إعلان

فرنسا: ملفات عاجلة على مكتب ماكرون

03:23 م الإثنين 08 مايو 2017

كتب – محمد مكاوي:

اختار الفرنسيون المرشح الوسطي المستقل صغير السن وذو الخبرة السياسية القليلة إيمانويل ماكرون، رافضين مرشحة الشعبوية التي باتت تغزو عددا من بلدان القارة العجوز في بلد يعاني من مخاطر الإرهاب.

وأصبح ماكرون (39 عامًا) أصغر رئيس جمهورية فرنسي بعد أن استطاع الحصول على أكثر من 66 في المئة مقابل 34 في المئة لمنافسته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن (48 عاما) في جولة إعادة الانتخابات الرئاسية، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية.

وغابت الأحزاب الفرنسية الكبيرة عن جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة لأول مرة منذ عقود في حدث أطلق عليها متابعون "ثورة سياسية جديدة".

وشكل ماكرون عقب استقالته من وزارة الاقتصاد حركة سياسية أطلق عليها اسم "إلى الأمام" لجذب الشباب ورجال الثقافة وحتى بعض السياسيين الذين أعلنوا مساندتهم لماكرون في الانتخابات الرئاسية.

صعود اليمين المتطرف

يواجه ماكرون معضلة كبيرة خاصة بعد صعود نجم اليمين المتطرف في فرنسا وحصوله على أعلى نسبة في تاريخه السياسي. إذ حصدت منافسته لوبن على نحو 34 في المئة من أصوات الناخبين المشاركين في جولة الإعادة.

المدير التنفيذي لمنتدى البدائل العربي للدراسات، الباحث محمد العجاتي، يرى أن النسبة التي حصدتها لوبن ليست جمعيها من مؤيدي اليمين المتطرف وإنما تضم فئات كثيرة متنوعة.

ويقول العجاتي في اتصال هاتفي مع مصراوي، الاثنين، إن "كثيرا من الذين صوتوا للوبن هم في الأساس ضد المؤسسات إضافة إلى قيادات في النقابات العمالية الرافضين لسياسات ماكرون".

وعمل ماكرون وزيرًا للاقتصاد في حكومة الرئيس الحالي فرنسوا أولاند، كما يتبنى سياسيات اقتصادية قوية ومتشددة.

وأضاف العجاتي أنه على ماكرون أن يسعى إلى طمأنة من صوتوا إلى لوبن عبر خطاب وسياسات واضحة ومباشرة في أقرب وقت ممكن.

"بلا حزب"

العقبة الثانية التي تواجه ماكرون بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، هي أنه بلا حزب أو قاعدة جماهيرية كبيرة رغم حصوله على نحو 66 في المئة في أصوات الناخبين المشاركين جولة الإعادة.

ويرى المدير التنفيذي لمنتدى البدائل العربي للدراسات أن النسبة الحقيقة التي حصل عليها ماكرون لا تزيد عن 23 في المئة وهي الأصوات التي حصل عليها في الجولة الأولى.

وقال العجاتي إن "كثيرا من الرافضين لسياسات لوبن المتطرفة صوتوا لماكرون وليس إعجابا ببرنامجه الانتخابي".

وأضاف "في رأيي لا أحبذ أن يدفع ماكرون بأعضاء حركة إلى الأمام في الانتخابات التشريعية الشهر المقبل. أفضل أن يسعى إلى تحالفات مع أحزاب صغيرة وحزب كبير من أجل تقوية حركته السياسية".

ونطلق الانتخابات التشريعية في فرنسا يومي 11 و18 يونيو المقبل.

وقال ماكرون في أول تصريحاته بعد إعلان فوزه بانتخابات الرئاسة، إنه "من الضروري بناء أغلبية برلمانية من أجل إجراء التغييرات التي تحتاجها فرنسا بشدة".

وأضاف ماكرون: "مهمتنا ضخمة. ستتطلب منا أن نبني من الغد فصاعدا أغلبية حقيقية قوية. هذه الأغلبية لازمة لإحداث التغيير الذي تتطلع إليه البلاد وتستحقه".

مكافحة الإرهاب

ثالث العقبات على مكتب ماكرون الرئاسي هي مكافحة الإرهاب في بلد أجرى الانتخابات الرئاسية تحت حالة الطوارئ المفروضة منذ الهجوم الإرهابي الذي ضرب عاصمة النور في أواخر 2015.

وعانت فرنسا من هجمات إرهابية تبنى أغلبها تنظيم داعش وكانت أكبرها حادث الهجوم الكبير الذي وقع في نوفمبر 2015 في قلب العاصمة واستهدف استادا كان بداخله الرئيس أولاند ومسرحا ومطعما وأسفر عن مقتل وإصابة المئات، إلى جانب حادث الدهس الذي أودى بحياة العشرات في مدينة نيس.

ويتوقع العجاتي أن يستمر ماكرون في سياسيات سلفه أولاند الخاصة بمكافحة الإرهاب، وعدم لجوئه إلى سياسات جديدة.

وكان ماكرون اقترح أثناء حملته الانتخابية لمكافحة الإرهاب زيادة الإنفاق إلى 2 في المئة من الناتج الوطني الإجمالي، وهو مطلب ملح للولايات المتحدة من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وفرنسا عضو في حلف شمال الأطلسي والتحالف الدولي لمحارية داعش بقيادة الولايات المتحدة في سوريا والعراق.

كما طالب بوضع "خارطة طريق دولية" لمحاربة ما وصفه بـ"الإسلام المتطرف"، ووصف افريقيا بأنها منطقة فيها "كل المخاطر وكل الفرص" لفرنسا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان