إعلان

18 يوما على إضراب الأسرى.. تدهور صحي و"تضامن عربي" وقمع إسرائيلي

03:13 م الخميس 04 مايو 2017

كتبت- رنا أسامة:
دخلت معركة الكرامة التي يخوضها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال يومها الـ 18 على التوالي، بعد دخول أكثر من 1500 أسير في إضراب جماعي مفتوح عن الطعام منذ 17 أبريل الماضي، مُسلّحين بالماء والمِلح والجوع، عازمين على مواصلة ما بدأوا فيه حتى يلبي الاحتلال كافة مطالبهم، وسط التفاف جماهيري فلسطيني متزايد، وقمع إسرائيلي متصاعد.

ويقود الإضراب في سجون الاحتلال عدد من قيادات حركة فتح أبرزهم عضو المجلس التشريعي مراون البرغوثي وكريم يونس وغيرعم من الأسرى.

وحذر سفير فلسطين لدى القاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، جمال الشوبكي، من دخول الأسرى المضربين عن الطعام في مرحلة الخطر بعد سحب "الملح" الذي يستخدمه الأسرى لمساعدتعم على عدم تعفن الأمعاء، مطالبا المجتمع الدولى بالاهتمام بقضية الأسرى.

ودعا مجلس الجامعة العربية، الخميس، الأمم المتحدة ومؤسساتها المعنية إلى إرسال لجنة تحقيق دولية إلى السجون الإسرائيلية، للاطلاع على الانتهاكات التي ترتكب بحق الأسرى، والتأكيد على ضرورة قيام الأطراف المتعاقدة في اتفاقيات جنيف الأربع بإلزام إسرائيل بتطبيق الاتفاقيات على الأرض الفلسطينية المحتلة.

وأكد المجلس دعمه وتضامنه الكامل مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في ختام دورته غير العادية، اليوم الخميس، التي عُقِدت لبحث إضراب الأسرى بناء على طلب فلسطين، وبرئاسة الجزائر وحضور الأمين العام للجامعة.

بداية الإضراب

في البداية شرع نحو 1500 أسير في سجون الاحتلال إلى الدخول في إضراب جماعي مفتوح عن الطعام بتاريخ 17 أبريل، تزامنًا مع يوم الأسير، تحت عنوان "الحرية والكرامة" احتجاجًا على الممارسات القمعية التي تُمارس بحقهم، ووصل عددهم الآن إلى 1800 أسير، وإن كان العدد مُرشّحًا للزيادة.

ونُظّم ذلك الإضراب بقيادة الأسير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي، في دعوة شملت في بدياتها أسرى حركة فتح، حتى انضم إليها لاحقًا أكثر من فصيل أعلن إضرابه في بعض السجون، غير أن الغالبية العظمى من الأسرى ينتمون إلى "فتح" التي تشكّل ما يزيد على 50 بالمئة من إجمالي الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.

إلا ان الاحتلال الإسرائيلي قرر نقل الأسير مراون البرغوثي إلى سجن جلمة، وقبل أسبوع أعلن نادي الأسير عن "تدهور خطير" في صحة البرغوثي قبل أن تنقطع عنه الاخبار بشكل كامل بحسب ما أعلن الشوبكي.

وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان، إن "عزل البرغوثي ونقله إلى سجن في شمال البلاد ليس متعلقا بنشر المقال، وإنما لكونه مُحرّضًا وقائدًا لإضراب الأسرى. وبالتأكيد أنا أنظر إلى نشر المقال على أنه خلل خطير وأوعزت سلطة السجون بتنفيذ تحقيق وتسليمي نتائجه."

كما أشار إلى عزل الأسرى في زنازين انفرادية وأقسام عزل جماعية، تزامنًا مع حملات التفتيش على يد قوات "النحشون" التابعة لإدارة السجون الإسرائيلية، وهي حملات تهدف إلى إرهاقهم بهدف الضغط عليهم للتراجع عن الإضراب.

مطالب الأسرى

تتمثّل مطالب الأسرى الفلسطينيين في الحصول على حقوقهم وتحسين أوضاعهم داخل المُعتقلات، وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، والسماح بإدخال الكتب والصحف والقنوات الفضائية.

هذا إلى جانب الرغبة في وضع حدّ للإجراءات التعسِفية التي تمارسها سلطات الاحتلال بما في ذلك: منع زيارات العائلات وعدم انتظامها، وحرمان الأسرى المرضى من العلاج الطبي، وكذلك زيادة مدة الزيارة من 45 دقيقة إلى ساعة ونصف، وتركيب تليفونات عمومية والسماح ببأسرى بالتقاط الصور مع ذويهم بحسب ما أفاد سفير فلسطين لدى القاهرة.
صحة الأسير الُمضرب

قالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى الخليل الدكتورة زهية شاور، إن "الأعضاء الداخلية وحاسة البصر تتأثر وتضطرب تركيزات المعادن والفيتامنات في الجسم، ويعاني جسم الأسير في بعض الأحيان من حالات إسهال شديد تؤدي لفقدان السوائل، ولا يعوض الماء حاجة الجسم للإبقاء على قدرته لمواصلة نشاطه."

وأضافت في تصريحات نقلتها شبكة "قدس" الإخبارية، أنه بعد انقضاء عدة أيام في الإضراب يتأثر الدماغ كونه يتغذى على السكريات، وربما يصل حد الوفاة، وتبدأ الأعراض بالظهور بصورة واضحة أكثر على حالة المضرب، حتى في حال شربه للماء وحده، ومع مرور الساعات والأيام تزيد الأعراض وتشتد.

الرد الإسرائيلي

واجهت إسرائيل إضراب "الحرية والكرامة" بسلسلة من الإجراءات الانتقامية، كان أولها تجميع الأسرى المضربين في سجن النقب، وبناء المستشفى الميداني في سجن ذاته، لمعالجة المضربين ميدانيًا، بحسب موقع "الرسالة" المعني بالشؤون الفلسطينية.

وبحسب الموقع، أبلغت سلطات الاحتلال الصليب الأحمر بوقف زيارات عائلات الأسرى لأبنائهم داخل السجون حتى إشعار آخر، بسبب الإضراب والأوضاع غير المستقرة في السجون، كإجراء عقابي.

كما منعت محاميي المؤسسات الحقوقية، بما فيها هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، من زيارة الأسرى المضربين عن الطعام، ما دفع محامو المؤسسات العاملة في مجال الأسرى إلى اتخذا قرار بمقاطعة محاكم الاحتلال.

إلا أن نادي الأسير الفلسطيني، وهيئة الأسرى، وجمعية عدالة، نجحوا في استصدار قرارا من المحكمة العليا الاسرائيلية، يتضمن تعهّدًا من إدارة سجون الاحتلال، بالسماح للمحامين بزيارة الأسرى المضربين عن الطعام.

وجاء ذلك القرار إثر التماس تقدمت به المؤسسات ضد استمرار إدارة سجون الاحتلال في منع وعرقلة زيارة المحامين.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن مجموعات من المستوطنين التابعين لمنظمة "الاتحاد الوطني" اليهودية المتطرفة نصبوا مواقدهم لإقامة حفلة شواء اللحوم، في محاولة لاستفزاز الأسرى المضربين بسجون الاحتلال أمام سجن "عوفر" غرب رام الله وسط الضفة المحتلة.

آخر التطورات

خرج الآلاف من المواطنين في محافظات الضفة بمسيرات حاشدة يوم أمس، دعما وإسنادًا للأسرى، في الوقت الذي منعت أجهزة "حماس" الفعاليات المساندة للأسرى في محافظات قطاع غزة.

وأفادت اللجنة الإعلامية للإضراب بأن إدارة سجن "عسقلان" نقلت كافة الأسرى المضربين عن الطعام صباح اليوم الخميس، إلى سجن "أوهليكدار".
فيما قال مكتب إعلام الأسرى إن أسرى (حماس) في سجن أوهليكدار قرروا إرجاع وجبتي الغداء والعشاء اليوم تضامنًا مع الأسرى المضربين عن الطعام.

وأعلن قراقع بدء زيارات الصليب الأحمر للأسرى المضربين عن الطعام، أمس الأربعاء، للوقوف على أحوالهم وأوضاعهم الصحية.
وأوضح أنه تم ابلاغهم من قبل الصليب الأحمر بزيادة طواقمه، نظرًا لتدهور أوضاع الكثير من الأسرى المضربين، حيث نقل العديد منهم إلى العيادات، والمستشفيات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان