سوريا: استهداف مخيم للاجئين .. وردود فعل متباينة حول "المناطق الآمنة"
كتبت – إيمان محمود
سقط عدد من الأشخاص بين قتيل وجريح، صباح اليوم الجمعة، جراء تفجير سيارة مفخخة في مخيم الركبان للاجئين السوريين، على الحدود السورية الأردنية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الانفجار أسفر عن مقتل 5 أشخاص على الأقل وأصيب آخرون بجراح غالبيتهم مقاتلين، مشيرًا الى أن عدد الذين قضوا مرشح للارتفاع لوجود بعض الجرحى في حالات خطرة.
ويقع مخيم "الركبان" للنازحين في منطقة البادية السورية عند الحدود السورية-الأردنية، جنوب شرق سوريا، ويقطن فيه نحو 60 ألف شخص في خيم عشوائية في ظل نقص الخدمات والمساعدات.
وفي السياق؛ نقل موقع "عمان اليوم" عن مصادر سورية، إن الانفجار وقع في سوق للأغنام يتبع المخيم، حيث استهدفت سيارة مفخخة المخيم، قبل إرسال تعزيزات عسكرية للمنطقة، لإسعاف المصابين، وتأمين المنطقة، خوفًا من استهداف المكان بتفجير آخر.
ويقع سوق الغنم والذي يحوي أيضا منازل سكنية على بعد ثلاثة كيلو متر شمال المخيم، وتباع فيه الأغنام والدواجن بأسعار منخفضة مقارنة بالمناطق الأخرى، بسبب انعدام العلف والأدوية البيطرية، وصعوبة تأمين المياه لها، وانعدام الحظائر لتربيتها، وسوء إنتاجها للحليب، ويجاور سوق الغنم، سوق آخر يختص ببيع الخبز والمواد الغذائية والخضروات، الواصلة من مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري وتنظيم "داعش" عبر طرق التهريب وبأسعار مرتفعة، بحسب عمان اليوم.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، في وقت تبنى فيه تنظيم "داعش" أغلب الهجمات السابقة على المخيم.
كما ذكر الموقع أن سيارتين مفخختين انفجرتا، في أبريل الماضي، قرب مخيم الركبان استهدفت احدهما رتلاً عسكريًا للجيش الحر، فيما انفجرت الأخرى داخل سوق الغنم، وأسفرتا عن مقتل وجرح عدد من الأشخاص بينهم أطفال.
واضطر عشرات آلاف السوريين، للإقامة بـ"الركبان"، بعد نزوحهم إثر سيطرة تنظيم "داعش" في مناطق سكنهم بسوريا، كما يشتكون من الظروف الجوية السيئة بالمخيم، وغياب الرقابة الأمنية فيه.
وكانت السلطات الأردنية أغلقت الحدود الشمالية، واعتبرتها منطقة عسكرية مغلقة إثر استشهاد عدد من الجنود ومرتبات الدفاع المدني، خلال تقديمهم المساعدة لسكان المخيم.
وفي محاولة لإنهاء المسلسل الدامي على الأراضي السورية، وقعت الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا "روسيا، تركيا، إيران" في الجولة الرابعة من مؤتمر أستانة، أمس الخميس، اتفاقية "وقف التصعيد"، حيث تُشكل لجنة لتحديد أربعة مناطق آمنة يعيش فيها المدنيين السوريين، بحسب شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية.
ولفتت الشبكة لترحيب الولايات المتحدة والأمم المتحدة "بحذر" بالاتفاق، حيث أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن تقديرها جهود تركيا وروسيا في متابعة الاتفاق، وقالت إنها تشجع المعارضة السورية على المشاركة بفعالية في المناقشات رغم الظروف الصعبة على أرض الواقع.
ودعا بيان الخارجية إلى توخي الحذر بشأن الاتفاق، في ضوء الإخفاقات السابقة، معربا عن القلق إزاء وجود إيران كأحد ضامنيه.
كما دعا بيان النظام السوري إلى وقف جميع الهجمات، قائلا إنه يتوقع من روسيا ضمان امتثال النظام، ودعا المعارضة إلى الارتقاء بمستوى التزامها مع تركيا.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا، الذي كان حاضرا في محادثات أستانا، وصف الاتفاق بأنه "خطوة إيجابية واعدة في الاتجاه الصحيح لتهدئة الصراع"، لكنه حذر من أن "الشيطان يكمن في التفاصيل".
وقال دي ميستورا إن الاتفاق "سيخضع بشكل جدي للاختبار" خلال الأسبوعين المقبلين قبل استئناف المفاوضات التي تعقد بوساطة أممية في جنيف.
أما بالنسبة لوفد المعارضة السورية المسلحة، فقد انسحب أربعة أعضاء منه من الجلسة الختامية احتجاجا على مشاركة إيران في التوقيع على الاتفاق، وقال المنسحبون في مؤتمر صحفي إن "اتفاق مناطق خفض التصعيد هو اتفاق بين دول ثلاث ولسنا جزءا منه".
فيديو قد يعجبك: