي استمر 41 يومًا، لتحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن، الذي تلا بيان الانتصار، إنه تم تعليق الإضراب بناءً على الاتفاق الذي تم في سجن عسقلان بين قيادات الأسرى -وعلى رأسهم مروان البرغوثي- وبين إدارة السجون، والذي سيتم الكشف عن تفاصيله لاحقًا.
واستطرد "اللجنة الوطنية لمساندة الإضراب تعلن اليوم انتصار الأسرى والشعب الفلسطيني في ملحمة الدفاع عن الحرية والكرامة، وتوجه بالتحية والتقدير إلى أبطالنا الأسرى الذين بصمودهم وإرادتهم أحرزوا هذا الانتصار العظيم، وتحدوا كل وسائل البطش والقمع وكل محاولات حكومة الاحتلال كسر الإضراب وإفشال مطالب الأسرى ولم يتراجعوا ولم يستسلموا رغم الظروف القاسية والصعبة والإجراءات الخطيرة التي طبقت عليهم".
ويخوض مئات الأسرى الفلسطينيون إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ 17 أبريل الماضي والموافق لـ"يوم الأسير الفلسطيني"، لتحقيق جملة مطالب أبرزها؛ إنهاء سياسة العزل والاعتقال الإداري؛ والمطالبة بهاتف عمومي، للتواصل مع ذويهم إضافة إلى الزيارات والعلاج.
سلطات الاحتلال واجهت الإضراب بإجراءات قمعية قاسية؛ فنفذت حملة من التنقلات الواسعة والقمع المتواصل للأسرى، وسحبت جميع الأجهزة الكهربائية والملابس والأغطية من الغرف، بالإضافة إلى غياب الرعاية الصحية للأسرى الذين تدهورت صحتهم بشكل كبير.
وفي بيانها الذي ألقته اليوم على الشعب الفلسطيني، وجهت اللجنة الوطنية تحياتها لكل من ساند الأسرى في قضيتهم، كما وجهت التحية لأمهاتهم الصابرات، كما وجهت التحية للرئيس محمود عباس والقيادة والحكومة على الدعم والتحرك على كافة المستويات السياسية والحقوقية لحماية الأسرى والانتصار لمطالبهم.
كان الرئيس الفلسطيني، أجرى اتصالا هاتفيا، أمس الجمعة، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تم خلاله بحث مسألة الأسرى ومطالبهم، وجرى بعدها تواصل بين قيادات أمنية فلسطينية وإسرائيلية، ثم عقدت مباحثات ماراثونية مع قيادة الإضراب في السجون حتى ساعات الفجر الأولى، إلى أن أُعلن عن الاتفاق.
وأكدت اللجنة الوطنية لمساندة إضراب الحرية والكرامة في بيانها أن انتصار الأسرى العظيم والأسطوري، حطم كل الرهانات الإسرائيلية وحساباتها القمعية حيث أجبرت حكومة الاحتلال على إجراء مفاوضات مع قيادة الإضراب ومع القائد مروان البرغوثي، بعد أن أيقنت أن الأسرى مصممون على مواصلة إضرابهم حتى النصر أو الشهادة، وأن وسائل القمع والعنف والانتهاك لم تضعفهم بل زادتهم قوة وإصرارًا.
وفي سياق متصل؛ هنأت حكومة الوفاق الوطني برئاسة رامي الحمد الله، الأسرى وجميع الشعب الفلسطيني، والأمة العربية بأكملها بما أسمته "انتصار الحركة الأسيرة" وتحقيق الأسرى مطالبهم والتوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود: "لقد حقق أسرانا البواسل بصمودهم الأسطوري ودفاعهم المجيد انتصارًا جديدًا يسجل بأحرف مضيئة في تاريخ نضالنا الوطني".
أما حزب الشعب الفلسطيني، فقد حيا صمود الأسرى الأبطال طيلة 41 يومًا رغم تعرض حياتهم للخطر الشديد، مضيفًا أنهم استطاعوا بصمودهم الأسطوري فرض قضيتهم على صدارة جدول الاهتمام الشعبي والسياسي، ونجحوا في فرض التفاوض لمدة عشرين ساعة على إدارة السجون بعد أن كانت تتجاهل مطالبهم.
فيديو قد يعجبك: