الموصل على أعتاب التحرير .. ومصير مجهول للمدنيين
كتبت - إيمان محمود:
في ظل ترقب لنهاية معركة الموصل التي شارفت على الانتهاء، يحاول الجيش العراقي السيطرة على آخر معاقل تنظيم "داعش" في المدينة القديمة ذات الأزقة الضيقة والمتشعبة، والمكتظة بالمدنيين الذين يحاصرهم التنظيم، ما يضع المعركة أمام تحديات لم تشهدها من قبل.
القوات العراقية بدأت أمس في غرة شهر رمضان، اقتحام المدينة القديمة التي باتت تحاصرها لأسابيع، وثلاثة أحياء ملتصقة بها في الضفة الغربية، في هجوم وصف بـ"المعركة الحاسمة" لإنهاء "دولة الخلافة"، فيما قُتل قيادي كبير في "الحرس الثوري" الإيراني كان يرافق قوات "الحشد الشعبي" خلال معارك قرب بلدة البعاج غرب المدينة، بحسب صحيفة "الحياة" اللندنية.
وتتقدم القوات العراقية باتجاه المدينة القديمة في الموصل بحذر، وسط اشتباكات متفرقة بين القوات العراقية و"داعش" في محيط المدينة الطبية ومستشفى ابن سيناء.
وأكدت مصادر عراقية عسكرية، اليوم الأحد، إن تنظيم "داعش" بدأ بنشر قناصة في المدينة القديمة للموصل، إلى جانب سيارات مفخخة وانتحاريين سيرًا على الأقدام، بحسب موقع "العربية".
ودخلت معركة استعادة الموصل شهرها الثامن، بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، إذ أخذت من الوقت أكثر مما كان مخططا له، وذلك نظرا للمقاومة الشرسة التي تلقاها من مسلحي التنظيم، ولجوء عناصره إلى استخدام المدنيين دروعا بشرية، بالإضافة إلى عمليات القنص والسيارات المفخخة التي تعيق تقدم الجيش.
وقال اللواء الركن معن السعدي قائد العمليات الخاصة الثانية في قوات مكافحة الإرهاب، إن قواته استعادت 50% من حي الصحة، موضحًا انه لا يمكن تحديد سقف زمني لانتهاء المعركة لان المتغيرات كثيره على الأرض، بحسب "العربية".
وكشف السعدي أن "داعش" بدأ يستعين بالنساء للقتال معه، موضحًا أن التنظيم فقد الكثير من عناصره واستعان بالنساء.
وأعلن قائد الحملة العسكرية لاستعادة الموصل، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، في بيان أمس: "انطلقت القوات المشتركة لتحرير ما تبقى من الأحياء غير المحررة في الساحل الأيمن للموصل".
وأضاف أن "قوات الجيش اقتحمت حي الشفاء والمستشفى الجمهوري، فيما اقتحمت قوات الشرطة الاتحادية حي الزنجيلي واقتحمت قوات مكافحة الإرهاب حي الصحة الأولى"، بحسب ما نقلته "الحياة".
وكانت هذه الأحياء عصية على الجيش العراقي خلال الأسابيع الماضية بسبب تمترس مسلحي «داعش» فيها واستخدامهم المدنيين دروعاً بشرية، وهو يعقد المعركة النهائية التي بدأت أمس.
وأعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس، أن «قطعات الشرطة الاتحادية والفرقة الذهبية والجيش اقتحمت منطقة الزنجيلي، وأن القطعات اجتازت شارع الجسر الثالث من شمال الزنجيلي باتجاه الموصل القديمة».
وتعتبر أحياء الزنجيلي والصحة الأولى وباب سنجار والشفار والفاروق ورأس الكور وباب الطوب آخر الأحياء التي يسيطر عليها "داعش" في المدينة التي تضم أكثر من 70 منطقة، فيما يتمترس مقاتلو "داعش" في البلدة القديمة حيث جامع النوري الكبير والمنارة الحدباء التي تمثل أيقونة الموصل، ولها رمزية كبيرة لدى التنظيم.
وفي محاولة من الحكومة العراقية الحفاظ على أرواح المدنيين داخل المدينة، ألقت الطائرات الحربية العراقية منشورات على السكان، وطلبت منهم مغادرة تلك المناطق، والفرار حفاظًا على أرواحهم، مما زاد من مخاوف منظمات إنسانية تخشى من وقوع ضحايا بين المدنيين العالقين في مناطق القتال.
وكتب في تلك المنشورات أن “الهجوم الحاسم لطرد التنظيم من آخر معاقله في المدينة بات وشيكا".
ويعاني آلاف المدنيين العالقين في وسط الموصل، حيث يتحصن مسلحو التنظيم، من نقص في الماء والغذاء، وعدم توفر مراكز العلاج الكافية، لذلك تخشى منظمات إنسانية من بينها منظمة أوكسفام من أن دعوة المدنيين للخروج من الموصل القديمة، قد تعني أن المدنيين وخاصة الأطفال سيتعرضون لخطر الوقوع ضحايا تقاطع النيران.
وقال عدد من سكان الموصل إن مسلحي تنظيم داعش لجؤوا إلى وضع صفائح معدنية مموجة بين الحصى على الطرقات والممرات داخل الأزقة، كنظام إنذار بأن قوات تتحرك، أو مدنيين يحاولون الفرار، كلما صلصلت تلك الصفائح.
وبعد اقتحام المدينة، أجلت قوات الأمن العراقية، وسط قتال عنيف تخوضه القوات المشتركة ضد مسلحي التنظيم.
وقال المقدم كريم ذياب، الضابط في الشرطة الاتحادية، لوكالة الأناضول: إن "أكثر من ألف مدني تم إجلاؤهم من المدينة القديمة وحي الزنجيلي في الجانب الغربي للموصل، بعدما فتحت منافذ آمنة لإجلاءهم، وتم على الفور نقل الفارين إلى مناطق خارج ساحة القتال".
ورغم أن عدد المدنيين الذين لا يزالوا قابعين داخل المدينة القديمة غير معروف، إلا أن الامم المتحدة حذرت من احتمال نزوح نحو 200 ألف عراقي في الأيام المقبلة.
فيديو قد يعجبك: